الأمومة وتهمها الجاهزة في جراب الحاوي

834

بقيت أم ماريا. في 4 مارس اللي فات دخلت في وجع متواصل لمدة 16 ساعة تقريبًا، وبعدها جات ماريا الدنيا، في 5 مارس، وهو الحقيقة اليوم اللي كان نفسي أولد فيه، لأن فيه أولاد ناس صحابي بحب شخصياتهم جدًا مولودين فيه.

جات ماريا عشان تعرفني كتير عن نفسي وعنها، وعن اللي حوالينا كمان. من أول يوم وأنا اللي باخد بالي من ماريا لوحدي، وكانت سلسلة من التعب والاكتشافات، والعياط والزن والإرهاق، والفرهدة وقلة الحيلة. أنا نفسي مكنتش اعرف إنها موجودة غير لما حصلت معايا. وكان من أكتر الإحباطات اللي مرت عليَّ هي ردود الناس على أفعالك وانتقادهم ليك، وأحيانًا كتير تانية التسفيه والتقليل من اللي بعمله، مع إني بكون بذلت مجهود حقيقي عشان أعمل الحاجة اللي بيقولولي عليها عادية، أو كمان يطلعوني غلطانة فيها.

بعد الولادة

بعد ولادة ماريا بـ3 أيام الحفاضة بتاعتها سربت، وقفت أغيرلها وأنا ضهري متني وفيَّ أوجاع لسة مش قادرة أتعافى منها، وطبعًا كنت لسة بتعامل بحذر كبير جدًا مع الشبر ونص اللي جنبي ده، المهم كان في وجود واحدة المفروض إنها جاية تباركلي، الست دي قالتلي “إنتي إيدك تقيلة وهتبقي السبب في إن البنت دي تتعب”، مكنتش عارفة المفروض أرد عليها بإيه، لكن اللي عارفاه إن دي كانت أول مرة أحس بوجع في قلبي تجاه ماريا. مجتمعنا بيقدس نظرية “علِّي عليهم”، كل واحد بيحقق إنجازه الشخصي عن طريق إنه يركبك إنت الغلط والتقصير، الست اللي فوق دي أم وعارفة قد إيه الولادة متعبة، والاهتمام بطفل -خصوصًا في الأول- لبخة وتعب.

علِّي عليهم

ماريا بقت في الشهر التالت وبدأت تكتشف إيديها، وبقت تحطها في بوقها، لما قريت ودورت عرفت إن دي ظاهرة طبيعية جدًا، وإن كمان شوية ممكن تحط رجلها في بوقها كمان. لكن المجتمع كالعادة جهزلي تهمة جديدة من جراب الحاوي اللي مليان تهم للأمهات، وهي إن البنت أكيد مش بتشبع وبتحط إيديها في بوقها عشان جعانة، وإني مقصرة في أكلي عشان كده البنت ضعيفة. أما عياط الطفل فإنتي كده كده هتاخدي نصيبك من الملامة عليه، يعني لو عيط هتلاقي اللي يقولك “سكتيه” وكأن فيه ريموت هتضغطي عليه فالطفل يبطل زن، ولو شيلتيه هيقولولك “هيتعود ع الشيل وهيتعبك”، سبيه يعيط ولما يتعب هيسكت.

شعور الذنب

المجتمع اللي مجهز تهم وفرهدة للأمهات نسي حاجة مهمة، وهي الإحساس بالتقصير اللي الأم أصلاً بتبقى ماشية شايلاه على ضهرها طول ما هي بتتعامل مع الطفل، خصوصًا لو أم لأول مرة. الإحساس الخفي اللي بينط في قلب الأم كل ما العيل يعيط، “يمكن انا مقصرة في حاجة؟ يا ترى كان فيه حاجة المفروض تتعمل وأنا معملتهاش؟

أنا فاكرة أول مرة فشلت فيها إني أحط أقماع شرجية لماريا، قعدت أعيط بعدها أكتر من ساعة، وكل مرة معرفتش أديها الدوا بتاعها مظبوط كنت بحس بوخزة في قلبي، إني وأنا داخلة على التلاتين مش عارفة أهتم بطفلة عمرها أيام. اللبخة في أي قرار مهما كان بسيط، يعني هي مثلاً قعدت تزن ساعتين عشان عاوزة تنام، وبالفعل نامت في النهاية، بس بعد نص ساعة ميعاد الدوا بتاعها، يا ترى أصحيها ولا أسيبها نايمة؟ أيا كان القرار اللي الأم هتاخده في النهاية هتحس بالتقصير.

 

فليقل خيرًا أو ليصمت

دي النصيحة الجوهرية اللي ممكن يعمل بيها أي حد بيتعامل مع أم جديدة، لأن هي أصلاً جواها من رواسب التعب وقلة الحيلة اللي مكفيها.

المقالة السابقةكيفية السفر إلى أوروبا خطوة بخطوة
المقالة القادمة30 نشاطًا صيفيًا لإسعاد أطفالك

1 تعليق

  1. الحقيقية شوفت كتير من نفسي و الحاجات الي كانت بتضايقني و تلخبطني ” كأم” في المقال ده .

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا