إن التعليم البصري عن طريق العين، له دور أساسي ومهم، عندما يتعلق الأمر بتطوير مهارات الأطفال وتعلمهم. ويعد التعلم المرئي البصري من أهم العوامل التي تساعد وتقدم الكثير لنمو عقل الطفل، فوجد أن الطفل يتأثر بسهولة بحاسة البصر، ثم اللمس، ثم الشعور والإحساس، وتثبت لديه المهارة بالممارسة، أكثر من مجرد الاستماع منه، والتلقين من قبل معلمه.

وقد ثبت أن الصورة المرئية تساعد على الحفظ، وعلى تذكر الدروس التي تعطى، فالصورة والتعليم البصري المرئي بشكل عام، يجنب سوء الفهم اللفظي، فقد يوجد لفظ يحمل عدة معانٍ، فيصعب على الطفل فهمه، أو تذكره. وكثيرًا ما يقال: إن البشر بشكل عام يميلون إلى تذكر 10٪ مما يسمعونه بأذنهم، 50٪ مما يرونه بالعين، و80٪ مما يرونه ويقومون به، وهذا يؤكد أهمية الوسائل البصرية، في تعلم الطفل وتنمية مهاراته وتوسيع مداركه.

ويعتبر نشاط  تلوين الصفحات، واحدًا من الوسائل البصرية لتعليم الأطفال، وإكسابهم معلومات عن الحيوانات، الخضر، والفاكهة، وحروف الهجاء، وغيرها من الأشياء الشائعة التي تدرس في كل من المدرسة والمنزل، فهذا نشاط يجذب الأطفال بقوة، كما أنها وسيلة مرحة وممتعة في نفس الوقت، والأكثر من ذلك سهولة الحصول عليها، فمن الميسر جدًا أن تجد صفحات مرسومة وطفلك يلونها، كذلك سهل أن تحصل على صور ملونة بثمن  جد زهيد، من مكتبات بيع الأدوات المدرسة، أو حتى باستطاعتك تحميلها من علي الإنترنت وطباعتها لطفلك.

فوائد التعلم البصري خصوصًا نشاط  تلوين الصفحات

اطبع أعماله الفنية، أو اجمعها له في ألبوم، بشكل جميل ومتناسق، فيه شيء من الإبهار، هذا الأمر  مع الوقت سوف يعزز الثقة بالنفس

أولاً: خلق الإبداع والابتكار لدى الطفل

عندما تمنح طفلك حرية تلوين صفحات، ثم تطبعها لهم، يعد فرصة ممتازة لإظهار ما في انفسهم، وأيضًا يظهر مواهبهم، ليس فقط لأنها وسيلة للتعبير عن ذواتهم بحرية، بل لأنها تعطيهم فرصة وحرية، في أن يخرجوا بألوان غير مألوفة ومختلفة. وهذا بدوره يحفز إحساس الإبداع داخل عقولهم. فالتلوين يخلق  لديهم عالمًا وهميًا خاصًا بهم، وفي كل مرة يكون لديهم المقدرة والحرية، لإعادة تلوين الألوان والصور، وتغييرها وتشكيلها بأسلوب آخر.

ثانيًا: التلوين يمنح قوة التركيز

إعطاء طفلك نشاطًا طويلاً ينهيه، يعد من أفضل وسائل تقوية ذاكرة الطفل، ومن أفضل هذه الأنشطة تلوين الصفحات، فجلوس الطفل لفترة طويلة منشغلاً بنشاط التلوين، محاولاً إنهاءه بصورة ترضيه، يقوي درجة ومستوى التركيز العام لدى الطفل، وبمرور الوقت سيمنحه هذا النشاط تركيزًا عاليًا.

ثالثًا: التلوين يعمل على التناغم بين حركة اليد وتركيز نظرة العين

عندما نعطي الطفل صورة كي يلونها، فسيمسك القلم بيده، ومن وقت لآخر سوف يتأكد مما قام به، لتحديد اللون الذي سيستخدمه في المرة التالية. وهذه الأنشطة بدورها تساعده كثيرًا، في التناسق بين اليد والعين، كذلك يتأكد من أن الألوان لن تتجاوز الخط المحدد.

رابعًا: التلوين يمنح القدرة على معرفة الألوان

الاستخدام الدائم للألوان المختلفة، في تلوين صفحات متنوعة، سوف يمكّن الطفل من معرفة أي لون في فترة مبكرة من عمره، بل سيعلمه طريقة مزج و تنسيق الألوان، و بهذا يكبر الطفل ولديه حس فني متميز، وتذوق للألوان، ويمكنه بيسر الجمع بين الألوان بطريقة مبهرة.

خامسًا: التلوين يشجع على احترام الذات ويعزز ثقة الطفل بنفسه

الطفل عندما ينجز مهمة ما، ولتكن تلوين صفحة تعليمية معينة، فهذا يعطيه حماسة ودفعة، لاستكمال أي مهام غيرها، خصوصًا إذا شجعه الوالدان، وأشعراه بأهمية ما قام به، فمثلا: اطبع أعماله الفنية، أو اجمعها له في ألبوم، بشكل جميل ومتناسق، فيه شيء من الإبهار، هذا الأمر  مع الوقت سوف يعزز الثقة بالنفس، ويجعل الطفل قادرًا على أداء أي مهمة تطلب منه.

سادسًا: تلوين الصفحات يساعد الطفل في التعرف على الأشياء

كما ذكرنا في السطور السابقة، فإن الدروس المصورة يحفظها الطفل بسهولة، مقارنة بأي شيء آخر، فمثلاً: عندما تعطي طفلك صورة يلونها، وليكن صورة طائر، فإنه يلاحظ الخطوط والشكل والاسم. وهذا يساعده جدًا في التعرف علي هذه الصورة، في المرة القادمة التي يراه فيها، هذه الطريقة تسهل التعرف على الأشياء والكائنات الموجودة في البيئة المحيطة، وكذلك تساعد بقوة على بناء المعرفة العامة، بمرور الوقت.

فوائد التعليم المرئي وخصوصًا صفحات التلوين، فوائد عديدة ولا حصر لها، ومن المؤكد أن الآباء والأمهات، وكذلك المعلمين، يرغبون في تطوير مهارات أطفالهم وتلاميذهم، وهي مسؤوليتهم وجزء من تربيتهم لأطفالهم.