احتياجاتنا النفسية

618

 

بقلم/ رحاب الديب

 

أكتر معاناة البشر ليها علاقة باحتياجاتنا النفسية غير المُسددة، زي القبول والاهتمام والتشجيع والمساندة والحب والأمان، والاحتياجات التي تُحرم منها في الطفولة وتكتمها تجد طريقها في شكل سلوكيات واضطرابات عديدة في المستقبل، وتكمُن الخطورة في إخفائها والتظاهر بأننا على ما يرام، وإذا أظهرنا أو اعترفنا بها قد يعرضنا للإحباط والانهيار، وربما الاستغلال من أُناس آخرين.

 

وجزء من المشكلة يكمُن في كلمة احتياج، لأننا بنربي أبناءنا على إن الاحتياج ضعف، ومن ثَمَّ نتظاهر بالقوة وإننا كاملين نفسيًا، مع العلم إن أي احتياج يمكن تدارجه واجتيازه من خلال إدراكنا له ووعينا بحاجتنا إليه دون إنكار.

 

فالأطفال يجدون طريقهم للتعبير عن احتياجاتهم بكل سهولة، ولكن صعب التحكم فيها. والبعض الآخر ظل يتعامل مع احتياجاته كالطفل دون وعي حقيقي، فتراهم وكأنهم توقفوا نفسيًا عند مرحلة عمرية معينة برغم تقدمهم الزمني.

 

وتدخل الناس علاقات متعددة لجوعهم للإعجاب والتقدير، وليس للعلاقة نفسها، سواء في وعيهم بذلك الأمر أم لا، وأغلب وأهم هذه الاحتياجات بعد الاحتياج لـ”الشوف” اللي تحدثنا عنه من قبل، الاحتياج للحب والقبول، ليس الحب في إطار علاقة بين رجل وامرأة فقط، ولكن في إطاره العام.. تحس إنك محبوب ومقبول اجتماعيًا وسط عائلتك وأسرتك وصُحبتك وعالمك الخارجي كله، فالحب يعني الألفة الصداقة والود والمحبة والطمأنينة، حتى الحب بين الرجل والمرأة فهو يعني العيش في استقرار وسعادة وأمان.

 

ولما يفتقد الإنسان هذه المعاني في عالمه بيصبح مشوَّه نفسيًا، فبالحب تتضاعف ثقة الإنسان بنفسه، وترتفع معنوياته ويكثر نشاطه، وعند إشباع احتياجاتنا بطريقة سوية عن طريق تقديمها بصدق لأنفسنا ولمن حولنا، يتمكن الإنسان من تلافي مصاعب الحياة.

 

وكما فقدنا الحب والقبول والاهتمام في إطار العلاقات الإنسانية لن نعثر عليها إلا من خلال الإطار ذاته.

الحب والقبول يعتبران من أهم الاحتياجات النفسية، ولأن ونس الحب احتياج فطري طبيعي، فعشان نشعر به نحتاج أن نكون ذواتنا الحقيقية، ونكون أنفسنا، وأن تطلبه من خلال دخولك في علاقات سوية، لأن ونس الحب هو الملاذ الوحيد اللي نقدر نواجه بيه مشكلاتنا المزمنة.

 

البائس ليس الإنسان الفقير، بل الإنسان الذي لا يحب ولا يستطيع تقديم الحب.

احتياجتنا النفسية بنكبر من خلالها مش من خلال تكبير دماغنا عنها.

 

الناس بتدخل علاقات متعددة لجوعهم للإعجاب والتقدير

 

المقالة السابقةمهرجان السبلايز
المقالة القادمةماذا يعني تحقيق الذات وكيف يمكن تحقيقه، وما هو المقياس العالمي له
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا