ماذا يجب أن أعرف عن فيروس كورونا المستجد

1068

يلف العالم الآن هلع كبير بسبب فيروس كورونا المستجد وحول مخاطر الإصابة به. في هذه المقالة، سنورد أهم التعريفات المتعلقة به وكيفية الوقاية منه، لأن المعرفة أقوى سلاح تستطيعين به مواجهة التحديات الجديدة، ورفع درجة الوعي، ومعرفة المعلومات تقلل من التوتر والضغط النفسيين، ويجعلِك أكثر قدرة على المواجهة واتخاذ القرارات السليمة.

بداية.. ما هو فيروس كورونا؟

ينتمي فيروس كورونا المستجد، حسب منظمة الصحة العالمية، لإحدى عائلات الفيروسات التي تصيب الحيوانات والإنسان، وبسبب اتخاذها شكل التاج تحت المجهر، جاءت التسمية “كورونا” نسبة للفظة التاج باللاتينية.

كيف نشأ هذا الفيروس؟ وهل هو مصنّع معمليًا؟

لا يعرف العلماء حتى الآن كيف نشأ الفيروس. فمع أنه من الفيروسات التي تصيب الحيوانات عادة، لكن يحدث أحيانًا قفزة أو نقلة ينتقل فيها للإنسان، بسبب عدة عوامل، مثل الطفرات الجينية، وفي هذه الحالة يلزمه عائل وسيط أي حيوان آخر، مثلما كان الجمل العائل الوسيط في حالة الفيروس المسبب لـ”متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)”.

بالنسبة لفيروس “سارس-كوف-2” المستجدّ، لا نعرف تحديدًا ما العائل الوسيط الذي أدّى لانتقاله للإنسان، لكنه الآن في مرحلة الانتقال من فرد لآخر، وهذا ما سبّب الوباء العالمي أو الجائحة.

أما عن كونه مصنّعًا معمليًا أو يُستخدم للحرب البيولوجية أو غيره من الادّعاءات، فقد نشرت مجلة نيتشر ميديسن تقريرًا بتاريخ 18 مارس 2020، ذكرت فيه نتائج بحث أجرته مجموعة من العلماء، “ويكشف التحليل الذي أجراه الباحثون بوضوح عن أن سارس-كوف-2 ليس مصنعًا في المختبرات، ولا فيروس مُعدل بشكل متعمَّد”.

ما المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد؟

الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض كوفيد-19 هي الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجيًا

يسبب فيروس “سارس-كوف-2” مرضًا تنفسيًا يُطلق عليه اسم “كوفيد-19″، وتشمل أعراضه ما يلي، طبقًا لموقع منظمة الصحة العالمية:

“تتمثل الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض كوفيد-19 في الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجيًا. ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يشعروا بالمرض. ويتعافى معظم الأشخاص (نحو 80%) من المرض دون الحاجة إلى علاج خاص.

وتشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريبًا من كل 6 أشخاص يصابون بعدوى كوفيد-19، حيث يعانون من صعوبة التنفس. وتزداد احتمالات إصابة المسنين والأشخاص المصابين بمشكلات طبية أساسية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو داء السكري، بأمراض وخيمة. وقد توفي نحو 2% من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من الحمى والسعال وصعوبة التنفس التماس الرعاية الطبية”.

هل يوجد علاج أو لقاح لفيروس الكورونا؟

اللقاح: حتى الآن لا يوجد مصل أو لقاح لفيروس “سارس-كوف-2” المستجد، غير أن العديد من الشركات حول العالم تبذل جهدها للتوصل إلى مصل فعّال سريعًا، لكن من غير المتوقع الحصول على نتائج أوّلية قبل الخريف المقبل، بسبب آلية عمل اللقاحات وكيفية تطويرها.

العلاج: أما بالنسبة للعلاج، فلا يوجد أيضًا دواء معروف يقضي على هذا الفيروس، حتى تاريخه، وربما هذا أكثر ما يُقلق بصدده. إلا أن المناعة الطبيعية لجسم الإنسان قادرة في أكثر من 80% من حالات الإصابة على التصدّي للفيروس والقضاء عليه، وبالفعل ترتفع نسبة حالات الشفاء مقارنة بالحالات الحرجة أو الوفاة، لذلك عليكِ سيدتي بزيادة المناعة قدر الإمكان عن طريق الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة، والنوم جيدًا والحفاظ على الرياضة والإكثار من شرب المياه، والبُعد عن مصادر القلق والتوتر.

كيف يمكنني حماية نفسي والمحيطين بي من فيروس الكورونا المستجد؟

من العسير نوعًا أن يبتلع المرء كون إجراءات بسيطة جدًا مثل غسيل الأيدي والانعزال الاجتماعي من العوامل الأساسية والفعّالة للحماية من فيروس بهذا الحجم والرعب. وكما تقول د. ساسكيا بوباسكو، مديرة طب مكافحة العدوى في مؤسسة “أونورهيلث” بالولايات المتحدة:

هذا الموقف جديد على الناس، لذلك يريدون بالمقابل شيئًا جديدًا لمكافحته، طريقة مستحدثة لعزل أنفسهم أو أسلوبًا مجنونًا مبتكرًا لغسل الأيدي. لكن هذا ليس صحيحًا، فالطرق الموصى بها مُجرّبة ومحل ثقة، فقط عليك أن تتبعها بصدق وأمانة.

من المهم أن نتحلّى بالمسؤولية تجاه أنفسنا والمحيطين بنا، لأن الاستهانة في تطبيق هذه التعليمات قد تكلّفنا المزيد من الحالات في القريب العاجل. إن أكثر ما يؤخذ على أهل إيطاليا –بغض النظر عن الدعوات الدائمة لهم بأن تنزاح عنهم الغمّة- أنهم لم ينفذوا التعليمات ولم يلتزموا بالانعزال الاجتماعي حينما كانت الفرصة سانحة. وأنتِ يا عزيزتي القارئة، لا تزال الإمكانية لديكِ في الحدّ من انتشار المرض، عن طريق تطبيق التعليمات التالية بدقة قدر الإمكان.


وسائل الحماية من فيروس الكورونا المستجد كما نصحت بها منظمة الصحة العالمية، بلا زيادة أو نقصان، لأهميتها البالغة.

كيف يمكنني حماية نفسي ومنع انتشار المرض؟

يمكنك الحد من احتمال إصابتك بمرض كوفيد-19 أو انتشاره باتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة:

إذا كنت مصابًا بالحمى والسعال وصعوبة التنفس، التمس الرعاية الطبية واتصل بمقدم الرعاية قبل التوجه إليه. واتّبع توجيهات السلطات الصحية المحلية

  • نظف يديك جيدًا بانتظام بفركهما بمطهر كحولي لليدين أو بغسلهما بالماء والصابون. إن تنظيف يديك بالماء والصابون أو فركهما بمطهر كحولي من شأنه أن يقتل الفيروسات التي قد تكون على يديك.
  • احتفظ بمسافة لا تقل عن متر واحد (3 أقدام) بينك وبين أي شخص يسعل أو يعطس. عندما يسعل الشخص أو يعطس، تتناثر من أنفه أو فمه قُطيرات سائلة صغيرة قد تحتوي على الفيروس. فإذا كنت شديد الاقتراب منه يمكن أن تتنفس هذه القُطيرات، بما في ذلك الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 إذا كان الشخص مصابًا به.
  • تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك. تلمس اليدان العديد من الأسطح ويمكنها أن تلتقط الفيروسات. وإذا تلوثت اليدان فإنهما قد تنقلان الفيروس إلى العينين أو الأنف أو الفم. ويمكن للفيروس أن يدخل الجسم عن طريق هذه المنافذ ويصيبك بالمرض.
  • تأكد من اتّباعك أنت والمحيطين بك لممارسات النظافة التنفسية الجيدة. ويعني ذلك أن تغطي فمك وأنفك بكوعك المثني أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل المستعمل على الفور. إن القُطيرات تنشر الفيروس. وباتّباع ممارسات النظافة التنفسية الجيدة تحمي الأشخاص من حولك من الفيروسات مثل فيروسات البرد والإنفلونزا وكوفيد-19.
  • الزم المنزل إذا شعرت بالمرض. إذا كنت مصابًا بالحمى والسعال وصعوبة التنفس، التمس الرعاية الطبية واتصل بمقدم الرعاية قبل التوجه إليه. واتّبع توجيهات السلطات الصحية المحلية. تتوفر للسلطات الوطنية والمحلية أحدث المعلومات عن الوضع في منطقتك. واتصالك المسبق بمقدم الرعاية الصحية سيسمح له بتوجيهك سريعًا إلى مرفق الرعاية الصحية المناسب. وسيسهم ذلك في حمايتك ومنع انتشار الفيروسات وسائر أنواع العدوى.

فيروس كورونا المستجد كوفيد-19

  • قائمة بمستشفيات الحميات التي تقدّم فحصًا للبحث عن فيروس الكورونا المستجدّ.
  • اطلع باستمرار على آخر تطورات مرض كوفيد-19. واتّبع المشورة التي يسديها مقدم الرعاية الصحية أو سلطات الصحة العمومية الوطنية والمحلية أو صاحب العمل بشأن كيفية حماية نفسك والآخرين من مرض كوفيد-19. تتوفر للسلطات الوطنية والمحلية أحدث المعلومات عما إذا كان مرض كوفيد-19 ينتشر في منطقتك. فهي الأقدر على إسداء المشورة بشأن الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الأشخاص في منطقتك لحماية أنفسهم.
  • اطّلع باستمرار على آخر المعلومات عن بؤر تفشي عدوى كوفيد-19 (المدن أو المناطق المحلية التي ينتشر فيها مرض كوفيد-19 على نطاق واسع). وتجنب السفر إلى هذه الأماكن قدر الإمكان، خصوصا إذا كنت مسنًّا أو مصابًا بداء السكري أو بأحد أمراض القلب أو الرئة. لأن هناك احتمال أكبر أن تصاب بعدوى مرض كوفيد-19 في إحدى هذه المناطق.

لو كنت في مكان انتشرت به عدوى “كوفيد-19” مؤخرًا، ماذا أفعل؟

إذا شعرتِ بتوّعك أو آلام في الحلق أو تعب في العضلات أو صداع متكرر، أو ارتفاع في درجة الحرارة ولو طفيف (37.3 مئوية)، اعزلي نفسك في المنزل وابتعدي عن المحيطين بكِ حتى تتعافين تمامًا

لو كنتِ ممن يعملون في مجال السياحة أو اختلطتِ مؤخرًا (خلال الـ14 يومًا الأخيرة) بشخص كان في في إحدى المناطق التي انتشرت فيها العدوى، عليكِ اتباع الخطوات التالية حسب نصائح منظمة الصحة العالمية:

  • اتبعي تدابير الحماية السابقة.
  • لو شعرتِ بتوّعك أو آلام في الحلق أو تعب في العضلات أو صداع متكرر، أو ارتفاع في درجة الحرارة ولو طفيف (37.3 مئوية) ورشح في الأنف، اعزلي نفسك في المنزل وابتعدي عن المحيطين بكِ حتى تتعافين تمامًا. لو استدعى الأمر الاستعانة بشخص آخر لإحضار لوازمك أو مساعدتك، فارتدي كمامة لتجنب نقل العدوى إليه أو لآخرين. لأن تجنبك للخروج أو زيارة المستشفى أو المرافق الطبية سيسمح لهذه المستشفيات بالعمل بالمزيد من الفاعلية، وسيساعد على حمايتك أنتِ وأسرتك من الفيروس المستجد.
  • إذا أردتِ الذهاب للمستشفى أو التأكد من إصابتك بالفيروس من غيره، اتصلي مسبقًا قبل التوجّه إلى الطبيب أو المستشفى، وزوّدي الطبيب أو موظف الخط الساخن بوزارة الصحة المصرية بتواريخ سفرك وأعراضك والأمراض الأخرى إن وُجدت.

ماذا يجب ألا أفعل؟

ابتعدي عن الأمور التالية لأنها ضارّة بكِ وبأسرتكِ:

  • التدخين.
  • استخدام كمامات متعددة.
  • تعاطي المضادات الحيوية (دون وصفة طبية).
  • الهلع وتتبع الأخبار الكاذبة.

وفي كل الأحوال، إذا أصبتِ بارتفاع في درجة الحرارة وسعال وصعوبة في التنفس، حاولي الحصول على رعاية طبية أو اتصلي بالخط الساخن لوزارة الصحة المصرية لمعرفة ما ينبغي عمله، وتأكدي من إبلاغ الطبيب أو موظف الخط الساخن بتواريخ سفرك.

إن أهم ما يمكن عمله في هذه الأوقات هو الحفاظ على سلامة الأعصاب والتزام الهدوء، ومراعاة قواعد غسل الأيدي والتعقيم المستمر والانعزال الاجتماعي، والتأكد من الحصول على المعلومات الدقيقة من مصادر موثوق بها، والدعاء. علينا جميعًا أمانة ضخمة، وحان وقت معرفة هل يمكننا تأديتها أم لا.

اقرأ أيضًا: فيروس كورونا: أسئلة شائعة وإجاباتها

المقالة السابقةرسالة كورونا المشفرّة
المقالة القادمةفي ممر الفئران: هل حانت نهاية العالم ؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا