لقاء واعتذار وأشياء أخرى

1210

 

بقلم/ آية إبراهيم

 

في لقائنا الأول أحضرت لها باقة ورد وبطاقة، كتبتُ عليها كلمات تشبه الاعتذار، لم تفهم هي عن ماذا أعتذر، بينما لم يحدث شيء يستدعي ذلك ونحن في أول لقاء.
لم أعرف كيف أخبرها أنني بالفعل أود أن أعتذر عن مجيء متأخر بعض الوقت، ليس على موعدنا هذا لكن على قلبها، أعتذر عن جرح لم أتسبب فيه وعن كل ذكرى سيئة مرت بها.

قُلت لها: أعدك أنني لن آخذك إلى أي مكان يحمل ذكرى ثقيلة على قلبك، ولن نمر من أمامه حتى، ولن نسمع أيًّا من الأغاني التي تذكرك بشيء لا ترغبين في تذكره. سأهديكِ أشياء جديدة تشبهني أنا وتمحو أثر أي سوء مَسَّ قلبك من قبل، لو أنني جئت قبلهم لما جعلت قلبك يعرف الحزن، لكنني أشعر أن هذا أفضل، ربما أن هناك حكمة في أن ألتقيكِ بقلب هش وبقايا ثقة في الناس لم تمنحيها مرة ثانية لأي شخص، وقد منحتِني إياها. يبدو أن عليَّ أن أدرك جيدًا معنى أن تمنحيني شيئًا غاليًا كثقتك في، أعتبرها مسؤولية كبيرة لكن لا تقلقي؛ أضع ذلك في الاعتبار قبل أي شيء.

أما عني فأنا مثلك يا حبيبتي، جُرحت من قبل، وأعرف معنى أن يخذلك من لا تتوقعينه أن يفعل، لا بأس نحن الآن بجانب بعض، أستطيع أن أسند رأسي المُثقل على كتفك، سيتلاشى همِّي حتمًا، أستطيع أن أهتم بتفاصيلك الصغيرة وآخذها على محمل الجد، وأن أفهم معنى أن تبكي لأن فردة جوربك المفضل ضاعت. لا تحزني سنشتري غيره من مكان تختارينه بنفسك.

هل أخبرتك أنني أعتذر لنفسي على كل من مروا قبلك، وأن حياة جديدة بدأت بالفعل منذ تلك اللحظة التي رأيتك فيها للمرة الأولى؟ صحيح أخذني الكلام ونسيت أن أعتذر إليكِ عن سوء الفهم الذي بدأت به معرفتنا، وأنني جعلتك تغضبين حينها بسبب سخافتي عليكِ.

لا.. لا.. لن أعتذر على الأخيرة تلك، كان شكلك يومها جميلاً وأنتِ غاضبة، بينما أضحك أنا ولم أكن أعرف أنني سأقع في حبك في اللحظة نفسها. أوشكتِ حينها على البكاء، بينما لم يستدعِ الأمر ذلك، فرأيت أمامي طفلة، تملكتني رغبة في أن أحتويها. على كل حال كان لا بد أن تكون أول مصادفة بيننا مميزة فلا ننساها.

انتبهي أيضًا لأنني سأجعلكِ تغضبين كثيرًا، لأنك تبدين رائعة في غضبك لو تعلمين، ولكني لن أدع الأمر يستمر سوى دقائق، سأصالحك كي تعود ابتسامتك من جديد وتنير قلبي كما تفعلين بي الآن.

تخافين البدايات أعرف. اطمئني، لن أحاول أن أزينها لكِ باهتمام كبير، ولن ألاحقك بطريقة تجعلك تتعلقين بي، سيروق لي أن تحبيني في الغياب أكثر، ستجديني شاردًا كثيرًا، ولا أخفي عليك سرًا، لن تكوني سبب شرودي في كل مرة، حتمًا سأتذكر أي شيء يأخذني منك قليلاً، لكن لا تقلقي، عيناكِ ستُعيدني سريعًا، سأتخطى كل شيء ببريقهمل.

وأخيرًا بعد أن أخبرتك ما عندي.. أنا هنا بكل ما أملك من حب وضعف وقوة وكبرياء، بكل ما بي من نضج وطفولة، بكل تناقضاتي التي أنا عليها، تمامًا مثلك يا حبيبتي.
لا أعتذر على أي شيء، نحن هنا معًا بأصدق ما تبقى لنا من شعور، وهذا يكفيني.

 

تخافين البدايات أعرف

 

المقالة السابقةالشوار كما يجب أن يكون
المقالة القادمةاعرف من أنت في مثلث الضحية والجلاد والمنقذ
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا