بقلم: رودينا عادل
أن تبقى، آشيا، لاسكالا، أين المفر، الفيروزية، مسافر الكنبة في إيران، سجينة طهران، طعام صلاة حب، شغف، فرط الرمان، جارلند، الخيميائى، آخر أيام الباشا، غربة الياسمين، شواطئ الرحيل، يوميات رحالة، سألقاك هناك، الحياة ليست دائمًا وردية، الأولة باريس، مُر مثل القهوة حلو مثل الشوكولا… كم من المرات قرأنا كتابا ما وتمنينا ألا تنتهى فصوله؟! كم من المرات قرأنا من الروايات والحكايا وتمنينا أن تكون حقيقية أو أن نكون أحد أبطالها؟! كم من رواية نقرؤها وتفصلنا عن الواقع لساعات وربما لأيام؟ كم من الحكايا تجعلنا نعيش أكثر من حياة وكثير من المشاعر وكثير من الأمنيات؟
طعام صلاة حب
هذه ليست مجرد عناوين لكتب قرأتها وأحببتها لكنها حياة وتفاصيل ألهمتني لقراءة الروايات بشكل مختلف عما اعتدت عليه، فكانت رائعة إليزابيث جيلبرت، طعام صلاة حب، هي البداية لأن أقع في حب الرواية.
تلك الرواية العالمية التي ترجمت إلى عدة لغات، كانت بالنسبة إليَّ حدًا فاصلاً للبحث عن الذات. أحببت كثيرًا الطريقة التي اتخذتها الكاتبة للوصول إلى التوازن بين الجسد والنفس والروح، أحببت إيطاليا كثيرًا من خلال وصفها للشوارع والمنازل والمتاحف والمطاعم، أحببت وصفها لروعة الجيلاتو والبيتزا الإيطالية، أحببت وصفها لصخب الشعب الإيطالي وحبهم للمرح، أحببت اللغة الإيطالية كموسيقى يتحدثون بها في كل نواحى الحياة.
الخيميائي
وكما واصلت الكاتبة طريقها للبحث عن الذات وأكملت رحلتها إلى الهند وبالي حتى وجدت كنزها الذي بحثت عنه كثيرًا، فقد أخذنا الكاتب باولو كويلو في روايته الرائعة الأشهر على الإطلاق الخيميائي، للبحث عن كنز من نوع آخر، لندرك في النهاية أن الكنز الحقيقي هو الرحلة ذاتها، وأن السعي نحو تحقيق الحلم كان كنزًا في حد ذاته.
كم من المرات تعلقنا بأبطال الرواية، لدرجة تجعلنا نبكي ونفرح لهم، نكره ونعشق معهم، نجعل من سطور حكاياتهم حياة تتجسد بين أيدينا وتفاصيل تلهمنا، ربما لحالة عشق أو طريق لشغف أو رحلة سفر.
الفيروزية والأولة باريس
في روايتي الفيروزية والأولة باريس، سافرت عبر الصفحات والكلمات مع الرحالة شيرين عادل، إلى باريس عاصمة النور والجمال، كما أبدعت في وصف كل ما مرت به من مغامرات ومفاجآت، بين صحراء الأردن وعشق دمشق وخضرة لبنان.
كم من التفاصيل تظل حية على الورق! تأخذنا لحالة عشق من نوع خاص، وتذهب بنا إلى حيث نتمنى على مر الزمان والمكان، وكأننا انتقلنا عبر آلة زمن، لنعيش حياة أخرى ولو لبرهة من الوقت، نعيش تجربة لم نحظ يومًا بخوضها، نعيش مشاعر لم نختبرها قط، نسافر بعيدًا بين عصر وآخر، نتوه بين أسماء الشوارع والأزقة، نتوه بين جمال المدن ورقيها، حيث حضارة الأندلس وبلاد الشام وسحر الشرق.
مسافر الكنبة في إيران
في مسافر الكنبة في إيران، يأخذك الرحالة الشهير عمرو بدوي في رحلة معه إلى بلاد فارس، إيران وسحرها الخاص حيث أقام بين أهلها في منازلهم وتنقل بين معالمها، وترجم لنا تاريخها، وعبر عن جمال المساجد والعمارة والسواحل والحدائق، وكأنه يصف تحفة فنية ومعمارية في آن واحد.
شغف. شواطئ الرحيل. الحياة ليست دائمًا وردية. آخر أيام الباشا
أحببت كثيرا أسلوب الكاتبة رشا عدلي في شغف، شواطئ الرحيل، الحياة ليست دائمًا وردية، آخر أيام الباشا. ففي كل رواية منها تتنقل بسلاسة بين الماضي والحاضر، بين الشرق والغرب، بين العشق والفراق، بين اليأس والشغف بأسلوب متميز وأكثر من رائع.
إن الجمال في كل رواية نعشقها هو أن كل شخص منا يقرؤها بعين قلبه، يندمج مع كل حرف وكل كلمة وكأنها كتبت له وحده، تترجم ما يشعر به، تذكره بأماكن مر بها وكلمات قيلت له وأقدار عاشها وأقدار لم تكتب له وذكريات يحن لها، وكأنه يستعيد عمرًا بأكمله.
أين المفر. أن تبقى
كم من المشاعر عبرت عنها الرائعة خولة حمدى حين كتبت عن الهجرة والانتماء والوطن في روايتي أين المفر وأن تبقى، فقد جسدت كل المعاني في تلك الروايتين، لدرجة أن نسأل أيهما أفضل، الفرار من وطن نحبه ولا يحتوينا، أم البقاء في وطن يمقتنا ومحاولة الاندماج فيه.
إن الجمال في كل رواية أعشقها هو أنني أكاد أسمع الكلمات من بين طيات الكتب، أكاد أستنبط الرسائل من بين السطور والأحرف، أكاد أتخيل الأماكن والبيوت كما توصف، أتخيل الحدائق والأزهار والألوان، أتخيل رائحة العطر وترنيمة اللحن، أسمع ركض الخيول وزخات المطر، أرى بريق عينين حين تعشق ورجفة اليدين عند السلام.
لا أعرف ما شكل الحياة دون الكتب والروايات، دون القصص والحكايات، لكني أدرك أني مدينة لكل حرف قرأته، جعلني أكون ما أصبحت عليه، مدينة لكل كلمة قرأتها جعلتني أفقه وأعي، مدينة لكل سطر جعلني أرى أن الحياة ليست مقتصرة على شيء محدد، وأن السبيل للسعادة له طرق كثيرة، وأن لكل شيء قدرًا وبقدر. شكرًا لأصحاب الرواية.
مقاله جميله وصياغتها سهله وممتنعه .. ومنها إشتقت لقراءة كل الكتب التى جاءت فيها .. كاتبه متميزه وحساسه ومثقفه .
اتمنى ان أقرأ لها المزيد …