انجي ابراهيم
تم نشرة في 03/27/2016
وقت القراءة : 2 دقيقة
مبدئيًا لازم كلنا نتفق إن الضحك شيء مهم جدًا، فتخيل بقى لو إنت بتضحك على حاجات إنت بتعيشها كل يوم وبتشوف نفسك وإنت بتتصرف، فتستغرب من ردود فعلك، وتلاقي إن حياتك كوميدية جدًا بس إنت اللي معقدها، والدليل إن نفس اللي بيحصل ع الشاشة ده بيحصل عندك في البيت، بس إنت دلوقتي مسخسخ من الضحك وفي البيت بتكون قالبها دراما.
ده بالظبط اللي هيحصل لو دخلت تشوف فيلم “كدبة كل يوم”، غير المرتبطين مش هيعجبهم الفيلم أوي وهيشوفوه مجرد فيلم كوميدي، إنما المتجوزين هيحسوا بحاجة بتتحرك جواهم لما يشوفوا الفيلم ده.
السكريبت يا جماعة، سكريبت الفيلم من أحلى الحاجات اللي ممكن تشوفها، رغم إن القصة نفسها مفيهاش أي عمق والشخصيات كلها ذات بعد واحد والأحداث في آخر الفيلم مفككة وتفتقد للحبكة المنطقية، إلا إن طول الفيلم السكريبت مش هيحسسك بده إطلاقًا.
أنا شفت الفيلم ده مع جوزي واتنين صحابنا متجوزين قبلنا بسنتين، إحنا الأربعة كنا منبهرين، مش معقول! “هشام منصور” و”شريف الألفي” (كاتبي السيناريو) عرفوا كل الكلام ده منين؟! الكلام واعي جدًا وحقيقي جدًا، وبيحصل جدًا جدًا طول الوقت في حياتنا.
لازم هتشوف نفسك في أحد المشاهد، رغم إن مفيش تنوع في الثنائيات اللي في الفيلم إلا إنك هتشوف موقف بيحصل بتكرار في بيتك وهتلاقي إنه موقف مضحك لو خدته بسهولة زي السهولة اللي قاعد بيها في السينما.
الشخصيات رغم إنها كانت مسطحة جدًا إلا إنها اتعملت إلى حد كبير كويس، الممثل الرائع “محمد ممدوح” اللي قام بدور عادل، كان طول الفيلم بيثبت إنه فعلاً شاطر ويقدر يعمل أي دور بحرفنة، تقريبًا هو الوحيد من الشخصيات اللي كان جواه صراع مؤلم و”محمد ممدوح” عمل ده حلو أوي، رغم إنه موتني من الضحك في كل مشاهده.
“عمرو يوسف” واللي كان في الفيلم بيقوم بشخصية هشام كان لطيف جدًا، الشاب الوسيم اللي يبان مستهتر بس هو شاطر في شغله وكمان بيحاول يحافظ على بيته ومش مكبر دماغه.
“دينا الشربيني” واللي كانت عيشة في الفيلم قامت بدور الزوجة النكدية باقتدار يخليك عايز تقوم تكسر دماغها، بس لما تفكر لحظة هتلاقي إن دي الطريقة الوحيدة اللي بتقاوم بيها تطنيش جوزها ليها وبتحاول تلفت نظره لوجودها طول الوقت، “دينا الشربيني” عملت دورها حلو أوي.
“درة” واللي كانت بتقوم بدور هادية يمكن كانت أقل أداء فيهم ومعجبتنيش، لأن الشخصية دي كان ممكن يطلع منها انفعالات أعمق من كده، لأن الشخصية نفسها وارد إنها تكون أعقد من اللي ظهر على الشاشة.
كل الشخصيات الثانوية في الفيلم كانت مش ملفتة، بس طبعًا “شيرين رضا” مينفعش تعدي على عينك كده من غير ما تنبهر بكل الجمال والأنوثة اللي بتعرف توظفهم صح أوي.
الفيلم إجمالاً لطيف أوي، أعتقد إن مهم جدًا إننا نشوف نفسنا ع الشاشة بالوضوح ده من وقت للتاني، يمكن لمبة تنور جوة عقلنا وتغيرلنا حاجات في حياتنا اليومية.
الفيلم بيرسخ لفكرة كلنا بنخاف نعترف بيها، وهي إن الجواز هو أوحش حاجة حلوة في الدنيا، زي ما جه على لسان هشام في الفيلم، آه الجواز كله مشاكل وصراعات، آه هتحس أوقات كتير إن الطرف التاني بيضغط عليك، هتحس أوقات كتير إنك مش سعيد، إن شريك حياتك مش فاهمك، بس ما دام مفيش مشاكل كبيرة تتعلق بالثقة والاحترام فإحنا ممكن نكمل مع بعض ونفضل نحب بعض.
الفيلم خفيف رغم إنه بيناقش أهم حاجة في حياتنا، وبيفكرني بالأفلام الأمريكاني الخفيفة اللي بتتصنف لايت رومانس، بس خلينا معترفين إن من غير السكريبت العظيم ده كان هيبقى فيلم وحش وخفيف جدًا، خفيف في قيمته مش خفيف في تصنيفه السينمائي، فحقيقي تحية كبيرة جدًا لـ”هشام منصور” و”شريف الألفي” على المجهود والكلام الخارج من القلب.
الفيلم ممكن جدًا يعيدلك ثقتك في علاقتك بشريك حياتك، ويخليك عارف إن اللي إنت بتمر بيه من خلافات هو شيء متداول جدًا وعادي وبيحصل، والناس بتعرف تتعايش معاه وتكمل.
وزي ما قال هشام لعيشة في آخر مشهد من الفيلم، لازم يكون عندنا ع الأقل الحد الأدنى من السعادة عشان نقدر نقوم الصبح نكدب كدبة كل يوم.