سأسافر على الخريطة

1460

ليتني أسافر

شمس التبريزي.. تلك الشخصية التي أسرتني في رواية قواعد العشق الأربعون، تلك الشخصية التي أحيت بداخلي ما كنت أقاوم خروجه أو البوح به. نعم.. أحب السفر والترحال. نعم أحب رؤية ملامح غريبة عن ملامحنا.. نعم لا أخشى رؤية عادات وتقاليد تختلف عن عاداتنا.

ماذا أفعل كي أسافر؟ هل أظل حبيسة، وتظل روحي معلقة داخل ذلك الصنم المرصّع بالابتسامات الزائفة؟! هل سأموت داخل جسدي كما يموت سمك الزينة في الأحواض؟! العادات والعرف والتقاليد ترهقني، يرهقني الجمود وتصلب الشرايين، والركون إلى منطقة الراحة والأمان في جملة مختصرة:

“مينفعش تسافري لوحدك”، “ده مش عدم ثقة فيكي، ده عدم ثقة في اللي حواليكي”، “تعالي نصيفلنا يومين في أي حتة” والتي عادة ما تكون إحدى الأماكن الآتية: إسكندرية – الساحل – شرم – السخنة – الغردقة.. ولا أي انبهار! أشعر باغتراب، وبين ضلوعي حنين إلى الحرية، سئمت الانصياع للأوامر التي لا معنى لها ولا قيمة سوى إضافة مزيد من العادات والتقاليد والمجاملات والنفاق والسطحية.

أعيتني الرغبات اللامعنوية..

لذا.. قررت الآتي:

أولاً: سأضع قائمة أولية بكل المدن والبلاد التي أنوي السفر إليها.. وأحدد موقعها على الخريطة.

ثانيًا: سأحدد مدة السفر التي أنوي قضاءها في كل بلد بحيث لا تقل عن ثلاثة أيام ولا تزيد عن سبعة..

ثالثًا: سأبحث عما أريد رؤيته في كل بلدة من مزارات سياحية، وأحصل على صور لها، وألصقها بمجلد، وأترك تحت كل صورة مكانًا فارغًا للتعليق.

رابعًا: كل عام بعد أن أحدد مكان السفر والمدة، سأسافر في غرفتي وحدي، ولأن المكالمات الدولية غالية فسأقتصد وأغلق هاتفي, وبالنقود المخصصة للسفر “هقضيها دليفري”.

يومًا ما.. سأضع تاريخ زيارتي لهذه الأماكن التي طالما حلمت برؤيتها.. فإن كان العرف والتقاليد الرجعية تمنعني السفر.. فسوف أسافر على الخريطة مؤقتا إلى أن تحين تلك اللحظة التي ألتقط فيها صوري وألصقها في مجلد ذكرياتي.. ربما تكون صوري مختلفة والتجاعيد تملأ وجهي، وحركتي بطيئة وظهري مائل، ولكن سأحرص على أن تكون ابتسامتي مليئة بالنصر والفخر والنجاح في تحقيق حلمي.

المقالة السابقةميكانو وسقطات الذاكرة
المقالة القادمةكيف تجتازين المقابلات بنجاح؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا