بقلم/ سمر إسماعيل
يوجد مثل شعبي شهير يقول “خدي اللي يحبك ومتخديش اللي إنتي بتحبيه”. وطوال سنوات حياتي كنت أرى أن هذا المثل خاطئ تمامًا، فسعادة المرأة الحقيقية في أن تحب وتعشق، فالمرأة العاشقة امرأة ساحرة جذابة سعيدة.
عندما كنت بسن المراهقة سألت إحدى صديقاتي المقربات “أيهما أجمل.. تحبي ولا تتحبي؟”، فأجابتني بنفس إجابتي حينها، أن أحب.. ومرت السنين وغيرتنا التجارب، وأصبحنا أكثر نضجًا وفهمًا للحياة والرجال. فالرجل في مجتمعنا الشرقي -عزيزتي المرأة- لا يجيد فن الحب، لا يؤمن بالرومانسية ولا يعرف التضحية إلا اسمًا يؤمن جدًا أن امرأة واحدة لا تكفي. يعشق التعدد.
أما المرأة -ودون تحيز لجنسي- خلقت لتحب. تعرف تمامًا معنى التضحية، فهي دائمة التضحية لأجل من تحب، دائمة العطاء، حتى وإن لم تحب بقدر كبير أو بعمق، تظل تعطي تظل تهتم وتخاف وتعطف، فتلك هي طبيعتها الإنسانية، عطاء غير مشروط. أما الرجل فلا يعرف العطاء إلا إذا أحب، فعطاؤه دائمًا مشروط. يهتم ويبرر ويتفهم ويتحمل فقط عندما يحب.
في مجتمعنا نلاحظ أن في معظم المشكلات العاطفية أو الزوجية، المرأة هي التي تسعى دائمًا للحل، هي من تُضحِّي، هي من تتألم، إلا إذا كان الرجل أكثر حبًا لها، فهنا تتغير كل المقاييس، هنا أصبح الحب هو الميزان الحقيقي للعلاقة، هنا يظهر المعنى الحقيقي لمقولة “خدي اللي يحبك”، هنا فقط أدركت أن سعادة المرأة الحقيقية هي أن تشعر بأنها محبوبة مرغوبة عالية غالية مطمئنة، فشعور المرأة بالأمان مع شريك حياتها هو أهم احتياجاتها وأولى أولوياتها.. عندها تصبح المرأة أكثر جمالاً وإشراقًا وإقبالاً على الحياة.
أدركت كل هذا عندما نظرت حولي وقارنت بين تلك المرأة المحبة والمرأة المحبوبة، وعاودت سؤال صديقتي مرة أخرى بعد مرور السنين، وبعد زواجها، وأنا هذه المرة أرى أن سعادة المرأة الحقيقية هي أن تكون محبوبة، وكانت المفاجأة أنها للمرة الثانية تجاوبني بنفس إجابتي “الأجمل للمرأة إنها تتحب”، فقلت لها لم يكن هذا رأيك سابقًا! فأجابتني “كما أنه لم يكن رأيك”. فقلت لها “نعم.. فالأشياء لا تبقى دائمًا على حالتها، فمع مرور السنين والتجارب أدركت أن القلب أيضًا يحتاج إلى أن يرتاح، إلى أن يهدأ، ومع الرجل الشرقي لا يهدأ قلب المرأة ولا يستريح إلا عندما يكون الرجل هو الأكثر حبًا لها”.
فنصيحتي لكِ عزيزتي.. تزوجي من يحبك، لأن الحب يأتي بالحب، من يحبك سيرى أن امرأة واحدة تكفي، وأن عمرًا واحدًا لإسعادك لا يكفي.
ومتخديش اللي تحبيه