10 أفلام ستُعلِّمك فَن اقتناص الفرص الثانية

1195

من وقت لآخر نحتاج فرصة ثانية من أجل النجاة من براثن تجارب حياتنا الحالية، تلك التجارب التي أثبتت عدم صلاحيتها لنا، أو أثبتنا نحن فشلنا فيها، ولأن الحياة ليست بالضرورة عادلة يصبح علينا أحيانًا اقتناص تلك الفُرص غصبًا عن كل شيء وأي شخص.

بهذا المقال سنستعرض بعض الأفلام التي وجد أبطالها أنفسهم على المَحَك، إما أن يحظوا بفرصة ثانية وإما النهاية، فقرروا السعي خلف الفرص الثانية رافعين شعار “أكون أو لا أكون”.

 

(1993) Groundhog Day

فيلم أمريكي، يدور حول “فيل” مذيع النشرة الجوية الذي يسافر إلى بنسلفانيا من أجل تغطية حدثٍ ما، إلا أن عاصفة ثلجية تضرب البلدة، فيضطر للمبيت، وعند الاستيقاظ يجد اليوم السابق يُعاد من جديد! تظل هذه الحال فترة، ليكتشف مع الوقت الفرصة الذهبية التي تُقدمها له الحياة وتمنحه القدرة على مراجعة أفعاله واختياراته لهذا اليوم، وتغييرها من أجل الحصول على نتائج أفضل تُحقق مصالحه الشخصية.

 تعرفي على: افلام للكبار فقط: السينما والثقافة الجنسية والمشاكل المجتمعية

(1998) You’ve Got Mail

أحد أشهر وأفضل الأفلام الرومانسية الأمريكية. يحكي عن “كاثلين” التي تملك مكتبة صغيرة، و”جو” الذي تملك عائلته سلسلة مكتبات ضخمة، تفتتح فرعًا جديدًا بجوار مكتبة “كاثلين”، ما يتسبب في خسارتها الفادحة ماديًا ومعنويًا، ويجعلها بالتبعية تشعر بالعداوة تجاه “جو”.

في الوقت نفسه ترتبط “كاثلين” بعلاقة صداقة -مع شخص بالمراسلة عبر الإنترنت- والتي تصبح بعد فترة مغلَّفة بنوع غير مفهوم من المشاعر، وعدم فهمه ناتج من أن كلا الطرفين جزء من علاقة عاطفية أخرى مُفترض أن لها مستقبلاً. الطريف أن بطلي المراسلة هما “كاثلين” و”جو” لكنهما لا يعرفان ذلك، ليصبح السؤال: تُرى.. هل يمكنهما تجاوز منافستهما بالعمل ومنح علاقتهما الإنسانية العاطفية فرصة، أم سيعجزان عن ذلك؟

تعرفي على: فيلم “شوكة وسكينة”: هو إحنا بنتجوز ليه؟

(1998) Sliding Doors

فيلم بريطاني، يدور حول “هيلين” المخطوبة لـ”جيري”، والتي لا تعلم أنه يخونها. وذات نهار تُفصَل عن عملها فتعود للمنزل مُبكرًا، لتكتشف الأمر، فتنفصل عنه وتبدأ حياتها من جديد. الجديد في هذا العمل أنه يُناقش بالتوازي مع هذه القصة فرضية أخرى، هي ماذا لو أن “هيلين” عادت إلى منزلها بموعد متأخر ولم تكتشف أمر الخيانة؟ لنتابع طريقين مُختلفين.

المُثير للتأمل أنهما كثيرًا ما يتقاطعا زمانًا ومكانًا ورُبما أفرادًا، تأكيدًا بأن الفرصة الثانية قد تمنحها لنا الحياة بأكثر من طريقة، ليس علينا سوى أن نكون أذكياء بما يكفي للتشبث بها.

 

(2004) The Notebook

فيلم أمريكي، يحكي قصة “نواه” و”آلي” اللذين ينتميان إلى طبقتين مختلفتين، إلا أن ذلك لا يمنع وقوعهما بالحب، لكن هذا لا يعجب عائلة “آلي” فتقرر التفريق بين الحبيبين. تمر السنوات وسط سعي “نواه” المستمر لتحقيق كل الظروف التي قد تؤدي إلى عودة “آلي” إليه، مُمهدًا بكل طاقته لفرصة ثانية غيبية تمامًا، ولأن الحب قويًا فعلاً تعود “آلي” لـ”نواه” من أجل الحياة معًا، عساهما يعوضان ما فاتهما، ليظلا حتى وفاتهما يجنيان ثمار تلك الفرصة.

 

(2004) Before sunset

فيلم أمريكي، وجزء ثانٍ من ثلاثية رومانسية، أبطاله هما “جيسي” و”سيلين” اللذان التقيا مصادفةً بقطار، فقررا قضاء اليوم معًا، وبسبب مشاعر تولدت بينهما يُقرران معاودة اللقاء العام التالي بنفس المكان، إذا ما ظلت مشاعرهما متأججةً.

بهذا الجزء تمنحهما الحياة فرصة ثانية، فيلتقيان من جديد بعد 9 سنوات من اللقاء الأول، ليبدأ كل منهما قَص ما جرى بحياته طوال تلك الفترة، وكيف كانت الحياة لتكون أفضل لو أنهما نفَّذا الوعد القديم وتقابلا فعلاً. وبالرغم من أن “جيسي” تزوج وأنجب، لكن ذلك لا يمنعهما من إعادة اكتشاف الكيمياء بينهما والمفقودة مع الآخرين، فهل يحتفيان بها ويتمسكان بالفرصة التي منحتها إياهما الحياة، أم أن الأوان قد فات؟

 

(2006) Stranger Than Fiction

فيلم أمريكي، بطله هو “هارولد” الرجل الذي يعمل بشركة معنية بالحسابات والضرائب، تبدو حياته روتينية وضحلة للغاية، لا مجال فيها للاستمتاع أو أي مظهر من مظاهر الحياة. وبشكل فانتازي غريب يستيقظ “هارولد” ذات يوم فيجد نفسه بطلاً بإحدى روايات كاتبة إنجليزية معروفة بقتل أبطالها بالنهاية. هنا فقط يُدرك “هارولد” أهمية أن تكون على قيد الحياة، وأن لديه الكثير من الأشياء التي لم يفعلها بعد، والمشاعر التي لم يُعبر عنها لأصحابها، فيبدأ بالبحث عن تلك الكاتبة ومحاولة الوصول إليها من أجل إقناعها بتركه يعيش ومنحه فرصة ثانية بالعَيش.

 

(2010) Eat, pray, love

فيلم أمريكي، يحكي عن “ليز”، التي بنظرة سريعة ووفقًا للأحكام العامة تملك كل شيء، الزوج، النجاح الوظيفي، الحياة المستقرة. غير أنها بعد سنوات تكتشف أن هذا ليس هو ما تريده بالحياة، فتُقرر الانفصال دون أن تخشى الرجوع إلى نقطة البداية، ُمخاطرةً بكل ما تملك في سبيل إعادة البريق لشغفها المفقود واكتشاف نفسها بشكل قد يبدو عشوائيًا في أوله لكنه سُرعان ما يُكوِّن لوحة شديدة الجمال والخصوصية فيما بعد، لتُثبت “ليز” لنفسها وللعالم، أن مهما كانت أعمارنا فالوقت ليس متأخرًا على إيجاد السعادة وخلق الفُرَص.

 

(2001) Take this waltz

فيلم كندي، بطلته هي “مارجوت”، كاتبة حرة بالثامنة والعشرين من عمرها، متزوجة من رجل هي كل حياته، وبعد خمس سنوات من الزواج تلتقي برجل آخر يُلفت انتباهها، مُعيدًا إليها زهوة البدايات، فإذا بها تنتابها بعض المشاعر تجاهه، في الوقت الذي يتملَّك منها الفتور تجاه زوجها المثالي. ما يضعها في موقف صعب، فهي ليس لديها أي حجة للانفصال، كذلك لا تستطيع السيطرة على مشاعرها تجاه الرجل الآخر، وبعد الكثير من الــ”ماذا لو”، تُقرر الانفصال وأخذ فرصة جديدة مع الشخص القادر على إثارة حواسها وعقلها، غير مهتمة إذا اتهمها الجميع بالجنون أو الجحود.

 

(2012) Hope springs

فيلم أمريكي، يدور حول زوجين بعد ثلاثين سنة من زواجهما، تُصاب علاقتهما بالتصدُّع سواء على الصعيد العاطفي أو الجنسي، وكعادة النساء في الشُغل على العلاقات، تُقرر الزوجة الذهاب لشخص مُتخصص لمساعدتهما من أجل إشعال جذوة الحب بينهما من جديد، وسط رفض مُستميت من الزوج وإصرار منها، فوحدها تعلم أن هذه هي الفرصة الأخيرة لتلك العلاقة، فإما أن تنجح فتكون بمثابة قُبلة الحياة لزيجتها وإما تفشل فتصبح إشعارًا نهائيًا بالموت.

 

(2013) Begin again

فيلم أمريكي، بطلته هي “جريتا” التي ترحل عن وطنها مع حبيبها لمساندته بمشواره الفني، مُضحيةً بكل شيء من أجله، وعوضًا عن تقدير ذلك يخونها، فتُقرر أحقيتها في فرصة ثانية بالحياة دونه، وتُقرر الرحيل فورًا مهما كان ذلك سيكسرها. وبالصدفة تتعرف على “دان”، المنتج الموسيقي الذي ترك عمله بسبب إدمانه للكحول، ليجد كل منهما ضالته بالآخر وفرصته الأخيرة للخروج من بئر الفشل والهزيمة. إذ يُقرر “دان” تسجيل ألبوم غنائي لـ”جريتا”، بالرغم من صعوبة توزيعه بعد ذلك، لكنه يتحمس للغاية مُصرًا على تحقيق النجاح لكليهما، وهو ما يفتح لهما بعد ذلك أبواب فُرص أخرى كانا ظنا أنها انتهت منذ زمن.

 

أعلم بالطبع أنكم لا بد وقد شاهدتم بعضًا من هذه الأفلام، أخبرونا عن الأثر الذي أحدثته بكم، فمن الجيد أن نتشارك الحكي، خصوصًا إذا ما كان للسينما يد في تكوين فلسفتكم مع الحياة وموقف من فُرصها التي أبدًا لا تنتهي.

 

 

المقالة السابقةهل الأحلام تتحقق في الواقع؟ وكيف يمكن تحقيقها
المقالة القادمةعن “هذا المساء” ودراما الإنسانية
ياسمين عادل
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا