2018 عامي الذي لن يتكرر

408

 

بقلم/ دينا خالد

 

واحدة من أمنياتي الحالمة إني أعمل جدار في شقتي أسميه “جدار الذكريات”، يكون في أوضة مفيهاش أي حاجة غير سجادة ملونة صنع يدوي وأوراق كتير وأقلام.. أدخلها لما أحب أفضفض شوية على الورق وأكتب ذكرى حلوة أو وحشة حصلتلي، وأكتب التاريخ اللي اتكتبت فيه، وبعدين أعلق الورقة على الجدار.

 

حاجة كده شبه اللي الناس بتعملها بالصور، بس أنا هعملها بالكتابة. ولأني بكتب دايمًا في النوتة بتاعتي، والسنة دي حصل معايا حاجات محصلتش قبل كده طول حياتي، ومش هتحصل تاني بكل تفاصيلها، فلو اخترت شوية ورق منها أحطه على الجدار ده هختار الورق ده:

 

1) آخر يوم في بيت بابا “مايو 2018”

خلاص بكرة هصحى في مكان غير اللي متعودة عليه من 28 سنة.. هصحى على لون جدران أنا اللي اختارته وشقة اتعملت كل تفصيلة فيها على ذوقي، بس جوايا خوف وقلق وحتة وجع إني هسيب بيت عارف عني حاجات كتير، ورايحة لبيت تاني معرفش مخبيلي إيه.. أتمنى يكون ليَّ رزق في السما مستني أوصل لبيتي التاني عشان ييجي.

 

2) الكتابة في نون “ديسمبر 2018”

اتنشر ليَّ لحد دلوقتي 4 مقالات في “نون”.. لسة حاسة لحد دلوقتي دقات قلبي وأنا ببعت أول مقالة، ومش ناسية الوقت اللي قضيته بعلم نفسي أعمل ملف وورد، وفاكرة كويس لما دموعي نزلت لما “باسنت” قالتلي “المقال حلو قوي”، ولما ردت على المقال التاني “دينا.. أنا بستمتع بكتاباتك”. اللحظة دي مش هتتنسي بكل تفاصيلها، أصل إحساس إن حد مصدق فيك وفي موهبتك إحساس عظيم.. شكرًا “باسنت”.

 

3) أيام الوجع “مارس2018”

في أول شهرين في السنة عشت نفس الوجع مع اتنين مختلفين من أصحابي. رواسب الوجع ده سابت جوايا علامة كبيرة مكتوب فيها إننا كبرنا والأوجاع اللي كنت بحسبها على الكبار جالنا الدور إننا نعيشها ونواجهها ونتعامل معاها كمان.

 

4) يوم كتب الكتاب “إبريل 2018”

بعكس كتير من الناس اللي بتقول إن يوم الفرح هو ليلة العمر وأسعد يوم ممكن يمر على الشخص، بحس إن يوم كتب الكتاب أهم. اللحظة اللي بيقرر فيها اتنين إنهم يتحولوا من مجرد اتنين حبيبة لاتنين بينهم ميثاق غليظ زي ما ربنا سماه.. اللحظة الملهمة اللي بتخلينا بالرغم من كل مخاوفنا من الارتباط ومشاكله نقرر إن اللي قدامنا يستاهل نخوض التجربة عشانه.

 

5) الكلمات المضيئة “نوفمبر 2018”

“متبطليش كتابة” أو “كالعادة مبدعة”… الكلمات دي هي اللي بتدي لحياتي تمن وبتثبتلي إن اللي بعمله له قيمة، حتى لو من وجهة نظر شخص واحد.

 

6) لقطات سريعة مش هنساها “ديسمبر 2018”

أول مرة أشترى خضار، المطعم اللي اتغدينا فيه يوم ما اشترينا العفش، النوتة اللي كتبت فيها كل وصفات الأكل وموجودة دايمًا في المطبخ، البنت الرخمة بتاعة الكوافير يوم فرحي، أول بنطلون حمل، المحلات اللي اشتريت منها أجهزة جوازي والمحلات بتاعة لبس الأطفال.

 

فعلاً السنة دي من السنين اللي مش هتتكرر.. ويا رب اللي جاي أحلى.

 

لو هعمل جدار الذكريات هكتب عليه الأحداث دي

 

المقالة السابقةأوائل الحاجات
المقالة القادمةلأننا لا ننسى أبدًا
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا