بقلم/ أوشى حنا
بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين، لقيت نفسي بفكر في حاجات مكنتش بفكر فيها قبل كده. مبدئيًا، كلها كام سنة وهبقى أربعين.. أربعين! لقيت نفسي ابتديت أوصف الناس اللي في الأربعينات بأنهم مش كبار أوي.. عن اقتناع.. بعد ما كنت بقول عليهم قبل كده كبار.
بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين لقيت نفسي بتناقش مع نفسي هعمل إيه في الثلاث شعرات البيض اللي طلعولي لو بقوا ستة أو تسعة أو عشرين. فاكرة إني وأنا صغيرة كنت بقول لما شعري يبيض مش هصبغه لأني بحب شكل الشعر الأبيض. لكن لقيت إن شعوري في الواقع حاجة تانية. لما طلعولي الثلاث شعرات البيض في مكان ظاهر من شعري، لقيت نفسي بقصهم، ومش عايزاهم يبانوا.
بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين، فوجئت إن المواضيع اللي بيتناقش فيها الستات (مش البنات) اللي في سني مواضيع بكل صدق لم تخطر لي على بال قبل كده. كنت قاعدة مع مجموعة ستات من سني.. اللي أكبر سنة واللي أصغر سنة، ولقيت إنهم بيتكلموا عن التجاعيد اللي عندهم وهيتصرفوا فيها إزاي، وابتدوا يتبادلوا النصائح. الحقيقة إني اتخضيت، لأني فعلاً مكنتش عارفة أنا كمان عندي تجاعيد ولا لأ.
تعرفي على: العمر مجرد رقم والنضج اختيارك
بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين لقيت نفسي ابتديت أفكر في إزاي أحاول مبانش أكبر من سني (أضعف الإيمان). بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين قفشت نفسي لما بنزل عشان أشتري لبس بحاول أختار لبس “مش عيالي”، لبس وقور كده يناسب سني. بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين اكتشفت إن مش أنا بس اللي كبرت، اللي حواليّ كمان كبروا. يعني اللي كان في الأربعين بقى في الخمسين، واللي في الخمسين بقى في الستين وهكذا.
بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين لقيت نفسي بقالي 12 سنة بشتغل، مبقتش العيلة الجديدة اللي لسه متخرجة وجاية تشتغل جديدة. بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين لقيت المجتمع كله بيعتبرني واحدة من عالم الكبار وأنا مش واخدة بالي. لقيت الأطفال اللي بيقابلوني لأول مرة على طول بيقولولي “طنط”. لقيت الناس في الشارع في أغلب المرات بتندهلي “يا مدام” قبل ما يلحقوا يشوفوا الدبلة.
بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين لقيتني بتكلم مع واحده صاحبتي إن إحنا بقينا من الفئة العمرية اللي المفروض تعمل كشف دوري كل 6 شهور عشان الاكتشاف المبكر لو فيه سرطان ثدي. بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين، بحاول أستوعب فكرة إني ممكن أكون أكبر واحدة في القعدة، وإن اللي أصغر مني دول برضو كبار ومحسوبين على عالم الكبار.
بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين، لاحظت إن أنا بقيت فاهمة نفسي أكتر بكتير من قبل كده، وعارفة أنا عايزة إيه ومش عايزة إيه، عارفة إلى حد كبير أنا بحب إيه ومش بحب إيه، ومكونة آراء في معظم مواضيع الحياة، على عكس مرحلة العشرينات اللي كنت فيها لسه بجرب وبكتشف أنا مين. بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين لقيت نفسي مبسوطة أكتر مع نفسي ومصاحباني أكتر من الأول.
بمناسبة عيد ميلادي الثالث والثلاثين.. كل سنة وأنا طيبة.
لما بدأت ألعب ف منطقة الأربعينات..