الحياة تستاهل نحارب علشانها

1565

بقلم: مريم ليوان

“أقعد براحتي آه، لكن حبسة جوة ولا خروج ولا شغل ولا فسح ولا لف؟ لا لا”. الحقيقة كلام كتير بينزل كل ربع ساعة ما بين أخبار ومتابعات وشير لـposts كتيرة، وما بين كوميكس وفيديوهات ونصايح وتحذيرات ودعوات وصلوات لمرض أو وباء كورونا. بس فيه ناس ليها عالم تاني خالص برة كل اللي بيجرى ف الحياة من حواليها. متستغربش، أيوة فيه حاجات تانية بتحصل وحصلت وما زالت مستمرة، غير الأزمة الموجودة.

على الأرض ما يستحق الحياة

فيه اللي خايف وقلقان على حد بيحبه مريض أو تعبان.. فيه اللي مستني يعمل عملية هتنقذ حياته.. والست اللي مستنية تعرف ميعاد ولادة ابنها، واللي مستني تدب تاني فيه الحياة بعد ما كان ميت القلب.. واللي مستني نتيجة تحليل يديله من تاني أمل.. واللي نفسه عينه تفتح ويشوف النور.. واللي محتاج يحس بالأمان ولو لمرة واحدة ف حياته.. واللي بيدور على لعبته فين لأن هي دي دنيته.. واللي فقد عزيز عليه وقلبه انطفى من بعد فراقه.. فالحياة مليانة أزمات كوكتيل كتير، وصعب تعرف كل تفاصيله عند كل واحد مننا، أو تحس بوجود أزمته من الأصل.

كورونا مش نهاية العالم

اكتشفت إن المرض خطير، لكن فيه أمور تانية مستترة أخطر وأصعب على صاحبها وأيامها تقيلة، وساعاتها طويلة بتعدي بطلوع الروح. إحنا بس مش عارفين ولا حاسين ولا هنكتشف كل ده، وده صعب.

قريت مرة جملة جميلة:

يُبهرني الإنسان المُراعي لغيره في حديثه، ليس لأن قلبه طيب، فحتى غير المراعي قد يكون طيب القلب لكنه يجرح بجهل، تُبهرني المُراعاة لأنها تدُل على عُمق معرفة، وشعور، وثقافة، ووعي، وتجربة، وأشياء كثيرة تجعل الشخص لا يبدو أجوف من الداخل، وهذا الامتلاء جذاب.

حكمة الله فوق كل شيء

يمكن صعب نعرف حكمة ربنا ف اللي بيحصل إيه؟ هو ليه بيعمل كده؟ طيب مش قادر يمنع عننا الشر والمرض؟! بس ممكن نعرف إن من حكمته نحس ببعض، نراعي بعض، نخلي بالنا من بعض، نخاف على بعض نسأل على بعض، نقف جنب بعض، نشوف بعض ونقعد ونتكلم، نحب بس نحب بجد من غير تزييف ولا مصلحة ولا تمثيل ولا تسلية ولا سد فراغ ولا كلام وبس. بقينا نسمع عن تجربة كل واحد في أيام الحظر إنه عمل حاجات بيحبها جوة البيت، بقى يقعد مع ولاده، اكتشف حاجات في أطفاله مكانش يعرفها. يعني كان لازم وباء عشان نعمل أو نشوف أو نخلي قلوبنا تحس بغيرنا؟!

الحقيقة الفكرة نفسها تستاهل، وإن كانت أزمة شديدة بس تستاهل تكون مع ولادك ويشبعوا منك شوية، تستاهل تكون مع أهلك وتشوف ملامحهم اللي كبرت وعجزت، تستاهل تكون مع مراتك اللي بقالك كتير مش حسيت بتعبها ولا قلتلها تسلم إيدك ع أكلها حتى لو وحش، تستاهل تكوني مع زوجك اللي مش بتلحقي، تشوفيه حتي لو طلباته كتير.

ولأن الحياة طلعت تستاهل تتعاش، حتى وإنت فلوسك قليلة ومش عارف هتتعشوا إيه النهارده، وحتى وإنت جايب كيلو لحمة ومفرحهم بأكلة حلوة، تستاهل ف كل وقت وكل لحظة إن نطلع من الفترة دي وإحنا جوانا حاجات كتير متغيرة.

بمناسبة القعدة اللي جات من غير ما نختارها واللي يمكن تكون هتشوفها وتقراها بعد ما الدنيا تتغير، ويكون الوضع أحلى وأجمل وأهون بوجود كل حبايبك وإنت وسطيهم ومعاهم.

اقرأ أيضًا: خواطر من العزل المنزلي

المقالة السابقةالعلاقات المتفجرة والعزل وكورونا: دليلك لعلاقات صحية
المقالة القادمةأمهات في ليالي الحظر: لا يوجد متسع للضحك ولا البكاء
مساحة حرة لمشاركات القراء

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا