بقلم/ روزي نشأت
لو إنتي بنت وعايشة لوحدك بعيد عن أهلك، بدافع الدراسة أو العمل أو أي ظروف، وشغلك مش ثابت، فالمقال ده لكي يا عزيزتي، لأن الحال من بعضه.. هشاركك خبرتي المتواضعة في إزاي توفري وتدبري عشان تتفادي الفلس.
“اليهودي لما يفلس يدور في دفاتره القديمة”، المثل ده سمعته زمان قوي، بس مكونتش عارفة إني في يوم هحتاجه في حياتي.. من حوالي ٤ سنين نقلت من الصعيد للقاهرة، عشان أشتغل وأعيش في العاصمة الجميلة المزدحمة الباهظة، من غير أهلي وأصحابي، جيت على شغل وقتها، لكن بعد خمس شهور المدير غيَّر فريق العمل كله، وفي يوم وليلة اتقطع عيشنا.
وفجأة بقى مطلوب مني أدفع إيجار ومصاريف معيشتي في القاهرة، ومعاش والدي يا دوب يكفي شوية طلبات، ومعاش والدتي محتاج إجراءات صعبة. كان والدي سايبلي مبلغ في البنك فوايده بتسند المعيشة شوية.
قعدت في فترة فَلس، بس لأجل الحظ المؤسف والسعيد، مكانش عندي أصحاب كتير في القاهرة، فده قلل الخروجات والأكل برة، بس مقللش حيرتي في إني هاكل إيه؟ وبكام؟ بقيت أشوف الأسعار أكتر ما بشوف الجودة.
بعد وقت ربنا فرجها بشغل مرتبه بسيط جدًا، بس عزِّلت، وده كلفني فلوس في شرا بعض الأجهزة، وزادت المصاريف والفواتير والمواصلات. وكان لازم أفش غلبي في الأكل.. وهكذا سنة ورا سنة، عزال ورا عزال.
حاولت أخلص ورق الحكومة وأسترد معاشاتي، وده تطلب سفر وتليفونات وورق وإقرارات، واسترديتهم بالفعل، لكن وقعت في فخ إني كل ما يكون معايا فلوس أصرف، في لبْس وتاكسيات ومطاعم غالية، وبدأت خروجاتي تزيد، لأن معارفي زادوا.. وبعدها أرجع أفلِّس وأعيش في دراما لفترة مش قليلة.
فضلت على الحال ده فترة مش قليلة، وآديني داخلة على السنة الرابعة من عيشتي في القاهرة.
وخلال الأربع سنوات اللي فاتوا، اتعلمت كتير من الاغتراب وتحمل مسؤولية نفسي ماديًا، اتعلمت من الفلَس خبرة في التحويش والتوفير، واتعلمت بالوقت -ولسة طبعًا بتعلم- إزاي أدير احتياجاتي على قد اللي معايا، لأن وقت ما فلوسي هتخلص مفيش أي مصدر آخر.. فعشان نتجنب السلف، لازم منوصلش للفلَس من الأساس.. وهكذا بشارككم بالآتي.
نصيحة من قلب العاصمة
– أول وأهم نصيحة.. اوعي تعملي زيي وتمسحي الرسايل اللي بتجيليك من أي تطبيق للمواصلات سواء أتوبيس أو تاكسي، لأن دي بيكون فيها كود للخصم تقدري تستفادي بيه في رحلاتك لما تحبي تخرجي في آخر الشهر.
– الخضار بشتريه من السوق، مش من السوبر ماركت، وعيش الأفران جميل، خصوصًا البلدي، وعلى فكرة لو عايزه تخسي بلاش عيش فينو من الأساس لأنه كله سكريات.
العروض المُغرية
– بركز في العروض وأحسبها، لأن فيه عروض كتير ملهاش لازمة، والأفضل تكتبي في ورقة احتياجاتك قبل ما توصلي السوبرماركت.
– صابون المواعين مش بيتجاب بالإزازة، لكن بالچيركن، لأنه أوفر بكتير جدًا.
– بحسب الحاجات اللي بشتري منها كميات كبيرة، سواء توابل أو صابون أو مكرونة ورز، بالكيلو طبعًا عشان التوفير، بيقعدوا معاكي قد إيه، شهر اتنين أو ٦، وده عشان أقلل إحساسي بالذنب اللي بينط في دماغي أوقات في إني بصرف كتير في طلبات البيت.
– قللت الخروجات مع أصحابي، مش لازم كل يوم، ومش لازم مطاعم غالية دايمًا، كفاية مطعم غالي مرة في الشهر.
نصيحة: اعتمدي مبدأ إن الخروج مش للأكل، وفيه حاجات كتير تتعمل غير إننا نخرج عشان ناكل وبس.
– شعري في المعتاد بصففه في البيت، والكوافير للمناسبات الكبيرة، وحاليًا الكيرلي موضة استغليها.
– مبشغلش السخان والتكييف في نفس الوقت، عشان هيسحب فاتورة كهرباء أنا مش قدها، ويا سلام لما نفتكر نصيحة ماما بتاعة زمان “اطفي نور الأوضة وإنتي خارجة”.
– لو سكنك بعيد عن المترو أو المواصلات العامة، خدي تاكسي لأقرب مكان، وممكن تتمشي شوية، منها رياضة ومنها توفير.
مش كل الرزق فلوس
– لما ربنا بقى يرزقك بشغل جديد تعملي إيه؟ اوعي تروحي مول يوم القبض، انزلي اتمشي في الشارع وكلي آيس كريم كفاية، وشيلي تلت المرتب في مكان في البيت إيدك مش بتروحله كتير، عشان تخبي فلوسك منك لوقت عوزة، وقت تعبتي فيه لا قدر الله ومش معاكي فلوس، أو جالك فواتير كتير ومش عارفة تسددي منين، أو وقت تدلعي نفسك فيه، أو لو بتفكري تحوشي مثلاً لحتة دهب أو سفرية في دهب.
– الديش بارتي حل عملي وعظيم لعزومات المناسبات، زي رمضان والأعياد.
– الهدايا مش لازم تكون غالية في السعر، يكفي تكون قيمتها وتوقيت تقديمها غالي للي هتقدميهاله.
– المحلات الصغيرة أرخص في شراء اللبس من المولات الكبيرة، اللي بتضيف على تمن القطعة الضريبة وفواتير الكهربا والإيجار العالي.
– لو معاكي عربية، مش شرط تستخدميها كل يوم، ممكن لو حد من أصحابك في الشغل نفس محيط سكنك أو قريب منه ومعاه عربية تقسموا التوصيل بينكم، وتوفروا تمن البنزين إنتم الاتنين.
وبمناسبة البنزين، متفوليش العربية مرّة واحدة، حطي البنزين بمبلغ ثابت كل كام يوم، أفضل لك وأفضل للعربية نفسها في أيام الصيف والحر.
– متنزليش السوبرماركت وإنتي جعانة، بكرر متنزليش السوبرماركت وإنتي جعانة، ولا تطلبي دليفري..عشان هتتفاجئي إن مرتبك كله طار.
– فيه تطبيق جميل ممكن تنزليه على الموبايل اسمه monefy، ده بقى بيحسب صرفتي قد إيه كل شهر، وفي أنهي بند، وإيه أكتر حاجة صرفتي فيها، فتقدري تقللي منها الشهر الجاي، وإيه أقل حاجة صرفتي فيها، وتقولي لنفسك براڤو. وبالتطبيق ده تقدري تحسبي متوسط الفواتير اللي بتدفعيها والمواصلات وطلبات البيت.
في النهاية.. أكيد انفصالنا عن أهلنا ماديًا، سواء بإرادتنا أو لظروف أخرى، مش هيمنعنا إننا نعيش. الموضوع متعب في الأول، لكن بالتعود هنتعلم، وفي كل مرة الشهر هيخلص وفلوسك لسة مخلصتش هتبقي فخورة بنفسك وإنتي بتحوشي وتكسري قرش زي ما بيقولوا.
وأكيد أنا لسة بتعلم، لو عندك نصيحة إنتي كمان متبخليش علينا بيها.