بعد ما منظمة الصحة العالمية أعلنت اعتبار فيروس كورونا وباء عالمي، وعليه تم تعليق الدراسة في مصر لمدة أسبوعين، خلى الأطفال كلهم يعرفوا إن فيه حاجة غريبة بتحصل، وبعد ما كان الكلام خاص بالكبار بدؤوا يحسوا إن فيه حاجة غير عادية بدأت تأثر على حياتهم وبدؤوا يسألوا إيه اللي بيحصل.. فهل صح نقولهم؟ طب إزاي نعرف الأطفال على كورونا ؟
التمهيد للطفل
الصح إن الأطفال لما يسألوا عن أي حاجة يلاقوا إجابة صحيحة ووافية تناسب عمرهم، والأصح إنك تعرفيهم وتشاركيهم معلومات عن أي حدث وتبدئي تمهدي للحدث ده من قبل ما يحصل، كل ما كان ده ممكن. بمعنى لو حدث متوقع حدوثه بنسبة كبيرة الأفضل إنك تمهدي له.
الإجابة عن سؤال: إيه اللي بيحصل؟ أو إحنا ليه مش بنروح المدرسة/ الحضانة/ النادي؟ هتتوقف على عمر الطفل ومدى استيعابه،
أعتقد من عمر 3 سنين ونص أو أربع سنين (تقدير العمر نسبي ويختلف من طفل لآخر حسب قدرته على الاستيعاب)، ممكن نبدأ نتكلم مع الطفل خصوصًا لو كان بيروح حضانة أو مدرسة وأخد أجازة. نبدأ مثلاً نقوله إن فيه كائنات صغيرة جدًا مش بنقدر نشوفها بالعين ممكن تسبب أمراض كتير. ونحكي إن اليومين دول فيه كائن نشط بيسبب أمراض، عشان كده أخدنا إجازة عشان منعديش بعض، وكمان فيه إجراءات وقائية لازم نعملها عشان نحمي نفسنا. الحكى والتعريف بالفيروس بيكون أسهل كل ما كان عمر الطفل أكبر.
الإجراءات الوقائية
الكلام المتداول حتى الآن بيقول إن الطفل ممكن يكون حامل للفيروس وينقله من شخص لشخص، وإنه حتى الآن لا توجد حالات وفاة أو حجر صحي لأي طفل. يبقى لازم نفهم الطفل ده ونأكد عليه إن ممنوع البوس والأحضان حتى لو شخص كبير حاول معاه، ودي فرصة نأكد فيها على الطفل إن ممنوع حد يقرب له إلا بموافقته، وإنه حر حرية كاملة عن جسمه.
الإجراءات الوقائية النفسية
خلاص حكينا عن الفيروس ووضحنا طرق انتشاره، وكمان عرفنا الأطفال طرق الحماية منه، وإزاي نحافظ على نظافتنا الشخصية، بس غالبًا الأطفال سمعوا عن إن فيه وفيات بسبب الفيروس، وغالبًا ده سبب مخاوف ليهم، خصوصًا لو فيه في المحيط سواء البلد أو الشارع أو حد من المعارف/ الأصحاب/ الأقارب مصاب أو توفي فعليًا. نعمل إيه عشان نخفف الأثر النفسى السيئ على الطفل؟
دي بعض الإجراءات والخطوات للحد من التأثير النفسي السيئ للأحداث على الأطفال:
1. الطفل من أسرة بها مصاب
بلاش نكذب على الطفل أبدًا. يعنى لو حد مصاب وهيتنقل للحجر الصحي مينفعش نقوله إنه مسافر مثلاً، لكن نفهمه إنه اتنقل عشان يتعالج ويحافظ كمان على صحتنا، ونعرفه إن الالتزام في البيت وعدم الخروج في الشارع وعدم البقاء في التجمعات هو طريق الحماية، عشان كده هو مضطر إنه يبعد عننا.
2. الطفل من أسرة بها متوفى
الكلام عن الموت من أصعب الحاجات اللي الأم ممكن تتكلم فيها مع أطفالها. حاولى تساعدي الطفل إنه يسمي مشاعره، سواء كانت خوف أو قلق أو أي حاجة تانية. بلاش تدخلي معاه في تفاصيل عن الموت، بمعنى إنك تخلي الكلام عن الموت محدد، مثلاً: “فلان اتنقل لحياة تانية، وهيبعد ومش هنقدر نشوفه تاني قريب، بس هو أكيد مرتاح ومبسوط هناك”. كمان إن احتمالية موت الأطفال منعدمة تقريبًا، وخليه يشوفك وإنتي ملتزمة بقواعد الوقاية عشان يتطمن ويقدر خوفك واهتمامك إنك تحافظي على صحتك عشان تفضلي معاه.
3. الأطفال من أسر ليس بها مصاب أو متوفى
قواعد السلامة العامة والالتزام بالإجراءات الوقائية وعدم نقل حالة التوتر والخوف اللي عندنا كأولياء أمور مهم جدًا.
أفكار لقضاء وقت ممتع ومفيد
خلاص العيال قاعدين من الحضانات والمدارس وكمان مفيش زيارات ولا نوادي، وده معناه دوام كامل للأم، فإزاي تقضي الوقت لحد ما الأزمة دي تعدي. دي شوية أفكار لأنشطة ممكن تقومي بيها مع طفلك.
1. الأيام دي فيه تقلبات كتير في الجو
الأنشطة: نرسم شمس- نزود المفردات اللغوية الخاصة بكل فصل- الحكي عن فصول السنة وطرق التفريق بينها ووصف المناخ في كل فصل- التلوين- مشاهدة أفلام كرتون أو وثاىقية.
2. القعاد في البيت معناه أكل كتير
دي فرصة إنك تبعديهم عن الأكل من برة، وممكن تستغلي فرصة وتعملوا أنشطة أثناء تحضير الأكل أو السناكس. ممكن كمان مشاركة الأطفال للأم في صنع الأكل زي الكيك مثلاً هيقوى حصيلتهم اللغوية “دقيق، نقلب، سخن، كوباية…”.
3. رمضان على الأبواب
اعملي فانوس رمضان. اليوتيوب مليان فيديوهات بتشرح بطريقة بسيطة جدًا طرق فوانيس كتيرة، من أول فانوس البرتقال لحد الفانوس الخشب بأحجامه. اعملي معاهم وحاولي تعرفي أصل كل فانوس والحدوتة من وراه واحكيلهم.
4. أدوات التعقيم والمطهرات المنزلية
مساعدة الأطفال في صنع المطهرات لو عمرهم يسمح – تقسيم مسؤولية تعقيم البيت وتنظيفه عليهم.
5. السماح ببعض الاستثناءات زي مثلاً السماح بوقت أطول للشاشة
وأخيرًا، حاولي متنقليش للطفل إحساس الرعب والتوتر والقلق، لأن بجانب الأثر النفسي فالإحساس بالخوف المفرط بيأثر على المناعة للكبار والأطفال.
اقرأ أيضًا: هل يعاقبنا الله: أسئلة طفولية في زمن الكورونا