يلجأ الكثير من المتزوجين إلى استخدام وسائل منع الحمل، لأسبابهم الشخصية التي لا يجب على أحد أن يتدخل بها نظرًا لخصوصيتها، ولكننا في مصر نجد أنه لا يوجد معرفة جيدة بالوسائل المختلفة لمنع الحمل. فعندما يقرر الزوجان أن يبدءا في أخد الاحتياطات لمنع الحمل، نجدهما يقعان في الحيرة، لأنه لا توجد لدينا المعلومات المبدئية لمزايا أو عيوب كل وسيلة، وحتى أنه تم حصر هذه الوسائل في ثلاثة أنواع على الأكثر. نقدم لكِ اليوم شرحًا مبسّطًا لوسائل منع الحمل المختلفة مع مزاياها أو عيوبها.
غالبًا ما تعتمد وسائل منع الحمل على تزويد الجسم بهرمون الاستروجين أو البروجستين أو كليهما، أما وسائل منع الحمل فتنقسم إلى:
الحبوبPills: بصفة عامة إذا كانت لديك مشكلة قيء أو إسهال فإن الحبوب ليست الخيار الأمثل لك، هناك أكثر من نوع حبوب:
الحبوب المركبة Combination pill: تحتوي الحبوب المركبة على نوعي الهرمونات التي ذكرناها، تؤخذ بشكل يومي ولا تؤثر على الدورة الشهرية كما أنها تعد أكثر وسائل منع الحمل فاعلية. ولكن يجب ألا تستخدميها إذا كنتِ ممنوعة من تعاطي الاستروجين لأي من الأسباب الصحية التي سنذكرها لاحقًا.
حبوب الهرمون الواحد (البروجستين) Progestin pill: لا تحتوي على هرمون الاستروجين، وبذلك يمكنك أن تتناوليها إذا كنتِ ممنوعة من تعاطي هرمون الاستروجين. ولكن يجب تناول الحبوب في نفس الموعد يوميًا بدقة، لذا إذا كنتِ ممن ينسون موعد الدواء وتأخذينه بعد موعده بثلاث ساعات، فهذا النوع من الوسائل لا يناسبك، حيث إنه لن يعمل بشكل ملائم ويعرّضك للحمل بسهولة.
حبوب إبطاء الدورة Extended cycle pill: هذه الحبوب تؤخذ يوميًا، ويمكنها أن تؤجل نزول الدورة الشهرية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ولكنه لم يثبت علميًا بعد إذا كانت هناك أي آثار سلبية تنتج عن تأجيل الدورة الشهرية كل هذه الفترة.
الحلقة المهبلية Nuvaring: هي حلقة دائرية بلاستيكية توضع في عمق المهبل لمدة ثلاثة أسابيع، وتزال لمدة أسبوع قبل وضعها من جديد لتسمح بنزول الدورة الشهرية بطريقة طبيعية. لا تؤثر على انتظام الدورة الشهرية ولكنها تحتوي على هرمون الاستروجين، مما يعني تجنب استخدامها لمن يمنع عنهم تعاطي الاستروجين والمصابات ببعض أنواع الأورام.
اللولب IUD: اللولب هو قطعة على شكل حرف T، تخلق مجالاً غير مرحب للبويضة المُلَقّحة، يتم وضعه بداخل الرحم ولا يتم ذلك إلا بواسطة الطبيب المختص ويستمر تأثيره إلى سنوات، تختلف باختلاف النوع المُستخدم. يتم حدوث الحمل سريعًا عند إزالته، ونظرًا لأنه يؤدي إلى تمدد في الرحم قد لا تتحمله من لم يسبق لها الحمل لذا من المفضّل ألّا يستخدموه، ينقسم اللولب إلى نوعين:
النحاسي Paragard: هو اللولب المصنوع من النحاس، يمنع الحمل بنسبة 99% ولا يحدث أي تغيير بالهرمونات ولكنه من الوارد أن يسبب حدوث نزيف مع الدورة الشهرية وبعض آلام الظهر العنيفة، وصلاحيته ممتدة حتى 10 سنوات.
الهرموني Hormonal: وهو لولب بلاستيكي ينتج هرمون البروجستين، وهو أخف في الوزن من النوع النحاسي، يستمر تأثيره من ثلاث إلى خمس سنوات حسب النوع. ولا يجب استخدامه لو كنتِ تعانين من أمراض الكبد، كما أنه يغير في نظام الدورة الشهرية.
اللاصقة Patch: هو لاصق من الممكن أن تضعيه على الكتف أو البطن، يمد الجسم بالاستروجين ويمتد مفعوله لمدة أسبوع، يتم استخدام 3 لاصقات شهريًا لمدة 3 أسابيع متواصلة، ويتم ترك أسبوع بدون استخدامها لإتاحة الفرصة لنزول الدورة الشهرية.
الزرع Implant: عبارة عن جسم بلاستيكي مرن في حجم عود الكبريت، يتم زرعه تحت الجلد في منطقة أعلى الذراع بواسطة الطبيب المتخصص، يمتد مفعوله لمدة 3 سنوات ولكنه لا يصلح لذوات الوزن الزائد. ناجح في منع الحمل بنسبة 99%، ويعمل عن طريق مد الجسم بهرمون البروجستين.
حقنة البروجستين Depo-provera shot: تعطى جرعة بروجستين للجسم ويمتد مفعولها لمنع الحمل لمدة 3 أشهر، تغير في سمك بطانة الرحم وتجعلها بيئة غير صالحة للبويضة المُلَقّحة.
الرضاعة الطبيعية Breast-feeding: في حالة اعتماد الرضيع على لبن الأم وحده في التغذية، بدون إدخال أي ألبان صناعية أو أعشاب لنظامه العذائي، فإن الرضاعة المنتظمة والمستمرة تساهم في وقف إنتاج الهرمون المسؤول عن التبويض، وعند اعتماد الرضيع على لبن الأم بصورة كاملة بحيث يحصل على كمية كافية منه لإشباعه كل 3 ساعات، فإن الرضاعة الطبيعية تكون ناجحة في منع الحمل بنسبة 98%. بالرغم من ذلك فقد اختلف الأطباء على صحة هذه المعلومات أو مدى فاعليتها ودقتها، ويُفضّل أغلب الأطباء عدم الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كالوسيلة الوحيدة لمنع الحمل ويفضلون استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل معها، ولكن يجب أخذ الحذر، فيجب ألّا تحتوي هذه الوسيلة على هرمون الاستروجين.
الغشاء المهبلي والواقي الأنثوي والإسفنجة Fem cap, condom & sponge: هي أشكال مختلفة لوسيلة واحدة، غالبًا ما يكون شكلها على هيئة وعاء صغير، تعتمد أساس فكرتها على إدخال الوسيلة في عمق المهبل وتمنع الحيوانات المنوية من الوصول للرحم. عادة ما يتم استخدام هذه الوسيلة مع وسيلة أخرى، وهي قاتل الحيوانات المنوية، ولكن بالرغم من فاعلية هذه الوسيلة فإن الكثير من النساء لا يفضلنها لأنها لا تعطي حرية في الحركة ويتم الإحساس بوجودها، ولذلك فالكثيرات لا يستخدمنها سوى في حالات الطوارئ.
قاتل الحيوانات المنوية Spermicide: قد يبدو الاسم صادمًا بعض الشيء ولكنها التسمية الملائمة، فهي تقوم بقتل الحيوانات المنوية في السائل المنوي. لهذه الوسيلة العديد من الأشكال مثل الجل والكريم واللبوس والذي يعد أكثر الأشكال شيوعًا. يتم استخدامه قبل العلاقة بحوالي 30 دقيقة، لكن تظل نسبة الحماية قليلة مقارنة بباقي الوسائل، فهي تبلغ 90% أو أقل قليلًا، لذا فإنه غالبًا ما يتم استخدامها مع وسائل أخرى مثل الواقي الذكري أو الغشاء المهبلي أو الواقي الأنثوي أو الإسفنجة.
الواقي الذكري Male condom: هي وسيلة منع الحمل الوحيدة التي يستخدمها الرجال، حيث يتم ارتدائها قبل ممارسة العلاقة مباشرة، فتمنع الحيوانات المنوية من الوصول للرحم. ناجحة بنسبة 99% ويتم استخدامها بشكل آمن إذا لم يكن أحد الطرفين يعاني من الحساسة ضد اللاتكس، كما يجب أخذ الحذر من نوع الواقي المستخدم في حالة استخدام المواد المزلقة Lubricants واختيار النوع المناسب والخالي من الزيوت.
وسيلة ما بعد العلاقة Morning after sex: في بعض الأحيان يتم عن طريق الخطأ ممارسة العلاقة بدون استخدام وسيلة منع حمل، ولكنه من الممكن أن يتم تدارك هذا الخطأ في خلال من ثلاث إلى خمس أيام من الممارسة، على حسب الوسيلة المستخدمة، والتي تترواح بين بعض أنواع الحبوب وتركيب اللولب النحاسي. ولكنه أيضًا لم يتم اعتماد أي من هذه الوسائل على منعها الحمل بعد الجماع ولا يزال غير موثوق من فاعليتها.
الوسائل الطبيعية Natural methods: بعيدًا عن الوسائل الطبية لمنع الحمل، فيمكن اللجوء لبعض الطرق الطبيعية لتقليل فرص حدوث الحمل، وذلك عن طريق الابتعاد عن ممارسة العلاقة في أيام التبويض (وهي تبدأ من اليوم الثامن من بداية نزول الدورة الشهرية وحتى اليوم الثالث عشر)، كما أنه يجب القيام والاغتسال سريعًا بعد ممارسة العلاقة حتى لا ينفذ أحد الحيوانات المنوية إلى الرحم، كما أنه من المفضّل أن يقوم الزوج بالقذف خارج المهبل تمامًا، ولكن الكثيرين لا يفضلون هذه الطريقة لأنها تحتاج إلى التركيز وتفقد اللحظة حميميتها. ولكن لا يمكن تسمية هذه الطرق بوسائل منع حمل لأنها من شأنها فقط تقليل فرص حدوث الحمل.
الهرمونان الأساسيان اللذان تقوم عليهما أغلب وسائل منع الحمل، هما الاستروجين والبروجستين كما ذكرنا من قبل، ويعملان كالآتي:
هرمون الاستروجين: هو هرمون ينتجه جسم الذكر والأنثى، ويتركز بشكل كبير بجسم الأنثى في المبيضين، وهو المسؤول الأساسي عن عملية تطور جسم الأنثى والحمل والدورة الشهرية، له دورية شهرية تتغير فيها نسبته في الجسم، لذلك فهو موجود في أغلب أنواع وسائل منع الحمل لأنه يثبت نسبته في الجسم ولا يسمح بحدوث دورته الطبيعية، وبالتالي يتم أخذ كل وسائل منع الحمل التي تحتوي على الاستروجين (ما عدا اللولب) لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة ووقفها لمدة أسبوع واحد حتى تسمح بنزول الدورة الشهرية. يجب عدم تناوله إذا كنتِ من المدخنات أو كنتِ على رضاعة، أو إذا كنتِ أكثرعرضة للإصابة بتجلط الدم، وهذا يحدث لو كنتِ من ذوات الوزن الزائد أو أكبر من 35 سنة أو تعرضتِ من قبل للإصابة بتجلط الدم أنتِ أو أحد أفراد العائلة أو خضعتِ لعملية قيصرية أو نزفتِ بعد الولادة. كما أنه لا يعمل بصورة كاملة وصحيحة حالة استخدام بعض الأدوية والمكملات الغذائية، مثل عشبة القديس يوحنا التي تؤخذ لعلاج التوتر العصبي.
هرمون البروجستين: يتم تناوله غالبًا لمن لا يستطعن أخذ جرعات هرمون الاستروجين أو يتم أخذهما معًا، وهو هرمون يمنع البويضة من مغادرة المبيض، فلا يجد الحيوان المنوي بويضة ليلتحم معها، فلا يحدث الحمل، وهو آمن تمامًا لكل من لا يتم السماح لها بتناول الاستروجين.
في جميع الأحوال، مهما بدت الدراسات على الإنترنت وفي الكتب مكتملة وواضحة، فيجب ألا تقومي باستخدام وسائل منع الحمل بدون الرجوع للطبيب المختص، خاصة إذا كانت هذه الوسيلة تغير في الهرمونات أو بها جرعة من الاستروجين، ويجب عليكِ الذهاب إلى الطبيب عند الشعور بألم غير معتاد أو تغير كبير في الدورة الشهرية. كما أنه يجب عليكِ وعلى زوجك أن تتذكرا دائمًا أنه لا توجد وسيلة منع حمل مؤكدة بنسبة 100%، وأن كل الوسائل من الممكن الحمل عليها، حتى إذا تم استخدامها بالشكل الصحيح.
المصدر: أضغطي هنا
شكر خاص للدكتورة عفت الصيرفي، دكتورة النساء والولادة على مراجعتها للمعلومات الطبية في المقال.