10 أمهات مُلهمات من السينما العالمية

401

 

الأمهات بطلات خارقات.. لا لأنهن يمتلكن قوى خاصة، بل لأنهن لا يمتلكنها ومع ذلك قادرات على أداء عشرات المهام الأمومية اليومية لطفل أو أكثر، يأتي هذا جنبًا إلى جنب مع حياتهن الشخصية، وظائفهن، أدوارهن كزوجة وابنة وجارة وصديقة. وبالرغم من صعوبة هذا الدور المحوري بحياة الجميع، فإن الأمهات يفعلن ذلك بحُب واهتمام، بلا ملل أو غضب، مهما كُنَّ من الداخل يصرخن من فرط التعب.

 

ولمَّا كنا نحتفل هذا الشهر بعيد الأم، قررنا استعراض نماذج لأمهات مُلهمات من السينما العالمية، لم يهبن خوض معاركهن سواء عبر المهام اليومية العادية ذات التحديات الكثيرة والانتصارات الصغيرة، التي على بساطتها لا يُستغنى عنها، أو الحروب الكبيرة التي دافعن فيها عن أبنائهن مُتصديات للعالم أجمع.

 

1- One fine day

“ميلاني”.. مهندسة معمارية مُطلَّقة ولها طفل صغير، نُصاحبها على مدار يوم بسيط بحياتها، تمر فيه بمواقف مختلفة تبدو عادية جدًا لكنها موتِّرة وصعبة. بدايةً من عجزها عن إيصال طفلها لرحلته المدرسية بالوقت المناسب، ومن ثَم اضطرارها لاصطحابه معها للعمل، مرورًا بحدوث خلل بالمشروع الذي كانت ستقدمه للعميل بسبب شقاوة طفلها، فيصبح عليها تصليحه بزمن قياسي، وصولاً لرعايتها لابنها وطفلة زميلة له، ثم فقدانها للطفلة، لتبدأ عملية البحث عنها، ومحاولتها البائسة للحاق بمباراة كرة القدم التي يشترك بها الطفلين قبل فوات الموعد.

 

2- Stepmom

“جاكي”.. أم لطفلين، انفصلت عن زوجها الذي لم يلبث أن تزوج من امرأة أخرى تصغُرها، وبالرغم من عدم غيرتها من تلك الشابة الجديدة التي احتلت قلب طليقها كامرأة، فإنها تشعر بتلك الغيرة كأم، حيث ترفض أن يكون لطفليها أم سواها تُلبي لهما كل احتياجاتهما وتصبح ملاذهما الوحيد.

تهتم “جاكي” طوال الوقت بشؤون ابنيها مهما بدت صغيرة، فهي تعشق تفاصيل علاقتها بهما، وتعرف قيمة أن تكون جزءًا من عالمهما الخاص. بعد فترة تكتشف إصابتها بالسرطان الذي وصل لمرحلة مُتقدمة، الأمر الذي يجعل أيامها الباقية معدودة.

وفي حين أنها لا تهاب الموت، لكنها تخشى الرحيل عن طفليها، وتقلق من أن ينسياها مع الزمن، فتزداد التصاقًا بهما وتسعى جاهدةً لبناء ذكريات سعيدة معهما كل لحظة، في الوقت نفسه تُدرك أن الوقت قد حان للسماح لزوجة الأب بالاقتراب من الطفلين لتحمل الشعلة من بعدها. 

 

3- Mommy

“داي”.. أرملة لديها ابن بسن المراهقة، مُصاب باضطراب نقص الانتباه المصحوب بفرط النشاط، الأمر الذي يجعله عصبيًا معظم الوقت، وفي محاولة منها للتعامل مع صعوبات الحياة تضع ابنها بمدرسة داخلية، إلا أنه لا يلبث أن يُعرِّض زملاءه للخطر فيُطرَد من المدرسة.

وبين كبوات العمل، وضغوط الحياة تجد “داي” نفسها مسؤولة بشكل كامل عن رعاية ابنها، وامتصاص غضبه، ومحاولة منحه مساحة للتكيف مع العالم. وبالرغم من الأحكام القاسية التي يُطلقها المجتمع عليها بين اتهامها بالتقصير أو رفض حقها في الاستراحة من وقتٍ لآخر، فإن هذا لا يمنعها من بذل أقصى ما تقوى عليه لرعاية ابنها، حتى ولو ظل هذا الجهد غير كافٍ.

 

4- Wonder

“إيزابيل”.. زوجة ورسامة وأم تعيش حياتها في سعادة مع طفلتها الوحيدة قبل أن يولد لها طفل يُعاني من تشوهات خُلقية حادة، تضطره للخضوع لـ27 عملية تجميلية، وعلى ذلك يظل شكله مُختلفًا وغير طبيعي. لتتغيَّر حياة الأم تمامًا، حيث تبدأ بتكريث حياتها بأكملها لطفلها. تتوقف عن رسالة الماجيستير الخاصة بها، وتبدأ بتعليمه منزليًا ومنحه كل الحب الذي يستحقه. وحتى حين يصل ابنها لسن العاشرة فيلتحق بمدرسة حقيقية، وتبدأ بعدها في الرجوع لنفسها ولباقي أسرتها، تظل تُحاوطه بالاهتمام والسَنَد الذي يضمن له العيش آمنًا وشاعرًا بالقبول.

 

5- My sister’s keeper 

“سارة”.. أم تعيش سعيدة مع زوجها وطفليها، قبل أن تنقلب حياتها رأسًا على عقب إثر اكتشاف إصابة طفلتها بسرطان الدم، وبناءً على نصيحة الطبيب يلجأ الزوجان للتلقيح الصناعي من أجل إنجاب طفلة مطابقة لأنسجة ابنتهما المريضة، لتتمكن من التبرّع لأختها بما ستحتاجه مُستقبليًا.

تكبر الابنة الصغرى فترفض وضع حياتها على المحَك، بينما الابنة الكبرى تُريد أن تتركها أمها تستسلم للموت، وبين هذا وذاك تُحاول الأم إقناع الفتاتين بالعدول عن رغبتيهما بالحكمة مرة والعصبية مرات، وحين تفقد الأمل تُقرر الاكتفاء بنشر السعادة بين جنبات المنزل.

 

6- Erin Brockovich (قصة حقيقية)

 “إيرين”.. أم عزباء لديها ثلاثة أطفال، هم المُحرك الأساسي لحياتها، بالرغم من ندرة الوقت الذي تقضيه معهم، فهي تلجأ لممارسة العمل بدوام كامل بأحد مكاتب المحاماة لتوفير حياة مُريحة لأسرتها، تفعل ذلك عن اضطرار ووعي بدورها كعائل للأسرة، لا عن عدم اهتمام أو رغبة أنانية بتحقيق الكاريير، تفعله وهي حزينة لما سيفوتها من طفولتهم والذكريات التي لن تبنيها معهم، تقودها رغبتها في أن يكونوا أفضل حظًا منها فتتوفر لهم فرص أنسب للحياة. 

 

7- Three Billboards Outside Ebbing, Missouri

“ميلدريد”.. أم تُختَطَف ابنتها المراهقة وتُغتَصب وتُقتَل بوحشية، وحين تمر سنة على الحادث دون تَمَكُّن الشرطة من التوَصُّل للجاني، تُقرر الأم وضع ثلاثة إعلانات كُبرى بطريق البلدة تتهم عبرها الشرطة بالتقصير. الأمر الذي يجعل الجميع ينقلب عليها، إما إيمانًا منهم بنزاهة القضاء أو حُبًا برئيس الشرطة الشريف. لكن “ميلدريد” لا تلتفت لذلك ولا تهتم بالعداوة التي تولدت تجاهها، لتظل تضغط من أجل الوصول لنتيجة حتى ولو كلفها ذلك حياتها.

 

8- Changeling.. (قصة حقيقية)

“كريستين”.. أم يختفي طفلها ذو التسع سنوات فجأة، فتبدأ البحث عنه مُصعِّدة الأمر للسلطات، وحين تحاول الشرطة منحها طفلاً بديلاً وإقناعها أنه طفلها وإما إدخالها مصحة نفسية، تُعلن الحقيقة وتتكبد مشقة تبعاتها، وفور خروجها من المصحة تستكمل محاولاتها للعثور على طفلها، حتى ولو استغرق ذلك عمرها بأكمله.

 

9- Room

“ما”.. شابة تُختَطف صغيرةً وتُغتَصب بشكل شبه يومي، إذ يحتجزها مُختطفها لسنوات، فتحمل وتُنجب طفلاً لا يعرف من العالم سوى الحجرة الصغيرة جدًا التي يعيش فيها مع أمه. ورغم فداحة الوضع وعدم آدميته أو إنسانيته، فإن “ما” تنجح بإخفاء الحقيقة عن طفلها ومُساعدته على النشأة بشكل أقرب ما يكون إلى الطبيعي، دون أن تُشعره أن وضعه غريب، وحين يكبر قليلاً تُخبره بالحقيقة وتُساعده على الهروب لينجو بحياته، حتى ولو كان ذلك يعني النهاية لها أو فراقها عنه للأبد.

 

10- Lion.. (قصة حقيقية)

 الأم ليست فقط مَن حَملت ووضعت، فالأم البديلة التي رَبَّت هي أيضًا تستحق الاحتفاء، وخير مثال: “سو”.. الزوجة الأسترالية التي كان يُمكن لها الإنجاب من زوجها، لكنها اختارت تبني أطفال لا أهل لهم لتحميهم من التَشَرُّد. وحين نَفَّذَت ذلك اختارت طفلين من دار أيتام فقيرة بالهند. وبالرغم من أن أحدهما كان يُعاني من مشكلات نفسية جعلت التعامل معه صعبًا، فإنها لم تيأس، وظلت تبذل من روحها كل ما بإمكانها لينجحا بالحياة، بل وحين قرر أحد الابنين البحث عن أمه البيولوجية ساعدته ولم تتخل عنه، حتى وجدها فعلاً.

 

الأمومة كلمة صغيرة، لكن قيمتها عظيمة، سواء كنا نحن الأبناء الذين كبروا وعلى ذلك ما زالوا ينالون الرعاية من أمهاتهم، أو كنا نحن الأمهات اللاتي يُحاولن بشكل دائم حماية أولادهن من شرور العالم، باذلات كل طاقاتهن لتكون حياة أولادهن أسهل وأكثر سعادةً.

المقالة السابقةنوبات القلق والذعر.. مشاعر خلقت فيَّ الجحيم
المقالة القادمةالحكي كوسيلة للتعافي: كيف ننجو عن طريق الحكي؟
ياسمين عادل
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا