جيمي أوليفر.. الساحر الذي غيّر بعصا إبداعه حياة الآخرين

338

هبه

 

 

 

من المؤكد أن جيمعنا نتابع قنوات الطهي. وإن لم يكن لتجربة أكلات جديدة فالمتعة والترفيه لا شك فيهما. 

وقناة فتافيت واحدة من أشهر القنوات العربية المتخصصة في هذا المجال.

 

قدمت قناة فتافيت للأسرة العربية ولأول مرة الشيف المشهور عالميًا جيمي أوليفر.

وجيمي أوليفر واحد من أهم الطهاة على مستوى العالم وواحد من قلائل استطاعوا الحصول على لقب الطاهي الحديدي. 

 

أهمية جيمي أوليفر نبعت من تجديده الهام والحيوي للمطبخ البريطاني. 

يقول جيمي أوليفر إن المطبخ البريطاني يعد واحدًا من أسوأ مطابخ أوروبا، وحيث أغلب وصفاته Over cooked أي مطبوخ بشكل مبالغ فيه، مما يفقده عناصره الغذائية. حيث يتحول لون الخضار للرمادي من طول فترة بقائه على النار. وكل الوصفات المتاحة الأخرى لا تخرج عن مجموعة من الفطائر Pies التي تتكون معظمها من منتجات اللحوم.

 

تمكن جيمي بصبر وبدأب من تغيير المطبخ البريطاني، عن طريق التخلص من كل العناصر غير المرغوب فيها في الطبخة، ابتداءً من التوابل المستخدمة حتى الوقت الذي تستغرقه على النار.

 

أول تجارب جيمي أوليفر في تجديد المطبخ البريطاني بدأها ببرنامج The Naked Chef والمقصود بكلمة Naked هنا هو فكر التخلص من كل ما هو غير ضروري.

 

استمر جيمي في عمله مُزيحًا من طريقه الكثير من العراقيل التي كبلت المطبخ الأوروبي لسنوات طويلة. حتى خرج علينا بوصفات بسيطة.. سهلة.. سريعة.. مشبعة والأهم أنها صحية.

 

ومن أجل التعلم لم يخجل جيمي من اللجوء للأمهات والجدات الإيطاليات ليتعلم أصول المطبخ الإيطالي في رحلته الشهيرة إلى إيطاليا، والتي أتبعها برحلة مماثلة إلى أمريكا، ثم رحلة أخرى في ربوع أوروبا من السويد شمالاً حتى إسبانيا جنوبًا. 

وفي النهاية طاف جيمي كل المقاطعات البريطانية في رحلة أخيرة لسبر أغوار المطبخ الإنجليزي العتيق، حتى أتم كل رحلاته وأتقن كل الوصفات الأوروبية والأمريكية الأصلية لتكون قاعدة له يبدأ منها، ليبدع ويطور ويقدم أسسًا جديدة للمطبخ الحديث.

 

ومن هنا بدأت ثورة جيمي أوليفر على الطعام.

 

صورة 4 

 

بدأ جيمي مشروع ثورة الطعام من أجل توفير طعام صحي ومفيد للأطفال، الذين هم ثروة بريطانيا الحقيقية، ومنه انتقل المشروع إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

 

طاف جيمي بنفسه على المدارس البريطانية وشرح للأطفال بأسلوب مبسط أهمية الطعام الصحي ومضار الوجبات السريعة. كما أعد قوائم طعام مبسطة أدرجتها المدارس البريطانية على لائحة أولوياتها، لتقدم للأطفال بدلاً من الوجبات السريعة أو الأطعمة المجففة.

 

لم يكن هذا المشروع القومي الوحيد الذي قام به جيمي أوليفر. بل قام أيضًا بعدة مشاريع، أهمها مشروع Save With Jamie الذي أقامه تحت شعار “تسوق بذكاء.. اطبخ بمهارة.. افقد أقل”، والذي يهدف إلى تقليل الفاقد والتالف من الطعام بالمنازل، وكيفية استخدام بقايا الطعام في إعداد وصفات جديدة.

 

وتحت شعار “استخدم قوة الخير لتغيير حياة الآخرين” بدأ جيمي أوليفر مؤسسة “Fifteen” التي من شأنها رعاية أطفال الشوارع والمشردين والمتسربين من التعليم وخريجي الإصلاحيات، من أجل تعليمهم مهنة الطبخ ودمجهم في المجتمع مرة أخرى. وبالفعل بعد التخرج من الدورة التدريبة التي يعدها لهم يتم إلحاقهم بواحد من فروع مطعم Fifteen، الذي أسسه جيمي أوليفر، والذي تعود أرباحه بالكامل لتموّل نشاط المؤسسة التي كبرت وامتد نشاطها لأستراليا بعد بريطانيا.

 

وأيضًا أسس مشروع The Kitchen Garden والذي يهدف إلى تعليم الأطفال أسس الزراعة المنزلية.

 

أما مشروعه الأخير فهو Food Of Ministry Jamie’s والذي أسسه في بريطانيا، ثم انتقل بعد ذلك لأستراليا تحت شعار “مهمتنا إعطاء القوة والإلهام والأمل للعديد من الناس، وإشعارهم بقدرتهم على حب الطعام الصحي والاستمتاع به”، وهو مشروع تدريبي من أجل بناء صحة أفضل للمواطن البريطاني.

 

وهكذا نرى أن جيمي أوليفر كمبدع ومجدد في مجال الطعام، لم يقتصر نشاطه على الطبخ فقط أو تقديم الوصفات وتأليف الكتب، وإنما استخدم مجال إبداعه ليكون عضوًا فعّالاً في مجتمعه وفي العالم أجمع. حيث ساهم بأنشطته في تغيير حياة الكثير من الناس للأفضل. وتغيير المصير المحتوم لكثير من أطفال الشوارع والمتسربين من التعليم وفاقدي الأمل في غد أفضل.

المقالة السابقةأن تبدع الآن خير من ألا تبدع أبدًا
المقالة القادمةوالطريق مايل بحِمله

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا