لو نفسك تعمل دايت وتخس.. حلك معايا

737

“الرشاقة مش سهلة بس مستاهلة”.. جملة حقيقية للغاية لمستها شخصيًا بالتجربة التي عرضتها في مقال سابق تحدثت فيه عن حالي مع زيادة الوزن، وكيف استطعت أن أضع قدمي على أول طريق الخلاص، بفضل صفحة على الفيسبوك تحمل عنوان “لو نفسك تعمل دايت وتخس حلك معايا“. في هذا المقال أعرض لكم حواري مع المهندس “مصطفى علي” مؤسس الصفحة الذي حمل على عاتقه هم التغيير الإيجابي، فاختار مشكلة الوزن الزائد والسمنة ليكن يدًا تأخذ بالآخرين نحو حياة صحية أفضل.

 

1- كيف جاءت لك فكرة إانشاء الصفحة؟

فكرة الصفحة جاءت بعد انتهاء رحلتي للخلاص من الوزن الزائد في شهر أبريل عام 2014، كانت مجرد فكرة صغيرة لمساعدة الناس بعد أن لمست حاجتهم لذلك من خلال الأسئلة التي كانت تنهال على رأسي لمعرفة سر نجاح تجربتي. قمت بإنشاء الصفحة واخترت لها هذا الاسم الطويل “لو نفسك تعمل دايت وتخس حلك معايا” حتى يكون الاسم رسالة لكل شخص يعاني من الوزن الزائد بأن هناك حلاً بالفعل. 

 

2- كيف كانت البداية؟

بدأت بنشر فكرة إمكانية التغيير، ووجدت إقبالاً من المنضمين للصفحة، فعرضت تجربتي الخاصة أولاً ثم أتبعتها بعدد من المنشورات التي تتنوع ما بين التثقيفية في مجال التغذية، والمحفزة لتغيير السلوكيات الخاطئة، بالإضافة لعرض تجارب الصفحة الناجحة للخلاص من الوزن الزائد.

 

3- ما هي رسالة الصفحة والهدف الذي تسعى لتحقيقه؟

هدف الصفحة إنساني بحت، وهو مساعدة الناس على  تغيير سلوكياتهم الغذائية الخاطئة كبداية لتغيير مفاهيم الحياة الخاطئة، فالغذاء هو المصدر الأساسي لبناء الإنسان، فإن صح الأساس صح كل شيء بالتبعية.

أسعى لنشر الثقافة الغذائية في العالم العربي، وقد بدأت أجني ثمار هذا السعي، حيث انضم إليّ مجموعة من الأشخاص يُعرفوا على الصفحة باسم “فريق الدعم”، ثم أصبح هناك فريق في الأردن، وآخر في المغرب، ووجدت فكرة مساعدة الإنسان على التغيير الإيجابي سبيلها للانتشار في الكثير من الدول.

 

4- ما الصعوبات التي تواجهها أثناء نشر رسالة الصفحة؟

في البداية واجهت صعوبة في تقبل الآخرين لكوني مهندسًا يسعى لنشر الثقافة الغذائية، وكأن لسان حالهم يقول كيف لمهندس أن يكون لديه هذه الثقافة أصلاً؟ وهو الأمر الذي أرفضه، فليست الثقافة الغذائية حكرًا على الأطباء، بل يجب أن تكون لدى كل شخص ليعرف آلية عمل جسده واحتياجاته الغذائية.

أجد صعوبة أيضًا في كون الناس لا تقرأ، وبالتالي لا تبحث، فحتى المعلومات الجاهزة لا يحسنون استقبالها بالشكل الصحيح.

 

5- ما الخطوات العملية التي قمت بها بعيدًا عن عالم السوشيال ميديا؟

أولى الخطوات التي قمت بها هي السعي لعمل لقاءات مع أعضاء الصفحة على أرض الواقع. كان أول لقاء في مدينة القاهرة – شارع المعز، أردت أن أخرج بالأعضاء من حيز التفكير في الطعام والوزن، إلى حيز الاستمتاع بالمعالم الساحرة لمدينة القاهرة. مع نجاح هذا اللقاء بدأت تتوالى اللقاءات، فقمنا حتى الآن بما يقارب العشرة، توزعت ما بين القاهرة، الإسكندرية، المنصورة، وبورسعيد.

بعد مرحلة اللقاءات جاءت مرحلة الندوات التي تصاحبها شروحات خاصة بالثقافة الغذائية، أولى الندوات كانت في نادي الشمس – القاهرة، وشهدت حضور عدد كبير من أعضاء الصفحة وأعضاء النادي، ومستقبلاً سيكون هناك عدد من الندوات في أماكن مختلفة سيتم الإعلان عنها.

 

6- ما هو طموحك للصفحة أو لفكرة “القضاء على السمنة”؟

طموحي للقضاء على السمنة طموح بلا حدود، أحلم بإنشاء “أكاديمية التغيير” تبدأ أولاً بنشر الثقافة الغذائية بين الناس كمرحلة أولى، ثم تتطور لتصبح مؤسسة خيرية كبيرة لمساعدة الأشخاص الراغبين في التخلص من السمنة، خصوصًا رعاية الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة التي تتركهم ما بين الحياة والموت، فتتبناهم المؤسسة لمدة كافية لتغيير عاداتهم وحياتهم بشكل عام. فكرة المؤسسة الخيرية هذه مطبقة غربيًا، وأتمنى لو أستطيع تطبيقها في مصر، لكن يظل الأمر محكومًا بالتمويل لكوني أطمح لأن تكون مؤسسة متكاملة تحتوي صالة للألعاب الرياضية، حمام سباحة، حديقة، وفصول تدريسية.

 

7- برأيك ما هي معادلة النجاح للتخلص من السمنة؟

معادلة النجاح للتخلص من السمنة ببساطة = فهم كيفية عمل جسم الإنسان + اتباع نظام غذائي صحي + المشي.

المعادلة كما ترين بسيطة للغاية لكن الناس تميل لتصعيب الأمور، فيبدلون النظام الصحي بنظام قاسٍ للغاية يؤثر سلبًا على أجسادهم ونفسياتهم، يستبدلون المشي بالرياضة القاسية، ولا يوجد لديهم فكر سليم فيما يتعلق بماذا يأكلون. المعادلة السابقة ينبغي أن تكون أسلوب حياة كل واحدٍ منا.

 

8- وماذا عن الإرادة؟ أين هي من المعادلة؟

أعلم أنكِ كنتِ تظنين أني سأتحدث طويلاً عن الإرادة، الغالبية يعتقدون أن معادلة النجاح للتخلص من السمنة = الإرادة، الإرادة ما هي إلا عقل يفكر وهدف محدد، من الطبيعي أن يكون الهدف هو خسارة الوزن والحصول على جسم مشدود، والعقل المفكر هو ما قصدته حين قلت “فهم كيفية عمل جسم الإنسان” لذا فالمعادلة الصحيحة هي ما ذكرته أعلاه، ومنها تأتي الإرادة عن وعي وإدراك.

 

9- أعرف أن التجارب الناجحة للأعضاء من خلال الصفحة كثيرة، حدثنا عن البعض منهم، خصوصًا أولئك الذين تلقبهم بأساطير الصفحة.

التجارب الناجحة للأعضاء كثيرة للغاية، حتى أن تجربتي الخاصة تتضاءل أمامهم، رغم كوني خسرت ما يقارب أربعين كيلوجرامًا. أكبر إنجازات الصفحة والذي ألقبه شخصيًا بالأسطورة يدعى “محمد علي” الذي يزن 180 كجم، وكان مرشحًا لأن يعاني من أمراض السمنة المعتادة: السكر، الضغط، أمراض القلب، كان يرى نفسه حالة ميؤوسًا منها تمامًا، إلى أن شاهدت زوجته الصفحة فنصحته باتباع النظام الخاص بها. الآن محمد بعد 11 شهرًا من الالتزام يقترب وزنه من تسعين كيلوجرامًا.

رغم أن محمد اقتنص لقب “الأسطورة” لكن هناك الآلاف من التجارب الناجحة على الصفحة، يمكن مشاهدة 120 منهم من خلال الصور التي نُشرت على الصفحة.

 

10- في نهاية الحوار، أرجو منك أن توجه رسالة لكل طامح في الوصول إلى الرشاقة لكن ضعف الإرادة يمنعه.

رسالتي لضعاف الإرادة الطامحين للرشاقة: قلت سابقًا إن الإرادة ما هي إلا عقل يفكر وهدف محدد. منحنا الله العقل لكي نتفكر ونتدبر، ومن ثم هذا يصل بنا إلى الهدف، وبذلك نحن نمتلك الإرادة بالفعل لكننا كسالى لا نتفكر.

العقل موجود والهدف موجود، لكننا نصعب الأمور على أنفسنا وتغيب عنّا الجدية، من كان جادًا في أمر التغيير سيتغير بالفعل. نحن نقرن الإرادة بفعل المستحيل، لكن الرشاقة ليست أمرًا مستحيلاً.

الكثير من الطامحين للتخلص من الوزن الزائد يسعون لتحسين شكلهم الخارجي ليس إلا، لكن في حال لم تتغير عاداتهم الغذائية فسيكون السعي للتخلص من هذا الوزن من أجل الهروب من كم الأمراض التي ستجرها عليهم هذه الزيادة. فالعادات الغذائية الخاطئة ستجر على متبعها زيادة وزن طردية مستمرة، ومن ثم سمنة وأمراض لا حصر لها.

رسالتي الأخيرة للطامحين للرشاقة: ما تبحث عنه الآن سهل جدًا، لكنه سيزداد صعوبة مع إهمالك لوزنك، فمع ازدياد العمر تقل معدلات الحرق، ومع زيادة الوزن المستمرة تصبح المهمة أصعب. خذ القرار، وابدأ بالتنفيذ على الفور.

 

إلى هنا انتهى حواري الرائع مع م. مصطفى علي، والذي أريد أن أؤكد آخر جملة فيه “خذ القرار، وابدأ بالتنفيذ على الفور”، الأمر حقًا يستحق، لأن الرشاقة ليست رفاهية، الرشاقة صحة، والصحة لا تُقدر بثمن، وضعف الإرادة في معظم الأحيان -عن تجربة- ليس إلا وسيلة للهروب من تغيير نحن في أمسّ الحاجة إليه.

اقرأ أيضاً : لا تسمحي للدهون أن تجعل منكِ شرنقة.. فأنتِ فراشة

المقالة السابقةطلع الأمل اللي جواك
المقالة القادمةأمومتك إبداعك

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا