أنا العروسة.. اللي كنت كاتبة “خايفة م الجواز” ممكن أكلمك انهارده من أرض الواقع وأنا لسه ف شهر العسل.
لو كنتي بتفكري ف الجواز أو محتاجة تطمني للجواز.. اعرفي إن صورة شهر العسل اللي ضحكوا علينا بيها ف المسلسلات العربي، ومشهد البطلة وهي بتجري وشعرها طاير والبطل بيجري وراها، أسطورة كبيرة.. مش هو ده خالص شهر العسل.
عاوزة أقولك كمان إن لحظة قفل الباب عليكم لأول مرة احتمال ميعرفش يشيلك ويلف بيكي الشقة ويفرقع إزازة شامبانيا.
ولحظة العشا جايز يأكلك ف بقك بس جايز لأ، ولحظة النوم اللي كل اللوحات ومشاهد الأفلام اللي اتجوزتي وعايزة تقلديها، هتكتشفي إن دراعك هينمّل بعد تلات دقايق أو مش هتعرفي تتنفسي كويس. وإنك احتمال تصحي الصبح بالصدفة، لأن مش أي راجل هيعرف يحضّر فطار ويصحيكي ويجيبهولك لحد السرير ويقولك صباحية مباركة يا حياتي.
مش ده شهر العسل ومش دي القواعد بتاعته.
كل الأحلام دي ممكن تتحقق وبأجمل صورة كمان، وتلاقي برضو إن الجواز مش حلو.. وجايز متحصلش بس تكوني أسعد عروسة ف الدنيا.. ما هو مفيش قاعدة!
السؤال المعتاد بتاع الجواز حلو ولا لأ مش مرتبط بأول شيء بيبادر لذهن معظم الناس، عشان الجواز مش بس العلاقة الحميمة. الجواز علاقة كاملة ف حياة كاملة بحلوها ومرها وضحكها وعصبيتها وتهييسها وصلاتها وأكلها ونكدها ونومها ومللها وخروجاتها… وكل كراكيبها.
الجواز حلو ولا وحش بالنسبة لنا إحنا يا ستات ده بيظهر أكتر ف اللحظات العادية.. العادية جدًا.
حلاوة الجواز والسكن هتشوفيهم في الشعور الخفي اللي بيتزرع ف قلبك فجأة وبتآمني بيه من قبل ما تفهمي أسبابه، اللي بيسموه “الأمان”.
حلاوة الجواز والسكن هتحسيهم وإنتي بترشّي على طبختك مع الملح والفلفل شوية حب ودفا وخوف حقيقي أحسن متعرفيش تفرّحي جوزك بالأكل، وفرحة طفل صغير وهو مبسوط بطبيخك، وتحسيها أكتر وهو بيحاول يريحك ويلزم نفسه بمساعدتك ف أي حاجة من شغل البيت.
حلاوة الجواز والسكن هتلمسيهم ف لحظة ما يقف جنبك ف المطبخ ويعمل معاكي أي حاجة مهما كانت صغيرة، حتى لو يشطف كوباية ولا يعملك قهوتك على ما تروّقي الحوض.. حتى لو كسر الكوباية وهو بيشطفها ولا فوّر القهوة والبوتجاز اتوسخ، مش مهم، متنتبهيش للكلام ده، لأن الناتج من ورا الفعل ده أهم.. الناتج هو نفسه مش قاصده.
اللي بين السطور إنه بيقولك أنا ف ضهرك.. إنتي مش ملزمة بشغل البيت إنتي بس بتعمليه لأنك أشطر، إنتي يوم ما تحتاجي مساعدة هكون أول واحد بيحاول يقدمهالك، إنتي لو حابّة مجرد ونس بفنجان قهوة أنا اللي هظبطلك سُكّره.
الجواز الحلو والسكن بيبان ف قدرتكم على الكلام في أي موضوع، شرح مخاوفكم لبعض وتطمينكم لبعض وتقبلكم للاختلافات ومعالجتكم للخلافات.
الجواز الحلو مش ف انتظار كل طرف إن التاني يحققله أمانيه، لكن ف اهتمام كل طرف إنه يحقق للتاني أمانيه ويسعده ويسأله دايمًا إذا كان مبسوط معاه ولا لأ.
قبل الجواز سمعت مليون نصيحة كلهم عكس بعض.. بس أكتر نصيحة رنّت ف وداني وكانت مخوفاني “الحب مبيفتحش بيت”.. هي فعلاً نصيحة سليمة جدًا، لكن مش كاملة، عشان الحقيقة إن من غير حب برضو مش هنفتح بيت.
الحب مبيفتحش بيت آه، بس هو باب الشقة اللي مش هتعيشي بأمان لو مش موجود.
المهم يعني طلع الجواز مبيخوّفش ولا حاجة. تخافي بس يوم ما تفقدي خيط المناقشة ما بينكم، أو تتكسفوا ولا تخافوا تشرحوا مطالبكم ورغباتكم.
الجواز مبيخوّفش.. وكل الأساطير اللي سمعنا عنها بحلوها ومرّها إنتي ملكيش علاقة بيها، لأن إنتي بطلة مسلسلك، إنتي اللي هتكتبي المشاهد وتِخرِجيه وتمنتجيه، إنتي البطلة اللي هتجري فرحانة ف جناين الدنيا بطريقتها الخاصة مش زي مشاهد المسلسلات الفاشلة. فلو عملتي مسلسل اتكرر قبل كده ولا قلّدتي مخرج غيرك هتطلعي بمسلسل هابط آخره موسم وتروح عليه، فاعملي إنتاجك اللي يعيش.
ولو هتسأليني بعد كل الفزلكة والفلسفة دي، وتقوليلي “وإنتي بقى يا ست الحكيمة إيه هي نصيحتك للي داخلين على جواز؟”، هقولك متسمعيش نصيحة حد.