5 حلول عشان شغلك مياخدش حق البيت

730

أما بدأت شغل من البيت الموضوع كان سهل وبسيط. أنا بصمم وأنفِّذ فساتين للسهرة. في الأول كان كل العُملاء بتوعي صاحباتي، فاللي بيجولي البيت أعرفهم كويس، وكمان بيجلي فستان كل أسبوعين تلاتة، فمكانش فيه ضغط شغل، ومكنتش لسة بعتبره مصدر دخل ثابت ومهم، فكنت بشتغل على مهلي ومكنتش بقبل كل الشغل اللي بيجيلي.

 

لما ولدت “أمينة” بنتي المصاريف زادت عليَّ جدًا، مش هتكلم عن البامبرز، ولا على زيارة واحدة للدكتور لو “أمينة” تعبت، لكن هقولكم إن “أمينة” اتولدت بعد تعويم الجنيه بشهرين بالظبط.

أسطورة العيل بييجي برزقه صح ومش صح.. صح إن فعلاً شغلي زاد وبقى عندي عُملا كل يوم في البيت، ومش صح في إن المَثَل بيديكي إحساس إن رزقه ده بييجي لوحده كده وإنتي قاعدة.. تنزلك علاوة.. يطلعلك عم في المكسيك وتورثيه. بس ده مبيحصلش. رزقه ده إنتي بتشقي بيه وتشوفي الويل وتشتغلي أكتر من اتناشر ساعة في اليوم.

 

زيادة الشغل مع مسؤولية طفلة رضيعة خلوني بكلم نفسي حرفيًا، أعصابي تعبت، وصحتي راحت، وخصوصًا إن شغلي من البيت بيخلي العُملا معندهمش أي حدود، وبيتصلوا وييجوا في أي وقت ويقعدوا للساعة واحدة واتنين بالليل.. فضلت ع الحال ده لحد ما في يوم العُملا مشيوا من عندي الساعة 4 الفجر.. اليوم ده “أمينة” نامت جعانة وأنا فضلت أعيط لحد ما نمت، ولما صحيت من النوم قررت إني أحط حد للمهزلة دي.

 

أول حاجة عملتها دورت على ناس تدعمني: حطيت ماما وإخواتي معايا في الصورة، الدعم ممكن يجيلك من آخر حد يخطر على بالك. يعني مثلاً أخويا كان ممكن يقعد ببنتي ساعتين أو تلاتة وأنا بشتغل عادي وهي لسة عمرها شهرين، وماما كانت بتعملي الأكل يوم آه ويوم لأ. ولو مش عيلتك يبقى صحابك، حضانة قريبة من البيت.. ممكن حتى تنسقي مع جاراتك إن واحدة فيكم تقعد كل يوم بكل الولاد، أو حتى واحدة تكون بتحب تقعد مع الولاد تعملولها مبلغ شهري مقابل إنها تقعد بيهم.

 

تاني حاجة جبت ناس تساعدني في الشغل: مشكلة الخطوة دي إن ده شغل من البيت، فغالبًا لازم اللي يشتغلوا معاكي يكونوا ستات زيك.. أولاً عشان تكوني براحتك، ثانيًا أغلب الرجالة الصنايعية في مصر مش بيحبوا يشتغلوا في بيوت، ده غير إنهم بيبهدلوا البيت، ومش بينضفوا مكانهم، فغالبًا هكون جبت لنفسي هم تاني على همي.. هو مكانش سهل إني ألاقي ستات أهلهم يوافقوا إنهم يشتغلوا من البيت، بس أكيد أسهل من إني أشغَّل راجل في البيت معايا! كمان الست بتدعمني جدًا وبتبقى صديقة ليَّ، فهتكون موجودة في زنقة الشغل.

 

تالت حاجة عملتها تظبيط مواعيد الشغل: كان لازم أفصل بين الزباين، مديش مواعيد لأكتر من شخص في نفس اليوم إلا لو كانوا صحاب مع بعض، ولو عددهم زاد عن تلاتة لازم أفصلهم على ميعادين.. بوضَّحلهم من الأول إن مش هينفع كلهم يعملوا بروفة مع بعض ويستلموا مع بعض، بقسمهم حسب الشغل. حد شغله سهل مع حد شغله صعب، وبكده ميبقاش عندي ضغط شغل زيادة ولا لخبطة في المواعيد.

 

رابع حاجة عملتها مبشتغلش كل يوم: أنا ممكن أتحكم في المواعيد اللي العُملا بيدخلوا فيها البيت عندي، لكن صعب جدًا أتحكم في الميعاد اللي بيخرجوا فيه.. يعني مثلاً مرة واحدة ومامتها قعدوا يفاصلوني بس تلات ساعات.. ميعادهم كان الساعة 7، مشيوا الساعة 10.

 

رسايل توصلك ع الميل أو الفيسبوك واتصالات في الفجر.. كان الحل الوحيد للمشكلة دي إني أستقبل المكالمات وأبعت ردود تلات أيام بس في الأسبوع، مواعيدي سبت وتلات وخميس من الساعة 12 للساعة 7، بعدها بقفل الإنترنت وممكن التليفون كله، ومهما اتعرضت لضغط مش بغيَّر المواعيد دي.

 

خامس وآخر حاجة عملتها بوصَّل للعميلة بتاعتي إني مش أحسن حد يعمل كل حاجة: زي ما أنا مقتنعة إن “فيفي” هي أحسن حد في الكوافير بيعملي كل حاجة.. العميلات بيبقوا مقتنعين إن “مدام منار” هي أحسن حد يعمل كل حاجة، عاوزيني أنا اللي أقص الفستان وأخيطه وأطرزه. لما كنت بطاوع العُملا الأول وأعمل كل حاجة بنفسي كنت برجع تاني لنقطة الصفر، أسهر للساعة واحدة واتنين مع إن معايا ناس بيساعدوني وأشتغل تلات أيام متواصل؛ بطلت ده خالص وبقيت بوضَّح للناس إن التخصص مهم وإن الناس اللي معايا أشطر مني في التخصص بتاعهم، وده بقى بيوفر عليَّ كتير.

 

ده كل اللي وصلتله لحد دلوقتي. مقدرش أقول إني بقيت مرتاحة ومفيش ضغط شغل، لكن على الأقل الخمس حاجات دول خلوني أبطل أمشي أكلم نفسي في الشارع، وأعتقد إن الكلام ده ينفع يتطبق على أي مشروع.. بس تعيدي ترتيبه على اللي يناسبك، يعني فيه حاجات ممكن نشتغلها والناس نايمة، زي الكتابة وعمل الأكسسوارات، وفيه مشاريع مش محتاجة تستقبلي عُملا في البيت.. اللي أنا عاوزة أقوله إنك لازم تقعدي مع نفسك وترتبي أولوياتك عشان شغلك ميحتلش بيتك ووقتك.

 

المقالة السابقة40 يومًا يا أبي.. كيف مرت؟!
المقالة القادمةالمسلسلات الأكثر انتظارًا في رمضان 2018

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا