The workin moms: مشكلات الأمهات العاملات حول العالم

1042

طموحة ولا تستطيع الاكتفاء بدورها كأم فقط، والتحقق المهني بالنسبة لها ليس رفاهية، ولكن أحد أعمدة حياتها الأساسية، أو تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة ولا تستطيع أن ترى أي ضوء في نهاية النفق، بل تضيع طريقها داخله كل يوم، أم مثقلة بالمسؤوليات وتعاني مع أبناء في مرحلة المراهقة، أو أم لا تقتنع بكونها أمًا وتكافح كي تظل فتاة صغيرة، حتى لو تخلت عن كل أدوارها دفعة واحدة.. أربعة نماذج لأربع أمهات عاملات، لا بد أن تلمحي نفسك في واحدة منهن، حتى إن كانت المشكلات التي يواجهنها أقل من مشكلاتك أو مستوى الرفاهية الذي يعِشن فيه أكبر من واقعية ظروفك، إلا أنهن يمثلن نفس المادة الخام التي تمثلينها كل يوم، الأم أو الزوجة أو الموظفة، واجبات ومسؤوليات وإحباطات ونجاحات، كل هذه التفاصيل الجميلة المؤلمة التي تشكل أيامك هي نفس ما تشكل أيامهم، وإن اختلفت الصورة النهائية، ولهذا فإن مسلسل The workin moms مثاليًا لمتابعته إذا كنتِ أمًا، أو تخططين لذلك قريبًا.

الأمهات بطلات كل يوم

مسلسل The workin moms هو مسلسل كندي يحكي عن مجموعة من النساء يتقابلن في مجموعة دعم ومساندة للأمهات الجديدات، يتحدثن عما يقابلهن من مشاعر وأفكار تنتابهن بخصوص الأمومة والمسؤوليات الجديدة، والأدوار المختلفة التي تضاف لشخصية المرأة ما أن تصبح أمًا، كل امرأة منهن تمتلك حياة خاصة مختلفة تمامًا عن زميلاتها في المجموعة. شخصية مختلفة وتفاصيل مختلفة ورغبات ومهام مختلفة. النتيجة النهائية هي أن المسلسل يستعرض تقريبًا كل الاحتمالات التي يمكن أن تتعرض لها أي أم بشكل عام، ولذلك فقد نجح المسلسل في أن يكون قريبًا من عالم الأمهات الحقيقي.

المسلسل من بطولة كاثرين ريتمان في دور “كيت فوستر”، الزوجة والأم والموظفة الناجحة التي يمثل لها “كاريرها” ونجاحها التنافسي في مجال عملها شيئًا أساسيًا غير قابل للتفاوض، ولكنها تبذل قصارى جهدها كي تنجح في دورها كأم، نفس نجاحها كمسؤولة علاقات عامة لامعة، وفي طريقها لتحقيق هذا التوازن تفقد أشياء كثيرة وتكتسب أشياء أكثر.

تشاركها البطولة داني كايند في دون “آن كارلسون”، الطبيبة النفسية والأم لطفلين، أحدهما فتاة على عتبات المراهقة. امرأة في منتصف العمر تحمل على كتفيها الكثير من المسؤوليات والكثير من الخوف والقلق، ولكنها تحاول النجاة بأسرتها وبصحتها النفسية. أيضًا جونو رينالدي التي تلعب دور “فرانكي كوين”، وهي نموذج للأم التي تعاني من مشكلات نفسية تتعلق بعلاقتها العاطفية، وعلاقتها بأمومتها واكتئاب ما بعد الولادة. أما جيسلين وانليم فتلعب دور “جيني” الأم التي لم تجد نفسها في الأمومة فابتعدت عنها بإرادتها.

المسلسل لم يكتفِ بالأمهات الأربعة الأساسيات لكي يناقش كل ما يخص المرأة، ولكن حتى الأدوار الثانوية تشير إلى قضايا حقيقية وملموسة ومؤثرة في حياة النساء، فقائدة المجموعة بما تمثله من نموذج للمرأة الإيجابية رغم مشكلاتها الكبيرة التي لا يعرف عنها أحد أي شيء، والمربية التي تقع في غرام رجل متزوج يكبرها كثيرًا، وحتى الفتاة المراهقة التي لا تعرف كيف تشق طريقها في الحياة، كلها حيوات يومية لنساء حقيقيات تراها أمامك على الشاشة.

مشكلات الأم العاملة

رغم أن المجتمع الغربي يختلف تمامًا وكليًا عن المجتمع الشرقي الذي نعيش فيه، فإن المسلسل نجح في أن يناقش المشكلات التي تتعرض لها الأم العاملة بشكل واسع، ولذلك إذا كنت أمًا وتشاهدين المسلسل سوف تتفهمين ما يدور بين أولئك النساء، ربما يلهمك في مشكلاتك الخاصة حتى، إذ أن رغم الاختلافات الشاسعة بين المجتمعات إلا أن الإنسان واحد.

مثلاً مشكلة التمييز بين المرأة والرجل في مكان العمل، خصوصًا إذا كانت تلك المرأة أمًا، ومطالبتها –حتى ولو بشكل غير مباشر– في إفساح الطريق للرجل ولتكتفِ بدورها كأم، ووضع العراقيل في طريق تحققها المهني، والضغط عليها بمسؤوليات زائدة عن العمل، وعدم تفهم ظروفها الطارئة، واستخدام أمومتها كمادة للمزاح والسخرية، لكي يثبت لها الجميع أن مكانها ليس في العمل، ولكن في المنزل، هذه مشكلة عامة لا تختص بمجتمع بعينه، ولدينا هنا في مجتمعنا الكثير من التمييز الذي يحدث ضد الأمهات العاملات. كيت فوستر ليست نموذجًا بعيدًا عن مجتمعنا، ولذلك سوف تحبين مشاهدتها على الشاشة.

مشاعر الأمهات بعد الولادة

أزمة الهوية التي تحدث للأمهات بعد ولادتهن مباشرة، والتغييرات الجسدية والهرمونية التي تنتابهن مما يعرضهن للكثير من الضغوط النفسية والأزمات، مع ضغوط العمل والزواج والحياة بشكل عام، تجعل المرأة تتخذ قرارات ربما تختلف عن جوهرها الحقيقي، ولا يتفهم أحد لماذا تتصرف بهذا الشكل. الجميع يطالبها بالتوازن والنهوض والإمساك بزمام حياتها، في حين أنها مشوشة تريد أن يربت أحد على كتفيها ويمنحها بعض التفهم، ولذلك سوف تكون مشاهدة “جين” و”فرانكي” مفيدة جدًا، وحميمية وغير مستغربة إطلاقًا.

مشكلات المرأة من المراهقة وحتى النضج

حتى الشخصيات الثانوية في المسلسل، يناقشن مشكلات نسائية هامة تخص المرأة بشكل عام بعيدًا عن كونها أمًا، فبدءًا من الفتاة المراهقة التي لا تستطيع أن تشق طريقها في الحياة دون خسائر، مرورًا بالشابة التي تقع في غرام الرجل الخطأ على الدوام، وصولاً للمرأة التي كبر أبناؤها وتبدأ حياتها مرة ثانية ولا تعرف من أين تبدأ، كلها مشكلات تواجه المرأة حول العالم، ولذلك فإن هذا المسلسل صالح جدًا ليكون تربيتة خافتة على كتفك، يخبرك أنك لست وحدك في هذا العالم.

المسلسل جيد جدًا ولكنه لا يصلح للمشاهدة العائلية، ويحتاج إلى إشراف أسري، وهو متاح على منصة نتفلكس بأجزائه الأربعة، وحاصل على تقييم 7.6 على موقع التقييم العالمي IMDB، لذلك فهو يصلح تمامًا ليكون استراحتك من يومك المزدحم بالمهام، في ليلة شتوية مع فنجان ساخن من أي مشروب تفضلينه، ولتشكرينا لاحقاً على ترشيحنا إياه لك، المهم الآن أن تستمتعي وأن تشعري أنك لست وحدك.

المقالة السابقةفي ظل التباعد الاجتماعي: فوائد التلامس النفسية والصحية
المقالة القادمةكيف تواجه الأمهات كورونا والأمومة معًا؟
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا