– متحبنيش بالشَكل ده.
– مبحبكيش بالشَكل ده.
– أهو قاللي مش بيحبني.. يا ناس يخلصكم كده؟!
الحوار ده بيلخص بشكل كبير سبب معظم الخلافات اللي بتحصل بين أي اتنين بيحبوا بعض، نتيجة سوء التصرف أو الخطأ في قراية ردود الأفعال، لمَّا كل طرف يتعامل مع التاني زى ما عايز التاني يتعامل معاه.
الست مثلاً بتحتاج لما تبقى متضايقة حد يسمعها، يستوعبها، ويفضل جنبها، مش مهم خالص يحللها مشكلتها ويجيب التايهة. المطلوب إنه ياخدها على أد عقلها ويزيح عن قلبها الهَم والحزن، يحسسها أنها مش لوحدها وأن ليها ضهر تتسند عليه وتتطمن.. وبس.
في حين إن الراجل لما بيبقى متضايق بيحب يتساب لوحده في العالم بتاعه، يعيد ترتيب حساباته، أو يفضّى دماغه عن طريق متابعة الماتشات، قراية الجرايد، لعب البلاي ستيشن أو حتى التقليب بين المحطات بالريموت. ولو حصل وفضفض فهو بيحكي عشان عايز حل للمشكلة مش للمشاركة الوجدانية.
فتلاقي الراجل لما مراته تضايق يقوم عامل فيها الجِميلة الكبيرة وسايبها لوحدها تضرب أخماس في أسداس وتاكل في نفسها، أو أضعف الإيمان تقعد تاكل في شيكولاتات وحلويات فتتخن وهو يرجع يقول من أنتم!
وكذلك الست لما تلاقي جوزها متضايق تقعد على ودانه وتمنع عنه مية ونور وتشتغل.. مالك؟ فيه إيه؟ زعلان مني؟ طب عندك مشاكل في الشغل؟ مش بتحكيلي ليه؟! يعني مش هعرف أحتويك؟ شايفلك شوفه! وهكذا لحد الراجل ما يروح في داهية بعد ما يخبطها بأقرب حاجة لإيده.
المأساة إنك لما تيجي تسمع المشكلة تلاقي كل طرف فاكر نفسه عامل اللي عليه والتاني بيتدلع ويتبَطَّر، ومحدش فيهم واخد باله إنهم مش زي بعض، وكل واحد فيهم له مفتاح مختلف عن التاني.
يبقى أول خطوة لعدم الوقوع في فخ المشاكل الزوجية: استيعاب إن كل طرف في العلاقة ليه ميكانيزم خاصة للفَهم والاحتواء. ده هنعرفه من خلال القراءة أو من خلال التجارب، أو من الحديث مع الطرف التاني عن إيه اللي بيريحه وإيه اللي بينكد عليه، والأهم إيه اللي عايزه من العلاقة.
تاني خطوة:-الكلام المباشر مع الزوج/ الزوجة. من فضلِك بلاش جو مش هقوله ولو بيحبني هيعرف ويحس ويبقى عنده نظر، عشان الرجالة مبتحسبهاش كده، هم كمان بيقولوا في عقل بالهم لو فيه حاجة عايزاها أو مش عاجباها هتقول، على اعتبار أن لسانك مأكلتهوش القطة.
وإنت كمان يا سيدي مش متجوز واحدة تربيها من أول وجديد وتعلِّمها الأدب أو تعمل عليها الفلاح الفصيح؛ اتكلم معاها واشرحلها وجهة نظرك. هتعملوا كده هتختصروا وقت طويل من الشد والجذب ووجع القلب، مش هتعملوا كده يبقى متلوموش غير نفسكم.
تالت خطوة: عدم وضع توقعات مسبقة لرد الفِعل. آفة العلاقات التوقعات، لا تتوقع خير ولا تتوقع شر.. الرَك ع التجربة، بلاش السيناريوهات الجاهزة اللي في دماغ كل واحد ومستنيها تحصل.
يعني متحلموش أوي عشان متقعوش تتكسر رقبتكم ولا تِقّدَّروا البلا قبل وقوعه. المهم يبقى فيه حُسن ظن بشريك الحياة، ومساحة من الإيمان ببعض، وبقوة علاقتكم وسحر العِشرة اللي بينكم.
أخيرًا.. العلاقات مش مبنية على شوية قواعد عرفناها يبقى هننجح وبالرفاء والبنين، ولا صوابعنا كلها لازم تبقى زي بعضها. كل الكلام اللي فوق ده اجتهادات وسَعي عشان ننَجَّح علاقاتنا. مرة هتصيب ومرتين هيطلعوا فشنك.. والتكرار بيعلم الشُطار.
كل اللي علينا نعرفه إننا (ستات ورجالة) مختلفين نفسيًا، فمش معنى إننا هنكمل الحياة سوا إننا توأم متماثل في الرغبات والاحتياجات.متطلباتنا مش شرط تبقى واحدة، ولا حتى أساليب إسعادنا ورقة وكربون! ومدام قررنا نكمل سوا يبقى نساعد بعض، نساند بعض، نسعد بعض السعادة اللي في بال صاحبها مش الناس التانيين.