فيلم I still believe وكيف آمن قلبي

2648

بقلم: أماني عادل

شاهدت بالصدفة فيلم I still believe أو لم تكن مجرد صدفة، بل شراكة خفية بين عقلي الواعي واللا واعي للبحث عن إجابات لتساؤلات كثيرة، لم يجد لها يومًا إجابات ترضيه، فجذبني اسم الفيلم “I still believe” لعلي أجد معنى يريح عقلي كثير التفكير، وقلبي كثير الاضطراب والقلق.

يتحدث الفيلم عن الإيمان

الإيمان هو أكثر شيء أحتاج لوجوده في حياتي الآن. تقول لي نفسي إن الله لا يهمه أمري، وإنه حتى لا يسمعني، لدرجة أني كنت في الدعاء وقبل أن أقول مسألتي أرفع صوتي أكثر من المعتاد، لأنادي الله بصوت عالٍ، لعله يلتفت إليَّ وكأنه لا يعبأ لأمري.. حشاه عن ذلك!

كنت أظن أيضًا أن حزني أراده الله، ويجب أن أرضى به. هكذا لأنه هو الرب الذي يكتب الأقدار وأنا العبد الذي تتنزل عليه الأقدار. كنت أحزن كثيرًا منه، وحتى كنت أعتب عليه! أعتب عليه وأنا الضعيف وهو القوي، وأنا الفقير وهو الغني، وأنا الخطاء والكمال له وحده.

كانت تأتيني حالات يأس من رحمة الله، كالتي جاءت لبطل الفيلم بعدما دعا الله كثيرًا لشفاء حبيبته من السرطان، ولكنها برغم شفائها منه مرات عدة ماتت في النهاية. ماتت بعد كل هذه الدعوات والرجاءات وبعد كل هذا الإيمان وهذه المعجزات.. ماتت في النهاية.

فقد إيمانه، لكنها لم تفقده يومًا، كانت النور الذي يهتدي به في أيامهما الصعبة، حتى بعد موتها وبعد أن أوشك على فقد إيمانه، وجد رسالة منها لتنتشله من يأسه وقنوطه، تخبره أن المعجزات ليست فقط في ما نراه خيرًا لنا، وأن مرضها كان معجزه في حد ذاته، فقد عجَّل زواجه منها، وعاشت أجمل أيام حياتها معه، وأنها شفيت تمامًا قبل موتها بدقائق ولم تعد تشعر بأي ألم، وأنها لو غيرت حياة شخص واحد فقط للأفضل لكان لكل هذا الألم معنى، وأن مرضها حكمة وموتها قدر جميل، كانفجار نجمة في السماء، لترسم لوحة جميلة من صنع الخالق.

كانت تصف الإيمان بأنه دافئ، كأنه بطانية في شتاء بارد، تدفئ روحها وتمنحها السلام، وهكذا عاد الإيمان بعدها من جديد في قلبه وألَّف أغنيته الشهيرة عنوان الفيلم I still believe.

ما حدث لبطل القصة، ذكرني بنفسي التي قلَّ إيمانها أيامًا ولا يزال يزيد وينقص، ولكنه أيضًا ذكرني بضرورة الإيمان، حتى لو لم نكن نرى ما نظنه خيرًا لنا.

Istill believe even when I don’t see

فنحن أحيانًا لا نعرف الحكمة فيما تجري به مقاديرها، ولكننا نعرف الحكيم الرحيم. فلتهدأ نفوسنا ويستقر إيماننا ونسلم بأقدارنا، بنفوس راضية متيقنة أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير.

اقرأ أيضًا: الإيمان منزل متعدد الغرف

المقالة السابقةمسلسل فرصة تانية: نماذج من الأنانية الإيجابية والسلبية
المقالة القادمةرحلتي مع كورونا: ما دار برأسي ٤٥ يومًا في الحجر الصحي
مساحة حرة لمشاركات القراء

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا