ليه منديش المطلقين فرصة تانية؟

1857

“شوفي يا وداد.. إحنا عايشين في مجتمع ضاغط.. اللي يتصرف فيه ببساطة وتلقائية وإنسانية يفتكروه مجنون”.
أحمد زكي – فيلم هيستيريا

بما إننا عايشين في مجتمع ضاغط وإنسانيتنا منتهكة لأسباب كتير، فإحنا عندنا بنات كتير قوي بتتأخر في الزواج، طول الوقت بسمع وبشوف بنات مظلومات من المجتمع، كبرت شوية في نظر الناس وشايفين إنها المفروض تتنازل وتقبل أي جوازة وخلاص، بيلوموها ويجلدوها طول الوقت، شايفين إنها متستحقش تختار، غلطات كتير قوي بتُرتَكب في حق البنت دي طول الوقت، وهي بتفضل تصرخ جواها إنها عايزة فرصة تانية. سني كبر؟ وإيه المشكلة؟ الفرصة مفاتتش، ادوني فرصة تانية أحب وأتحب وأعيش، مش أتجوز حد مش مناسب ليّ عشان أرضيكم. طيب ليه لما الدنيا بتديكي فرصة تانية وتجيب في سكتك شاب مطلق مش بترضي تتجوزيه؟!

ليه المجتمع بيرفض يدي المطلقين والمطلقات فرصة تانية؟ ليه ممنوع عليهم يفكروا إنهم يحبوا تاني ويتحبوا تاني ويبنوا بيت جديد ينجح، بعد التجربة المريرة اللي عدوا بيها؟ خلينا كده نفند مع بعض الكلام اللي بيسمعوه المطلقين والمطلقات في المجتمع ونناقشه مع بعض:

ما دام طلق مراته يبقى مفتري/ ما دام جوزها طلقها تبقى فاشلة
شفت كتير جدًا مطلقين بيعجبوا ببنت ويتقدمولها، ويكون فيه كل مميزات العريس الكويس، وممكن كمان هي تكون معجبة بيه، بس بترفضه لأنه مطلق ولأنها شايفة إنه ما دام قدر يطلق مراته يبقى شخص غير مؤتمن وسهل عليه جدًا يطلقها، ده غير إنه أكيد مفتري وهو اللي كان غلطان، وإنه لو راجل كويس مكانش طلق مراته.

الست المطلقة كمان محدش بيرضى يتجوزها، ويمكن المشاكل اللي بتواجهها بتكون أكتر من الراجل، بيحكموا عليها من أول لحظة إنها فاشلة، مقدرتش تحافظ على بيتها، استسلمت وسابت جوزها يضيع من إيديها، متقدرش تفتح بيت وميُعتَمَدش عليها ما دام اتطلقت قبل كده.

الناس دي مش بالضرورة تكون كده، الطلاق بيحصل لأسباب كتير جدًا غير الافترا والفشل، إحنا بني آدمين ووارد منقدرش نعيش مع بعض، وارد ننجح ووارد لأ، ونقع ونقوم، فكروا في مواصفات الشخص من غير وصم الطلاق، لأن الطلاق أصلاً مش وصم.

هيقارن بيني وبين مراته الأولى/ هتقارن بيني وبين جوزها الأول
وارد، المقارنات واردة مش هضحك عليكم وأقول إن المطلقين بيفقدوا الذاكرة وبيبتدوا بذاكرة جديدة، وارد جدًا يقارن بينك وبين زوجته الأولى، ووارد هي تقارن بينك وبين زوجها السابق، بس المقارنات دي مش هتستمر للأبد، دي حاجة بنعملها كلنا في كل تفصيلة في حياتنا وبعدين بتاخدنا التفاصيل الجديدة وبننسى المقارنات، كل ما العلاقة تعمقت العلاقات السابقة بتتنسي وبتتراجع ومش بيكون لها مكان في حياتنا، المطلق والمطلقة هيقارنوا بين العلاقة الجديدة والقديمة، بس ده هياخد وقت قليل جدًا وبشوية تفاهم وقرب كل حاجة هتتحل.

المطلق شخص بياع / المطلقة بتسمع كلام الناس
طول الوقت بيتقال عن المطلقين إن سهل عليهم التخلي عن العلاقات، وبيتقال عن المطلقات إنهم سلموا دماغهم لصاحباتهم وخربوا عليهم حياتهم وكأنهم ملهومش إردة حرة مستقلة وعقل قرر ينهي التجربة المؤلمة، في حين إن الطلاق ممكن يكون كان الحل الوحيد المنطقي عشان الطرفين ميخسروش نفسهم.

اقعدوا مع المطلقين اللي شايفينهم مناسبين ليكم وادوهم فرصة تانية يحكوا تجربتهم، اسمعوا كويس منهم وسيبوهم يتكلموا بصراحة، مش صح أبدًا إنك تحكم على شخص حكم مسبق من غير ما تسمع منه، وصدقني بعد الطلاق ما بيتم والمشاكل بتتحل وبتخلص، إنت بتقدر بسهولة جدًا تستشف من كلام اللي قدامك هو كان منصف ولا لأ في العلاقة السابقة، وعليه تقدر تحدد مشاعرك تجاهه بسهولة.

هيرجع لمراته / هترجع لجوزها
بنات كتير لما بيتقدملهم شخص مطلق بيخافوا يوافقوا عليه مهما كانوا معجبين بيه، لأنهم بيبقوا مقتنعين إن أول ما خبر ارتباطه يوصل لمراته الأولى هيرجعلها، خصوصًا لو فيه بينهم أطفال. المشكلة دي بتواجه الرجال المطلقين أكتر من الستات، لأن القرار بيكون في إيده وممكن يتجوز أكتر من مرة، فبيخافوا منه.

أنا مش هقولك هنا إن الكلام ده غلط تمامًا، لا هو ممكن فعلاً يكون حقيقي، بس في حالة واحدة بس، إن الشخص ده يكون مذبذب ومش عارف هل علاقته الأولى انتهت خلاص ولا لسة، هل هو عايز يبتدي فعلاً حياة جديدة ولا محبوس في العلاقة القديمة.

طب إيه الضمان إن ده ميحصلش؟ الضمان الوحيدة هو عقلك اللي هتستخدميه في تقييم الشخص اللي قدامك، وقلبك اللي غالبًا هيقولك الحقيقة من أول مقابلة، إنتي الحكم في الموقف ده، لو حكمك على الأمور صح وشفتي إنه شخص عايز يكمل حياته وخلاص اتخلص من العلاقة القديمة يبقى كملي، لكن متخافيش لمجرد إن ده اللي بيتقال، لأن في الغالب الطلاق لما بيفوت عليه وقت بيبقى خلاص الطرفين عرفوا وفهموا إن ده الحل الوحيد المناسب ليهم ومينفعش يرجعوا لبعض تاني أبدًا، فاطمني.

هتحصل مشاكل كتير
آه هتحصل مشاكل، هو فيه حياة من غير مشاكل؟ ليه بتستسلموا من قبل ما تبتدوا الحرب؟ مشاكل وهتتحل وتخلص زي أي مشاكل، وكل الجوازات بيحصل فيها مشاكل، ليه المطلقين بس هما اللي بيتقال على الجواز منهم إنه بيجيب المشاكل؟

المطلقين مش بيدخلوا حياتكم ويجيبوا المشاكل معاهم، ووارد جدًا متحصلش لو الطلاق تم ومفيش أولاد بين الطرفين، المشاكل كده كده موجودة، ولو هتتجوز واحدة متجوزتش قبل كدة هتحصل مشاكل وهتقدروا تحلوها، إشمعنى مع المطلقة بترفض تخوض التجربة؟

المطلق حد جرب يفشل قبل كده، فهيبذل منتهى جهده عشان ينجح المرة دي، المطلق اتوجع وجرب ألم التغيير اللي مش سهل أبدًا على الإنسان، وقدر يعدي منه، فهو شخص يُعتَمد عليه، المطلق كان شخص شجاع قدر ياخد قرار مصيري بدل ما يفضل محبوس وحابس شريكه في حياة بايخة ومؤلمة، وقدر يخرج منها، المطلق شخص قوي نفسيًا لأنه بعد تجربته المؤلمة قادر لسة يحب الحياة وعايز يبتديها تاني ويجرب تاني.

المطلقين مش ناس مخيفة ومحدش فينا أحسن من حد، وإنت أو إنتي متستحقيش فرصة تانية لمجرد إنكم متجوزتوش قبل كده والمطلقين ميستحقوهاش، إحنا كلنا متساوين، وتجربة الطلاق مش هي اللي تحدد أحقية الإنسان في فرصة تانية عشان يعيش حياة زوجية.

المطلق والمطلقة يستحقوا فرصة تانية، ادُّوهم فرصة تانية يعيشوا حياة طبيعية معاكم، وادوا نفسكم فرصة تانية للبحث عن شريك حياة مناسب حتى لو كان مطلق وله تجربة سابقة، يمكن يكون هو ده النص التاني اللي انتظرتوه كتير، وأخيرًا لقيتوه.

المقالة السابقةكله تمام
المقالة القادمةاعترافات خفيفة تليق بعامي الثلاثين
إنجي إبراهيم
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا