بقلم/ مريم ليوان
أوقات كتيرة بستغرب إزاي عضو صغير في جسمنا لا يتعدى حجمه 250 جرام، داخل في وسط عمليات جسدية في منتهى التعقيد، وبالرغم من حجمه الصغير اللي قد كف اليد، لكنه بيتحمل كل لحظة في كل يوم بتمر علينا.
بيتحمل الصدمة اللي بتيجي من غير حساب.. المفاجأة الصعبة.. الألم اللي ملهوش علاج.. الحب وأنينه.. المرض وتعبه.. الغربة.. كلام الناس اللي زي السيف ونظراتهم.. شقا الأيام.. ومعنى الفقدان لكل عزيز وغالي عليك.. الوحدة رغم إن كل الناس حواليك.. القسا اللي بيشوفه من قلوب تانية.. بيتحمل الظلم والحرمان.. وكتمان أوجاعك.. بيتحمل السجن جوة جدران إحساسك وأسرارك.
ووسط كل ده لسة فيه نبض.. لسة قادر كل ثانية يقوم بوظيفته، لسة قادر يوصلك إنه لسة فيه حياة.. بيديك كل دقيقة لحظة جديدة بنفس جديد.
برغم كل الأحداث اللي عاشها معاك.. برغم كل مرة كنت بتحس إن خلاص وقف.. برغم كل اللخبطة والخبطات اللي أخدها وياك.. بيقاوم.
بيقاوم رغم ضعفك واستسلامك ويأسك، رغم أوقات رفضك ونسيانك له، بيقاوم رغم رفضك لوجوده وقطع أنفاسه في وقت ولحظة ضعف منك، رغم مُر الحياة والأيام بيعلنك في كل ثانية “أنا لسة موجود”.
قلبك لو قوي إلا إن جداره ضعيف. في الوقت ده بيكون زي الجيش اللي محتاج معدات وأسلحة عشان يقدر يهاجم وينتصر في رحلة الحياة. كتير من وقف على شط الحياة وانتظر إن تهديه الحياة لحظة واحدة بس، ياخدها ويعمل حاجة واحدة من اللي بيحلم بيه. ولكن الهدية دي تمنها أكبر من كل هدايا الكون.
غريب هو قانون الحياة، دي ناس جواها متمسكة بكل لحظة، متمسكة زي الرضيع اللي رفض يتقطع الحبل السري اللي بينه وبين أمه.. وناس نفسها تهرب منها رغم تمسك الحياة بيهم، وفيها اللي معتبرها زي المية لا لون ولا طعم، بس عايشها فقط لاستمرار الحياة ليس إلا، وفيها اللي عشقها لحد الجنون ميقدرش يسيبها، مش لهدف، إنما عشان اللي بيحبهم موجودين حواليه.
والأغرب من كل ده هو الخط الضعيف اللي طالع ونازل على شاشة صغيرة، يعلن إن مستمر فيه نبضات وقادر يدي حياة لأجسادنا.
والأصعب هو ظهور خط النهاية، ليرتاح أخيرًا من كل هم وشقا شافه معاك.. وفي وقت راحته بيتعذب كل من حبك وحبه وحب كل حاجة جواك، من عطف وحنية وأمان ودفء وراحة وعزاء.
بيقاوم رغم ضعفك واستسلامك ويأسك