السيطرة على الضغط النفسي: كيف تحمي عقلك من جنون كورونا

1681

بقلم: دينا محمد يوسف

منذ إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد_١٩ وباء أو جائحة، فقدت الدول استقرارها، وفقد الأفراد أمنهم وشعورهم بالاطمئنان، ووجد القلق الطريق ممهدًا أمامه، فالجميع يشعرون بالقلق والخوف والترقب و الضغط النفسي. وسائل التواصل الاجتماعي تغزوها الأخبار الكاذبة والصادقة على السواء من كل اتجاه، ولا يجد الفرد منا في هذا الظرف العصيب رفيقًا إلا القلق، خصوصًا أن المرض ينتقل عن طريق مخالطة شخص مصاب، ما أدى إلى مكوث الأفراد في منازلهم بسبب حجر إجباري كامل لا يقطعه إلا العمل أو شراء الاحتياجات، وهذا يؤثر بدوره على الحالة النفسية للأفراد، فما الذي يمكننا فعله. في هذا الموضوع سنستعرض معًا بعضًا من الطرق التي يمكننا السيطرة بها على الضغط النفسي والقلق.

أولاً:الكف عن متابعة الأخبار بشكل جنوني

يجب أن تكف عن متابعة الأخبار على مدار الساعة، أعداد المصابين وتداعيات الأمر، منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي هي عرضة للتزييف أكثر من غيرها. يجب أن تعلم أن متابعتك لن تفيدك في شيء، لن تغير أمرًا ما، إنها لن تفعل سوى أن تصيبك بالقلق، مما يؤثر عليك بشكل كبير، بل إن المرض لن يتسلل إليك وأنت في حجرك المنزلي أو مع احتياطاتك الآمنة، بل سيتسرب إليك القلق، وإذا أردت معرفة خبر ما فعليك بالمواقع الموثوقة، مثل منظمة الصحة العالمية أو التقارير الصادرة عن وزارة الصحة.

ثانيًا: حاول دائمًا إخراج المشاعر السلبية

إن كتمان مشاعرك لفترة طويلة يسبب المتاعب النفسية بشكل لا يصدق، الكبت الدائم لمشاعرك ينجم عنه الشعور بالعجز، والشعور بالحزن، ومن ثم الضغط النفسي والاكتئاب. لذا حاول دائمًا أن تفرغ مشاعرك السلبية، وهناك طرق صحية كثيرة مثل:

  • ممارسة الرياضة في المنزل، يمكنك ممارسة نشاطات رياضية متعددة في المنزل، مثل: نط الحبل، الآيروبكس، المشي في المكان، أو حتي يمكنك ركل الوسائد الخفيفة.
  • طهو الطعام، فتقطيع الخضراوات والتقليب لصنع طبق رائع من الطعام يمكنه تحسين نفسيتك بشكل لا يصدق.
  • ارفع صوت الغناء وغني معه، يمكنك الصراخ أيضًا ولا بأس ببعض البكاء فهو يفرغ المشاعر السلبية بصورة رائعة.

ثالثًا: حوِّل عاداتك السيئة إلى عادات صحية

تذكر كم مرة عزمت فيها على الاستيقاظ مبكرًا، وتعديل أوقات النوم، كم مرة كنت تريد أن تأكل طعامًا صحيًا ولم تجد الوقت الكافي لطهوه وإعداده، ربما حان الوقت لفعل ذلك. فتلك الأشياء ليست رفاهية، بل إنها أشياء ضرورية ولازمة، فالحصول على قسط كافٍ من النوم مع الطعام الصحي، كلها أشياء تساعد في رفع المناعة الجسدية والنفسية معًا. فقلة النوم تسبب اضطراب الجهاز العصبي، وتصيبك بالتشوش والتوتر و الضغط النفسي مما يؤثر على صحتك بشكل كبير، لذلك اغتنم ذلك الوقت واحصل على قسط كافٍ من النوم.

رابعًا: حارب القلق بالتفاؤل

تقول آن ماري روبرتسون: “الحياة هي ما نصنعه بأنفسنا، كانت كذلك دائمًا، وستظل كذلك أبدًا”. قد يبدو هذا ضربًا من العبث أن أطالبك بالتفاؤل في ظل تلك الظروف العصيبة، لكن الحقيقة تقول إن التشاؤم لن يجلب منفعة، بل سيجلب المزيد من القلق والتعب، كما أنك ما دمت تقوم بالأخذ في اعتباراتك احتياطات الأمان من عدم الاختلاط وغسل اليدين وتطهير الأسطح، فإن احتمالية إصابتك بالمرض بعيدة. كما أنه جاء الوقت للتسليم بالأمور للخالق والرضا بما يقدره لنا، ومعرفة أن كل الأمور تجري كيفما يشاء وما يريد فلا داعي للقلق.

ألكسندرا ماسي في كتابها “تغلب على الاكتئاب بسرعة”، تتحدث عن الإيمان بأنه قوة أعلى يمكنها مساعدتنا على تجاوز الأمور الصعبة، وكيف ساعدها ذلك على التخلص من الاكتئاب، ففي إحدى الفقرات كتبت ألكسندرا:

بالنسبة لحالتي لم يحدث تغيير حقيقي إلا عندما أقررت بأنني عجزت عن التغلب على الاكتئاب بمفردي، وأنني أحتاج إلى شيء أكبر وأكثر حكمة مني لهذا الغرض، وأدركت أنه كان غرورًا شديدًا مني أن أعتقد أنني أقوى شيء في الحياة، وأنه ليس هناك من هو أقوى مني، وقد غمرتني هذه الخطوة بالراحة، حيث أدركت أنه يمكنني التراجع والسماح لشيء آخر بتولي زمام الأمور.

خامسًا: استمِد الأمان من العائلة والأصدقاء

اقضِ الوقت مع أفراد أسرتك وبالقرب منهم. حاول إنشاء أحاديث ودية معهم. شارك أطفالك في نشاطاتهم المرحة وألعابهم الصغيرة، حاول العودة إلى ألعاب الماضي الحلوة التي يمكن أن تشيع جوًّا من الدفء العائلي. عُد لما قبل سرقة التكنولوجيا لك منهم، والقضاء للأوقات الطويلة في العمل، كما يمكنك أن تبقي على علاقات الود مع أصدقائك، ويُحسَب للتكنولوجيا أنها لم تعد تعترف بالمسافات، يمكنك إنشاء محادثات فيديو مع من تريد، بل إن بعض التطبيقات تتيح عمل مكالمة جماعية، مثلاً تطبيق zoom.

سادسًا: استمتع بالأشياء البسيطة

أعد بناء حياتك، ابنها على المفردات البسيطة التي تمتلكها، ابحث عن المتع الصغيرة، تعلم الامتنان. امتن لأنك ما زلت تستمتع بالطعام وما زال يمكنك المشي والركض والضحك. يقول جون أنتوني:

تذوق المتع الصغيرة في الحياة: طقطقة النار، غروب الشمس، حضن من طفل، تمشية مع أحد الأحبة.

سابعًا: بعض الاقتراحات لقتل الوقت

  • اقرأ كتابًا يساعدك على التفاؤل، كتب التنمية الذاتية مثلاً: “مميز بالأصفر – ابق قويًا – فن اللا مبالاة”، أو كتب التجارب الذاتية، مثل: “إذاعة الأغاني لعمر طاهر – ليالي الحنية لمصطفى شهيب” أو رواية لطيفة مثل: “بوليانا-  بيتربان-  أعجوبة”.
  • شاهد الأفلام والمسلسلات الكوميدية أو ذات الطابع اللطيف مثل: Klaus أو Beauty and the Beast أو Frindes.

أخيرًا يجب أن تحرص دائمًا على صحتك النفسية، لأنها خط دفاعك الأول تجاه كل شيء، إن الضغط النفسي والقلق والاكتئاب لا يقلان خطرًا عن الأوبئة، واعلم دائمًا أن لا شيء يستمر إلى الأبد.

9 نصائح لمواجهة الخوف والقلق من فيروس كورونا

المقالة السابقةتعالي لنصنع كعكة لها رائحة الأمان
المقالة القادمةأكثر تطبيقات غريبة في العالم لم تجربها من قبل
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا