محمد محيي الدين
يبدو الأمر بالنسبالي مزعج جدًا، ومقلق، وغير إنساني بالمرة.
واحد بيحب نادي وقاعد بيتفرج على ماتش له، منفصل عن العالم تمامًا.. لا يهمه والدته بتقوله إيه عن الجمعية اللي اتأخرت ولا والده اللي اشتكاله جاره من معاكسة ابنه لبنته عيني عينك في الشارع، (لا بد من المعاكسة المحترمة الخلوقة، اللي مش في الشارع.. واضح طبعًا).
شخص خارج إطار الزمن.. منفعل بكل حواسه مع المباراة والحكم اللي أكيد هيظلم فريقه (زملكاوي بقى).
كراجل جوة إطار الزمن، أو مش مهتم بالكورة وسنينها ووجع الدماغ ده، والناس اللي بتضيع ساعة ونص من وقتها عشان شوية لاعيبة بتتفق مع بعضها قبل الماتش مين هيفوز ومين هيشيل الليلة، وبعد الماتش بيخرجوا يسهروا ويرقصوا ويهزروا مع بعض “لو إنت سمعت الجملتين اللي فاتوا دول قبل كده.. تبقى نانسي عجرم غنتلك أغنيه إنت مصري مخصوص.. جاوب وقولها مصري وابن مصري وكل بيت مصري الله عليه”.
طيب.. أو حسنًا.
الجزئية اللي فوق دي مقدمة أو فرشة جبارة لهدف المقال أو لب الموضوع زي ما بيقولوا.
ناس مش بتحب الكورة وشايفينها تضييع وقت.. وفي نفس الوقت بيحتقروا فيك إنك بتضيع وقتك في الهبل ده.. بس.
ناس متسقة جدًا مع أقوالها، شايفينك بتضيع وقت وفي نفس الوقت مش هيضيعوا وقتهم في إقناعك بالموضوع ده.. مجرد رأي وخلاص.
ده نوع.
النوع التاني من البشرية واللي غالبيتهم بنات.
عندهم نفس التعليق ونفس المنطق.. بس معندهمش مانع من الفرجة والقعدة معاك طول الماتش.
“الواقع مرير” دي جملة أكليشية خالص خالص خالص في الوضع ده.. صدقني الواقع مفشوخ فشخ من أفكارك عن البنت اللي بتسليك وقت الماتش، أو اللي عاوزة تتفرج معاك على الماتش بخلفيتها الكروية اللي تحت الصفر بمراحل.
إنت متعرفش إن البنت دي عندها محاولة إنها ترضيك!
إنت عندك مانع في إجابة أسئلة عمرها ما جت في بالك؟
إنت تعرف يعني إيه تتفشخ ضحك من مجرد استفسار وفلسفي جدًا؟
طيب خد عندك:
مرة من مرات أبو تريكة الكتيرة اللي جاب فيهم جون في الزمالك.. الحظ خدمه ومدافعين الزمالك اتلخبطوا وراحتله الكورة انفراد.. طلع عبد المنصف اتهوش من تريكة.. وحطها في الشبكة.
الحظ خدم تريكة ومخدمنيش في الإجابة عن السؤال ده:
هو ليه عبد المنصف طلع من شبكته؟ إيه التخلف ده؟ ما كان يقف في الجون ويصدها!
إحداهن مستفسرة.
- يا بنتي ما هو انفرد بيه.
- بس عبمنصف ده متخلف عشان طلع من جونه.
- طيب كان يعمل إيه؟!
- يقف يا عم في الجون.. ما هو طلع أهو ودخلت برضو جون!
يا بنت اللذين يا عبقرية.. تصدقي حاجة مجتش في بالي خالص.. أنا اللي بتابع كورة من ييجي 20 سنة.. مجاش في بالي خالص السؤال ده.
هيحصل إيه لو الجون مطلعش على الفرود المنفرد؟ بجد هيحصل إيه؟!
في نفس الكنبة وفي نفس المكان (الكافيه عنده كنب) بعدها بأسبوع.. مباراة تانية وفتاة أخرى مصرّة إنها تتفرج على ماتش عشانك.
هو يعني إيه آوت؟
ليه يعني آوت؟ طب ليه مش بتتلعب بالرجل؟
اللي اخترع الكورة.. اخترع ليه الآوت يتلعب يدًا؟
نفس المكان ونفس الكنبة ونفس الكافيه.. ونفس البنت. بس معاها أختها المرة دي.
ومسلسل جديد من الأسئلة اللي ممكن تتعمل اسكتش فظيع، أو أجمد استاند آب كوميديان يعملها في العالم، ويجيب أعظم سوكسيه في التاريخ.
همّ ليه مش بسيبوا لبعض الكورة والموضوع ينتهي؟!
طيب، هو الحكم ده عجوز كده ليه؟!
وإيه القرف ده! الواد اللاعب ده تف كده ليه في الملعب!
وليه ميعملوش حكم رابع وخامس؟ (بالمناسبة.. الفيفا سمع لإحداهن وابتدا ينفذ فعلًا النصيحة الجبارة دي)؛ شابوه لهن.
ليه النجيلة عندنا صفرا وعندهم برة خضرا أوي؟
ليه وليه وليه وليه وليه…
الأسى يأتي دائمًا من فشلك في الإجابة على الأسئلة بينك وبين نفسك على الأقل.
