احمي طفلك من النوراستينيا

1933

بقلم: الدكتورة ياسمين ناجي

مدرس مساعد بقسم الصحة النفسيةكلية التربيةجامعة السويس

لكل والدين يرومان الحفاظ على صحة أبنائهما النفسية، عسى أن يدركا قبل فوات الآوان أن العلل النفسية تحطم وتشقي، وأن الطريق إلى سلامتهم نفسيًا ليس مفروشًا بالورود والرياحين العطرة. فهذه البراعم الصغيرة في أكمامها، في حاجة إلى رعاية وعناية حتى تتفتح في زهو وإشراق، وكأنها شقائق النعمان، وهذا يتطلب لأن ينير لهم الطريق ويحقق لهم طفولة رغدة ناعمة، ومراهقة هادئة ساكنة، وشبابًا متزنًا مستقرًا وشيخوخة سابغة الهناءة. وحمايتهم من الاضطرابات النفسية مثل النوراستينيا والاكتئاب وغيرهما.

بات في عصرنا هذا انتشار العديد من الاضطرابات النفسية التي أصبحت -للأسف- ملازمة لحياتنا ولجميع مراحل أعمارنا، وإنه ما يزعج أكثر ويحتاج إلى الاطلاع والبحث هو انتشارها في مراحل الطفولة، التي من المفترض أن تكون أنقى مراحل حياة الإنسان، والتي من خلالها يتم بناء رجل أو امرأة للمستقبل متوازن نفسيًا.

لقد صدمني وأنا أقرأ أحد كُتبي في مجال الصحة النفسية، كم الاضطرابات النفسية التي تصيب الإنسان في جميع مراحل حياته، وقد شد انتباهي مصطلح النوراستينيا والذي جذبني للبحث عنه، هو أنه يصيب الأطفال. يا له من زمن أصبحت الاضطرابات فيه كالماء والهواء! ومع من؟ مع أطفالنا! ذلك ما دفعني لكتابة مقالي هذا لتنبيه الآباء ومحاولة مساعدتهم لحماية أبنائهم.

النوراستينيا: هو اضطراب وهن عصبي مع شعور بالقلق والخوف، والشعور الذاتي والمستمر بالإنهاك والضعف العام والإعياء والتعب، المصحوب بأعراض عضوية متنوعة، ينتهي إلى حد الانهيار. إنه بمثابة تعب مزمن يحدث اضطرابًا في سلوك الفرد وعضويته

أعراض النوراستينيا

– يحدث لدى الطفل نوبات من الخوف والقلق لا يمكن تفسيرها، والتي تستمر حتى نصف ساعة. في أغلب الأحيان، تقترب هذه المشاعر من الليل، ويمكن أن تُستكمل برؤى مختلفة. يخاف الطفل من البقاء بمفرده، ويبدأ في الخوف من الأماكن المظلمة، ويخرج بقصص مرعبة لا تصدق مع شخصيات أسطورية، يرافقه أعمال الوسواس والخوف من مختلف المواضيع والمواقف.

– اضطرابات اكتئابية: مميزة للأطفال الأكبر سنًا، تظهر فيشكل تدني احترام الذات، البكاء، التثبيط.

– اضطرابات هستيرية: في معظم الأحيان لوحظ في الأطفال 4-6 سنوات الصراخ والبكاء والهجمات التنفسية.

– يتميز الطفل بالدموع والتهيج، والنوم واضطراب التغذية. عادة، تحدث مثل هذه الانتهاكات في الأطفال ممن هم في المدرسة، ويحضرون أيضًا دوائر ودروسًا إضافية.

– العصابي التأتأة: تشكلت في سن 2 إلى 5 سنوات، العامل الأساسي هو الخوف الشديد، صدمة نفسية عاطفية قوية.

– وهن عصبي متقدم: يتطور هذا الاضطراب نتيجة للمرض الطويل الأمد. على سبيل المثال، الطبيعة الالتهابية التي يجبر الطفل على تحملها لفترة طويلة. حتى بعد الشفاء، تظل العادات المرتبطة بسير المرض قائمة.

– اضطرابات النوم: هناك صعوبات في النوم، قد يكون هناك نوم، وكوابيس متكررة في الليل.

– اضطرابات الأكل: يظهرون أنفسهم في رفض تناول الطعام، أو بطء تناول الطعام.

– سلس البول العصبي: يتمثل العرض الرئيسي في التبول اللا واعي، خصوصًا في الليل. غالبًا ما يكون السبب هو الخوف أو الحالات المؤلمة.

– غلاف عصبي عصبي: وهو نادر ويظهر كإفراز غير واعٍ للبراز. في معظم الحالات، تستثيرها عقوبات قاسية والقسوة المفرطة للوالدين.

أسباب النوراستينيا

  • الاضطرابات الأسرية والانهيار الأسري.
  • طرق التربية الخاطئة، والهروب من تحمل المسؤولية.
  • سوء التوافق الاجتماعي.
  • العمل الشاق المرهق تحت الضغط، المصحوب بالقلق، والمجهود الذي يستنفد الطاقة العصبية ويعوق الاسترخاء.
  • التكوين الجسماني النحيف الواهن الذي يتصف أصحابه بشدة حساسية الجهاز العصبي.
  • القلق والصراع والإحباط.

علاج النوراستينا

علاج الأعراض

توفير الراحة للمريض ومنعه من القيام بأي عمل، وعمل تدليك عام للجسم، يتناول جميع العضلات دفعة واحدة في الصباح، وأخرى في المساء إذا رغب المريض، لتقليل الألم الناتج عن الأعراض. ويجب تغذيته تغذية كافية وتناول المأكولات التي يرغبها دون استثناء.

العلاج البيئي

تعديل البيئة المباشرة المحيطة بالمريض، سواء كانت هذه البيئة هي الأسرة أو محيط العمل بغية تحقيق التوافق الاجتماعي داخل الأسرة.

العلاج النفسي

يقوم المعالج بتفهيم المريض سر هذه الأعراض، وكيفية التخلص منها بالسبل الصحيحة، والتي تنهي لديه حالات القلق والتوتر الحسية لهذا المريض، مع تحقيق الراحة النفسية التامة للمريض. ويستخدم المعالج أيضًا العلاج التدعيمي بتقوية وإعادة الثقة لدى المريض، وأن يفهم المريض إمكاناته واستعداداته والاهتمام بتطوير شخصيته نحو النضج.

العلاج الطبي

يرى الأطباء النفسيون ضرورة استخدام العقاقير الطبية المنومة، في علاج الحالات التي يكون العلاج النفسي فيها غير مجدٍ، بإعطاء بعض مركبات الحديد والفيتامينات. أما عن أعراض الإمساك التي قد تنتج فيتم علاجها بالحقن الشرجية ولا يسمح مطلقًا بتناول الملينات أو المسهلات. أما عن الأرق فيعالج بإعطاء المريض منومًا خفيفًا مبدئيًا في الأيام الأولى، ويستغنى عنه ويعوض بعد ذلك بوسائل أخرى طبيعية كالحمامات الدافئة ليلاً، والاستلقاء على الفراش في حجرة نورها ضعيف مع عمل تدليك خفيف.

مراجع:

فهيم، كلير.(1995). الحب والصحة النفسية لأبنائنا. ط2. القاهرة: دار المعارف.

ar.iliveok.com

dspace.univ-biskra.dz

المقالة السابقةأشهر افلام عن الامراض النفسية وآثر اضطراب ما بعد الصدمة على الإنسان
المقالة القادمةتروما تغطية الخبر: كيف يتلقى الصحفيون المذابح
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا