إبراهيم عادل
في تجربة خاصة جدًا وفريدة من نوعها، تقيم فرقة “حالة” المسرحية عرضًا لـ”حواديت البنات” في مسرح الهناجر، تلك الحواديت التي يراهن مخرج العرض وصاحب الفرقة “محمد عبد الفتاح” على أنها وسيلة هامة من وسائل تنمية الوعي والكشف عن مكامن الأمل والجمال في النفس ونشره في المجتمع، حتى لو كانت تلك الحكايات مغموسة بالوجع وتستدر الدمع من الأعين لفرط ما فيها من ألم وأسى!
“إسراء صالح” و”أسماء مصطفى” و”أسما جلال” و”رشا سلطان” و”رنا المنياوي” و”رنا حسين” و”مرام محمد” و”مها ترك” و”منة الجمل” و”نور عبد الله”.
الكون بيفتح قلبه للإنسان، وبيكسر القضبان عن الزنازين
والحنة في إيدين البنات ألوان.. متعلقة الأحلام مع الفساتين
بين الدفا والبرد.. فيه ألف حيطة وسور
والناس بتحضن بعض.. وسط الندى المبدور
والبرد راح وانتهى.. والناس بقت تحلم
من لمسة من منتهى.. من ضحكة من مريم
(كلمات مايكل عادل)
لا يمكن وصف حالة البهجة والمتعة التي تخرج بها من هذا العرض، الذي يجعلك تفرح وتبكي وتضحك في وقت واحد، إذ يملؤك بحالة غريبة من النشوة التي لا يمكنك التخلص منها بسولة.
أتقن مخرج العرض “محمد عبد الفتاح” دمج “حواديت البنات” بعدد من الأغاني المصاحبة للعرض التي جاءت تتماس مع روحه وتعبر عنه بطريقة خاصة جدًا.
فهناك تلك الحكايات الواقعية المليئة بالألم، (لا سيما عن التحرش أو الختان) حكايات مختلفة، تمزج الواقعي المأساوي بالمضحك من المواقف، وتعامُل المجتمع معها.
لنسمع بعدها أغنية “مليش شارع”
مليش شارع ولا جنينة، ولا كورنيش
مفيش حتة بتعرفني كأني مفيش
كأني ساكتة مهما حكيت
بخاف منك يا باب البيت
بخاف م الطلعة ع الدنيا
بموت من ناصية للتانية
وكل طموحي ف الدنيا ما تلمسونيش
(كلمات محمد خير)
وهناك حكايات طريفة أيضًا، يأتي أداء البنات فيها عاليًا جدًا، يجعلك تضحك -كما يقولون- من كل قلبك.
مثل حدوتة البنت التي تريد أن تصبح راقصة وتتحايل على أسرتها لكي تقنعهم بأهمية تلك المهمة، وحكاية البنت التي ارتبطت بذكرياتها وكانت حريصة على جمع التذكارات والأوتوجرافات لكل موقف مر بها من حياتها وعلاقاتها بأصدقائها، فاحتفظت بتذاكر كل السينمات للأفلام التي دخلتها وكل المزارات التي ذهبت إليها على مدار عمرها كله، وحدوتة أخرى عن البنت التي ارتبطت ببيتها القديم “وبلكونته” التي كانت تطل على ابن الجيران.
وتأتي أغنية “شحنتلك”
شحنتلك يا حبيبي
ومتصلتش من ساعة!
وأكلمك متردش
والله لاعملها إذاعة
ده يرضي مين؟ ده يرضي مين؟
ده يرضي مين يا جماعة؟
(كلمات أيمن حلمي)
إلى جانب تلك الحكايات أو “الحواديت” الخيالية الرائعة، التي يرسم فيها البنات بصدق وشاعرية تصوراتهم للكون والحياة، مثل حدوتة “البنات الوردات” لـ”رنا حسين”، وحدوتة “منتهى” التي حكتها ومثلتها باحتراف “نغم صالح” وحدوتة “أحلام الثلاث بنات” التي حكتها “منَّة الجمل”.
وتأتي أغنية البداية بخير تعبير وتمثيل عن الحالة كلها:
حواديت بنات.. سكر نبات
وفراش وطاير.. حلوا الضفاير
غزلوا الحكاوي.. بغزل البنات
قلب البنات شبابيك وفاتحة
فيها الحكاوي جاية ورايحة
ساعات بتضحك، وساعات حزينة
مجنونة حبة.. وساعات رزينة
تقطفها وردة.. تعلقها زينة
ده سر عمره ما يستخبى
مريم.. حواديت من الجنة..
https://www.facebook.com/events/1394894297440165/?fref=ts
فرقة حالة المسرحية