النجاح في الولا حاجة

1622

 

بقلم/ صفاء أحمد

 

هل أنت ممن يعتبر أن النجاح أمر ضروري لوجودك في الحياة؟ إذا كنت كذلك أعتقد أن السطور التالية لك، فقبل بداية العام الجديد ومراجعة النفس ومحاسبتها عما تم وما لم يتحقق بعد، وقبل سيل الأمنيات على مواقع التواصل الاجتماعي بانتهاء ما تبقى من العام على الخير (ودخول السنة الجديدة برجليها اليمين)، قد تكون المشاعر التي اختبرتها هذا العام دليلاً لك قبل إعداد قائمتك الخاصة بالعام الجديد.

 

الخوف

جعلني الخوف أضع كثيرًا من الأسماء غير حقيقية، فقط لتكون حماية لي من جلدي لذاتي.. الخوف من التجربة تحت مسمى “لازم نفكر كويس”. الخوف من الانغماس في العلاقات بجميع أنواعها “أصل مبحبش وجع الدماغ”، وغيرها من الأسماء.. “الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة” كلمات الأديب الراحل نجيب محفوظ، أصبحت تتردد في عقلي كلما وجدت نفسي أمام مفترق طرق، طريق مليء بالراحة التي أعددتها، وآخر يبدو مظلمًا في أوله لكنه يعدني بالنور فقط إذا تمسكت ببعض الشجاعة.

 

اليقين

أدركت أن اليقين من أقوى الأسلحة التي مدَّنا بها الخالق، وأنه لن يخرج شيء إلى النور ويكتمل في صورته المادية قبل أن يولد بداخلنا أولاً. وتلك الأقدار التي لا سلطة لنا عليها تحدث لحكمة وسبب، موت عزيز علينا، أو فشلنا في علاقة ما، أو تأخر زواج أو إنجاب، أو فصل من عمل، أو الابتلاء بمرض لا قدر الله.. كلها ابتلاءت تحدث لتصيبنا بالحيرة إلى أن تظهر البدايات السعيدة من جديد لتخبرنا أن الحكمة الربانية تظهر فقط مع كل بداية جديدة.

 

التقبل

حاربت وما زلت أحارب “الإيجو”، أبحث عنه كثيرًا في كلماتي وإحساسي تجاه نفسي وتجاه الآخرين، أجاهده وأنا أُجرِّد نفسي من فكرة الحكم على الغير، مهما كان ما يفعلونه غير مُبَرر بالنسبة لي، أصبحت أرى أن وراء كل فعل سببًا يغلب صاحبه، بل أقول وأشعر “كل واحد حر!”، فقد أصبحت أكثر استمتاعًا بصحبة نفسي عندما تقبلتها في كل مراحلها النفسية المتخبطة، فعندما تكون حزينة أو ضعيفة أربت على كتفيها وأطمنها بأنها سوف تعود للسير بقوة وثقة من جديد، وعندما تكون سعيدة أخبرها بأني فخورة بها، حتى وإن كانت إنجازاتنا لم تصل إلى ذروة ما نريد بعد.

 

تقبلت كل فشلي وأصبحت ممتنة له، فدونه لم أكن أتعلم ولا أضع قواعدي الخاصة بهذه الاحترافية داخل عقلي.. بدون الفشل لن نتذوق طعم النجاح.

 

الحرية

احتجت الكثير من الوقت والجهد النفسي لأحدد قواعدي الخاصة باختيار من يستحق البقاء داخل دائرتي الصغيرةمنطقة راحتي” كما أحب أن أسميها، هذه المنطقة التي أجد فيها حريتي وأنا أعبر عن نفسي ومشاعري وأفكاري، أصبحت أكثر دقة في وضع تلك القواعد الخاصة بي، دون الشعور بالذنب بأن أترك ورائي كل ما هو غير مشبع بالنسبة لي، سواء كانت علاقة حب أو صداقة أو تخلٍّ عن هدف أكثر إثارة يجعلني أكتشف قوتي الحقيقية التي يطمثها الروتين بلا شفقة.

 

الحب

رحلتنا في هذه الحياة تحتاج إلى علاقات حقيقة أكثر دفئًا وقيمة، حتى وإن كانت قليلة، ومن حسن حظك أن تجد من يحبك كما أنت بكل عيوبك ونواقصك البشرية، فالحب الصادق هو ما يجعلنا في أحسن حالاتنا، حتى وإن كنا ليس كذلك دون التعطش لمعادلة الأخذ مقابل العطاء، فالحب والشغف سر من أسرار الاستمتاع بالحياة والتمسك بها.

 

هل تعتبر القائمة السابقة لا تندرج تحت بند النجاح في الحياة؟ أنا كنت مثلك تمامًا، إلى أن أيقنت أن إصلاح العالم بداخلك أولاً هو البداية لحياة أكثر إشباعًا من مجرد إنجاز عابر على أرض الواقع، وأن نجاحي هذا العام في قائمة الـ”ولا حاجة” قد يكون هو النجاح الحقيقي “لكل حاجة”.

 

مشاعر قد تكون دليلاً لك لإعداد قائمتك الخاصة بالعام الجديد

 

المقالة السابقةالمرات الأولى لا تنتهي
المقالة القادمةبيت مفتاحه معي وحدي
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا