اطمئن لست وحدك.. 5 أفلام أبطالها مثلك يُعانون من القلق

3968

عادةً ما يتعامل المجتمع مع مَن يعانون من القلق على اعتبارهم أشخاصًا عاديين، مُعللين ذلك بأن القلق جزء طبيعي من الحياة، لكن في حقيقة الأمر هذه النظرية ليست بصحيحة، إذ كثيرًا ما يتفاقم القلق العَرضي اليومي المُعتاد، فيتحول إلى اضطراب نفسي يحتاج -كغيره من الأمراض- إلى علاج سواء دوائي أو سلوكي.

والمؤسف في ما يخص القلق، أنه يتسلل بسهولة إلى معظم الأنشطة اليومية إن لم يكن جميعها، مما يزيد من حدته وانتشاره، حتى يصبح من الصعب إدارته أو السيطرة عليه. ولأن البعض قد يُسيئون الحكم على اضطرابات القلق، سواء كان هؤلاء هم المرضى أنفسهم أو ذويهم ومَن حولهم، إليكم بعض الأفلام السينمائية التي أحبها الكثيرون وتماهوا معها، أبطالها كانوا مُصابين بنوع من اضطراب القلق، ورغم تبعات ذلك وتأثيره على حياتهم فإنهم نجحوا في إيجاد سبيلهم للنجاة.

1. The Secret Life of Walter Mitty: الهروب عبر أحلام اليقظة

The Secret Life of Walter Mitty فيلم فانتازي يجمع بين المغامرة والكوميديا، بطله “والتر ميتي” الموظف الذي يتسم بالخجل الشديد وميله إلى التقوقع، بسبب ما يعانيه من قلق عام نتيجة حياته المليئة بالضغوطات والمشكلات العويصة التي يصعب عليه حلها. وهو ما يجعله يتخذ قرارًا بالهروب من واقعه التعيس، إلى الخيال الخصب وأحلام اليقظة، التي تمنحه كل ما يبحث عنه ويحتاجه من رومانسية أو حتى شعور بالثقة بالنفس والبطولة.

ما لم يحسب حسابه كان أن تضطره مهمة وظيفية للخروج إلى العالم الحقيقي والتعامل معه، خوفًا من خسارة وظيفته، وهو ما يُفضي به إلى مغامرة غير عادية وغير متوقعة، تحيطها المخاطر وتملؤها المفاجآت، ليجد نفسه فجأة وقد صار وجهًا لوجه أمام كل مخاوفه، فيضطر إلى مواجهتها.

2. The Girl on the Train: الانغماس بحيوات الآخرين كطوق نجاة

“في البداية لجأت إلى الكحوليات كوسيلة ذاتية لعلاج القلق، بعدها كنت كلما أمر بالناس والمنازل خلال ركوبي القطار أو السيارة  أراقب الآخرين عن بُعد.

متمنيةً لو أنني هذه الفتاة أو زوجة لهذا الرجل، أحلم بامتلاك ذاك المنزل أو تلك الأُسرة.. لقد اعتدت اختلاق قصص لحيوات الآخرين عساني أنجح في نسيان قصتي الخاصة”.

هذا هو ما جاء على لسان بطلة فيلم The Girl on the Train التي تعرضت للخيانة من قِبل زوجها، ومن ثَمَّ الطلاق، وهو ما انهارت بعده نفسيًا وتمادت في إدمانها للكحوليات، لنتابعها على مدار أحداث الفيلم بينما تَفني ما تبقى من حياتها في تتبع حيوات الآخرين حَد الانغماس فيها، وهو ما يضعها في مأزق مصيري، سرعان ما يفرض على المشاهد إعادة قراءة الأحداث على نحو مغاير.

3. Finding Nemo: عن هوس الحماية والقلق من الفقد

بالرغم من أن Finding Nemo هو فيلم رسوم متحركة، إلا أنه يمكن اتخاذه كمثال واضح وصريح للمعاناة من القلق، وتحديدًا القلق من الفقد والانفصال، إذ تتمحور قصة العمل حول سمكتين صغيرتين، هما “نيمو” ووالده، اللذين يعيشان معًا بعد أن فقد الأب زوجته في حادث مُفجع. وهو ما يجعله يفرض حماية مُفرطة لدرجة الهوس على طفله، مما ينتج عنه بالتبعية الابن بالمحاصرة والاختناق، ليبدأ في التمرد على الوضع، قبل أن يقع ضحية إحدى عمليات الصيد. يتبعها محاولات الأب المستميتة للوصول إلى ابنه، يصاحبه في رحلته سمكة أخرى التقاها مصادفةً تعاني هي الأخرى من الهلع وعدم الشعور بالأمان، في ظل محاولات الابن نفسه للهروب من الأَسر.

4. Frozen: التأرجح بين الشعور بالذنب والخوف من الرفض

Frozen فيلم رسوم متحركة آخر شهير، يثبت كيف تغيرت نماذج الأميرات التي تقدمها ديزني على مدار السنين، فـ”إلسا” بطلة الحكاية تستحق لقب “ملكة القلق”، إذ تعزل نفسها منذ طفولتها بسبب ما عاشت عمرها بأكمله تثقل به نفسها من أحاسيس غير حقيقية ولا تستحقها، تنوعت بين الشعور بالذنب والتوقعات السلبية التي تخص شكلها بأعين الآخرين.

وذلك نظرًا لما تتمتع به من قوة خارقة تُهدد سلام من حولها كونها لا تستطيع السيطرة عليها، وهو ما نتج عنه غرقها في بحر من القلق والوحدة والأرق، والكثير من الخوف.. الخوف من الرفض.

5. As Good As It Gets: القلق كوميديا سوداء لا تتلون

As Good As It Gets فيلم درامي حمل بين طياته الكثير من الكوميديا، لكنها كوميديا سوداء تأتي ضحكاتها لاذعة كالبكاء، فبطل القصة مريض بالوسواس القهري، وهو أحد أنواع اضطراب القلق الذي يُصيب صاحبه بالهواجس، ليبدأ بتكرار الكثير من التصرفات والسلوكيات والأفكار بشكل مَرَضي. كذلك يُعذِّي عقله بوساوس ومخاوف غير منطقية، تجعله قد يؤذي نفسه أو من حوله إذا ما تصرف على أساسها واستسلم لها، كل ذلك عادةً ما ينتج عنه خلل ورهاب اجتماعي يُتوَّج باتجاه المريض للانعزال والبُعد عن الناس ظنًا منه أنه بهذه الطريقة يحمي نفسه.

لنجد أنفسنا أمام ثلاثة أبطال هم: كاتب رومانسي تحب النساء رواياته الشاعرية، لدرجة تجعل من شبه المستحيل أن يتوقع أحد أنه في حياته الطبيعية ليس سوى رجل يُعامل مَن حوله بفجاجة، سببها وسواسه القهري وقلقه المُفرط. ونادلة رقيقة رغم كل ما بحياتها من صعاب شخصية وأسرية، إلا أنها تعرف كيف تتعاطف مع الآخرين وتتعامل معهم بلطف. وأخيرًا شاب مرهف الحس يتعرض للعنف البدني فيضطر للجوء إلى جاره سليط اللسان، هكذا يخوض ثلاثتهم رحلة درامية للغاية يخرجون منها أناسًا آخرين.

بالطبع هذه ليست الأفلام الوحيدة التي عانى أبطالها من القلق، هناك أفلام أخرى استعرضت سواء نفس الأنواع أو أنواع مختلفة من اضطرابات القلق المتعددة، ولأن درجات القلق قد تختلف من شخص لآخر، لا يمكن قياس أي حالة على أخرى أو المقارنة بين شخص وغيره مهما تشابهت الأعراض أو التجارب.

لكن، الأهم هو أن يكون لدينا الوعي لنعرف متى نكتفي بمحاولاتنا الفردية والخاصة لاحتواء قلقنا ومعايشته، ومتى يصبح من الحتمي استشارة طبيب نفسي لمعرفة إلى أي مدى ينهشنا القلق من الداخل وكيف يمكننا التصدي له، خصوصًا مع الواقع الذي نعيشه حاليًا فيما يُحيطنا وباء خفي مضطرين للتعامل معه ومواجهته، وهو أمر مِن شأنه أن يضاعف القلق لدى الكثيرين أو يولده من الأساس لدى هؤلاء مَن لم يختبرونه من قبل.

اقرأ أيضًا: كيف يأكل القلق المشاعر الأخرى؟

المقالة السابقةكيف يأكل القلق المشاعر الأخرى؟
المقالة القادمةحوادث تحرش مجمعة: ما لم أخبر به أحدًا
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا