الجمال هو هوس المرأة في كل زمان، فالرغبة في الحصول على القوام المثالي والبشرة النضرة هاجس يطارد المرأة أينما حلَّت، الهاجس الذي تم دعمه بشكل كبير من قِبل المجتمع بشكل عام من خلال أحكامه المُسبقة على الشكل المثالي للمرأة -بيضاء ممشوقة القوام- ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص والرغبة في مشاركة الآخرين للصور الشخصية ونيل إعجابهم، الأمر الذي انعكس بدوره على رغبة المرأة للوصول إلى الكمال وتحقيق معايير المجتمع النمطية للجمال، مُتخطية الحد الفاصل بين الوصول للجمال والحفاظ على صحتها الجسدية والنفسية.
في هذا المقال نحاول رصد بعض الوصفات التجميلية الضارة المتداولة بشكل كبير بين النساء للوصول إلى الاستحسان والقبول الاجتماعي، دون أن يدركن خطورتها عليهن.
الكلور وتفتيح البشرة
الوصفة كالآتي: “إضافة ربع فنجان كلور على مياه الاستحمام، مع تكرار الوصفة ثلاث مرات أسبوعيًا للحصول على بشرة بيضاء بطريقة سريعة”، هذه الوصفة أطلقها أحد أطباء التجميل ذائعي الصيت في أحد البرامج الشهيرة، انتشرت الوصفة بشكل كبير على الجروبات النسائية على الفيسبوك، وعلى الرغم من وجود بعض الأصوات العاقلة المُحذِّرة من خطورة مادة الكلور فإن شهرة الطبيب والبرنامج أضافت على الوصفة مصداقية وشجعت الكثير من النساء على تجربتها.
خطورة الكلور تكمن في كونه مادة كيميائية تقتل البكتريا الضارة والبكتريا المفيدة الموجودة على الجلد، والتي يتسبب غيابها في طفح جلدي وإكزيما، كما أن تكرار الوصفة على المدى البعيد قد يكون أحد مسببات سرطان الجلد.
أقراص الكورتيزون وهوس الـmoon face
أحدث وأخطر تقليعات زيادة الوزن المنتشرة بشكل كبير ودون وعي. يعتبر الكورتيزون أحد الهرمونات الرئيسية المفرزة من الغدة الكظرية كاستجابة لحالات الإجهاد والتوتر، عند تناول الكورتيزون عن طريق الفم أو الحقن على فترات طويلة فإنه يتسبب في اضطرابات في أملاح الجسم واحتباس الماء والسوائل في الجسم، وتحفيز تجمع الدهون في منطقة البطن والوجه، فيتسبب في ظاهرة تسمى وجه القمر “moon face”، نظرًا للنضارة والنعومة والامتلاء الظاهري التي يعطيها للوجه، إلا إن استخدامه على المدى الطويل يتسبب في هشاشة العظام، والاكتئاب، وارتفاع نسبة السكر في الدم، نتيجة مقاومته للأنسولين المسؤول الرئيسي عن حرق السكر.
الكورتيزون وتفتيح البشرة
من الوصفات المُستخدمة بكثرة لتفتيح البشرة بين النساء استخدام خليط كريم بيتاديرم وكريم ديرموفيت وكريم سبتوليس، والتي يدخل في تركيبها مادة الكوتيزون. خلط المستحضرات الثلاثة معًا يؤدي إلى ضمور في خلايا البشرة وترقق الجلد وظهور شعيرات دموية دائمة بالوجه.
الشعر المفرود
الشعر الكيرلي أو المجعد المأساة التي تعاني منها النساء في مصر، خصوصًا الأمهات مع بناتهن الصغيرات اللائي يتعرضن لكثير من الانتقاد بسببه، فالمجتمع المصري على الرغم من كون الشعر المجعد أحد الصفات الجينية الأصيلة فيه، لكنه ما زال عليه العديد من التحفظات.
في الآونة الأخيرة قامت العديد من صالونات التجميل بالترويج لمنتجات كيمائية مثل البروتين والكيراتين وغيرهما من المواد التي تعمل على فرد الشعر المجعد. الكيراتين هو بروتين موجود بشكل طبيعي في الشعر ولا ضرر منه، إلا أن ما يُستخدم في صالونات التجميل ليس كيراتين فقط، وإنما كيراتين مضاف له مادة الفورمالديهايد، وهنا تكمن الخطورة، فعند وضعه على الشعر وتعريضه لدرجات الحرارة المرتفعة لضمان امتصاصه يتحول لأبخرة ضارة تسبب على المدى القصير الدوخة وتهيج الجلد والعينين والأنف والرئتين، في حين أن التعرض على المدى الطويل من الممكن أن يسبب تلفًا في الجهاز العصبي المركزي.
المصادر
https://www.youtube.com/watch?v=vOqfmz9cM3U
The Dangers of Chlorinated Pools and How To Protect Yourself
https://www.healthline.com/health/cortisone-oral-tablet#side-effects
https://www.rewardme.in/beauty/hair/hidden-truths-of-keratin-hair-treatments
https://www.healthline.com/health/birth-control/birth-control-and-hair-loss#2
حبوب منع الحمل لتنظيم النسل وتنعيم الشعر
تتمتع هذه الوصفة بشهرة واسعة بين النساء، لسهولة الحصول على حبوب منع الحمل ورخص ثمنها.
تعتمد الوصفة على خلط مطحون حبوب منع الحمل مع الشامبو وغسل الشعر بها مرتين أسبوعيًا، في اعتقاد خاطئ أنها تحسن صحة الشعر ومظهره، لاحتوائها على هرمون الإستروجين، المسؤول عن إظهار الصفات الأنثوية. إلا إن المفارقة تكمن في أن أحد الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل أنها تتسبب في تساقط الشعر.
تمر دورة نمو الشعر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى تسمى بـ”الأناجن”، وهي المرحلة النشطة التي تستمر من سنتين إلى سبع سنوات، وتنمو خلالها بصيلات الشعر، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة الـ”كاتاجين”، وهي المرحلة الانتقالية التي تتوقف فيها عملية النمو، وتستمر لمدة من 10 إلى 20 يومًا، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الـ”تيلوجين”، وهي مرحلة الراحة. خلال هذه المرحلة يتساقط من 25 إلى 100 شعره يوميًا، وتستمر هذه المرحلة 100 يوم، لتبدأ مرحلة النمو مرة أخرى.
ما تقوم به حبوب منع الحمل هو تحفيز الشعر للانتقال من مرحلة النمو إلى مرحلة الكاتاجين في وقت قصير جدًا، الأمر الذي يسبب تساقط الشعر، والذي قد يصل للصلع، خصوصًا في حالة النساء ذوات تاريخ عائلي من الصلع الوراثي.
الاهتمام بالشكل أمر مهم، لكن يجب عليكِ أن تضعي حدًا فاصلاً بين هوسك الدائم للكمال الذي سينعكس عليكِ سلبيًا، وقدرتك على تقدير ذاتك وقبول نفسك كما أنتِ. الأمر الذي سيجعلك ترين العالم بعين الرضا. يجب أن تدركي أن كل جزء منكِ يستحق العناية والتدليل. اتخذي موقفًا صحيًا تجاه نفسك نفسيًا وجسديًا، قد يكون الأمر مرهقًا إلى حد ما، إلا أنكِ تستحقين أن تكتشفي الجوانب الإيجابية والفريدة في شخصيتك، بعيدًا عن المجتمع وأحكامه المسبقة.