كتبه: بولا سامي
“نوح راح لحاله والطوفان استمر
مركبنا تايهة لسه مش لاقية بر
آه م الطوفان وآهين يا بر الأمان
إزاي تبان والدنيا غرقانة شر
عجبي!”
صلاح جاهين
دايرة الطوفان مابتقفش لأن ملهاش بر.. بر الأمان لما الطوفان يقف. وعلينا طول الوقت نوجه المركبة مع اتجاه الرياح اللى بيتغير كل لحظة؛ علشان لا الرياح تغدر بنا في أي لحظة، ولا المركبة تغرق منا. ودي أقصى درجات الحكمة في إدارة الأزمات.
- دايرة الأزمة
الأزمات طوفان .. وقتها مشاعرنا بتكون متوجهة طول الوقت علي الأزمة، وعينينا طول الوقت مش شايفة غيرها، ده غير أن تفكيرنا بيكون محدود من كتر ما الأزمة مستمرة .. وكأننا في ساقية.
علشان كده بنحس أن فيه معركة جوانا. وده طبيعي يحصل في ظل الأزمات دي .. بنكون نفسنا نتحكم أو نغير الظروف دي بإيدينا لو نعرف .. وأوقات بنرسم سيناريوهات كتير جوا خيالنا زي ما نكون بنحاول نتنفس أو نعيش الواقع اللي احنا نفسنا نعيشه. ودي إشارة واضحة لينا؛ معناها أننا محتاجين نرتاح ..لأن محدش فينا هيقدر هيتحكم في الكون اللي حواليه. بس اللي في إيدي أني ممكن أغير الكون اللي جوايا عشان نعرف نشوف اللي بيحصل حوالينا صح.
- راحة وسط الطريق
فيه مهارات بنتعلمها طول ما بنواجه الأزمة .. زي في الجيم كده طول ما بنلعب العضلات بتقوى وبنعرف نشيل أوزان أتقل بس لازم ناخد راحة بين التمارين؛ علشان العضلات ترتاح ونقدر نكمل.
بس فيه حاجة..
في بداية الأزمة ماكنش عندنا مهارات زي دلوقتي .. كان الخوف يمكن أكبر وأننا نتعثر في الطريق لأننا لسه بنتعلم .. لكن بعدها بنكون فهمنا ازاي ندير الدفة مع الريح عشان مانغرقش .. عشان كده الراحة بتكون في أمور بسيطة وتفاصيل صغيرة .. وهي دي البداية اللي احنا محتاجينها.
- كسر الروتين
أول حاجه محتاج أفهمها أني محتاج أكسر دايرة الأزمة بأني أخلق روتين بسيط وخفيف؛ يساعدني أكسر الدايرة دي. زي مثلًا أشرب قهوة مع صوت فيروز الصبح بيفرق في المُود وأننا نستقبل يومنا .. (روتين تحب تعمله لما تقوم من النوم مافيهوش مجهود) لكن بيخلينا نتنفس. لأن ممكن رفاهية الوقت مش بتكون متاحة أننا نخرج أو نسافر .. بس ممكن يكون عندنا ربع ساعة نعرف نبدأ بيها يومنا.
محتاجين نكون يقظين لطعم القهوة وريحتها. وكل ما فكرة تيجي تهاجمنا نلف ونرجع تاني لقهوتنا؛ وكأن كل حواسنا وتفكيرنا معاها بس. كأننا بنفصل دماغنا لحظات، وبنعمل هدنة مع اللي بيحصل. الراحة اللي بناخدها دي وكأننا بنفصل نفسنا عن روتين الأزمة اللي تعودنا عليه بروتين تاني بسيط مش مرهق بيبسطنا بس.
وبعد كده بتلاقينا بنكسر روتين الأزمة بأوقات أكتر بنحبها حتي لو بسيطة، وبنحس طول الوقت أننا محتاجين نعمل ده أكتر من الأول .. عشان كده لما بنكسر الدايرة دي.. بندرك أن في حياتنا أمور تانية حابين نعيشها، وأننا نستاهل نقضي الوقت ده لينا.
- وقت لراحة لجسمك
جسمنا كمان محتاج يرتاح؛ لأن راحة جسمنا من راحة تفكيرنا ومشاعرنا. ممكن تكون الرياضة مكافأة لجسمنا علشان يرتاح بعد يوم ضغط شغل طويل، أو دش بارد يخلينا نفوق، أو نسمع غنوة حلوة أو ناكل أكلة حلوة، أو حاجه كل ما أتفرج عليها أفضل أضحك.
ممكن هنلاقينا بنتخبط في الأول، وبنسرح في مشاكلنا أكتر. بس محتاجين ماننساش أننا نستاهل نعيش لحظات حلوة وسط الأوقات الصعبة دي. نقول لنفسنا “أنا عايز أنبسط .. أنا عايز أستمتع”. ساعتها عقلنا يستوعب أننا محتاجين وقت الراحة ده.
ونفتكر دايما أننا مش الأزمة، ولا حياتنا محورها الأزمة؛ إنما الأزمة بتدور في حياتنا زيها زي أي تفصيلة فيها عشان مانلاقيش باقي تفاصيل حياتنا متأثرة ومتعطلة بسببها. لأن فيه حاجات جميلة تانية بتحصل في حياتنا.
- حب نفسك
لما بنحاول نرتاح بنلاقي لحظات بنحب نفسنا فيها لأننا بنعمل لها الحاجات اللي بتحبها. لأن .. احنا مع كل أزمة بتعدي بنكون أكبر والأزمات اللي هتواجهنا بدل ما بنكون غرقانين فيها ومتبهدلين بنكون قادرين ندير حياتنا وقتها. لأننا عرفنا نخلق أوقات بسيطة نعرف ننبسط فيها ونتنفس.
علشان كده أوقات الراحة هي الأكسجين اللي بيدخل حياتنا .. ويدينا الطاقة ..
علشان كده محتاجين نفكر نفسنا سوا دايمًا أنا ولا أنت ولا أي حد يستاهل يعيش طاقته مستنزفة طول الوقت وعايش في غضب وخوف وقلق مستمر .. لأننا مانستاهلش أن الأغنية اللي بنحب نسمعها ماننبسطش بيها.
- الراحة مش تقصير
احنا نستاهل يا عزيزي حاجات كتير .. بس الراحة وسط المعركة مش تقصير .. بس هي اللي بتخلينا تاني يوم مكملين وبنحارب وفي نفس الوقت قادرين نحب وننبسط ونفرح.
غمض عينيك وارقص بخفة ودلع
الدنيا هي الشابة وأنت الـــــــجدع
تشوف رشاقة خطوتك تعبــــــدك
لكن أنت لو بصيت لرجليك .. تـقع
عجبي!!
صلاح جاهين، رباعيات صلاح جاهين.
مراجعة لغوية: عبد المنعم أديب
