كيف تحصل على الأسرة السعيدة وما هي أسباب سعادتها

1842

كما في معادلات الكيمياء، عندما نضع المكونات الممثلة لأطراف المعادلة الأولى، لتتفاعل معًا وتُخرج لنا النتائج التي تمثل أطراف المعادلة الثانية. وهنا نجد أن مكونات المعادلة الخاصة بالأسرة الناجحة، هي الأم + الأب + الأطفال، وأن النتائج المرجوة هي الأسرة الناجحة، فكيف يمكن الوصول لهذه النتيجة التي يتمناها الجميع؟ هناك أدوار عدة يلعبها الأب بالتأكيد، ولكننا اليوم سنركز على مكون يُعتقد دائمًا أنه الأكثر تأثيرًا في المعادلة، وهو الأم، فعندما توجد أم سعيدة وناجحة، بطبيعة الحال ينعكس ذلك على الأسرة بأكملها، الزوج والأبناء كذلك ونجد لدينا أسرة سعيدة وهكذا ستكتشف كيف تكون الاسرة سعيدة

من اسباب سعادة الاسرة ..أنتِ تستحقين

للإجابة على تساؤل كيف تكون الاسرة سعيدة سنجد أنه في الثقافات الشرقية نجد معضلة دائمة، وهي أن تخبو الفتاة بعد الزواج والإنجاب، فالبنت النشيطة المتألقة التي تشارك في النشاطات المختلفة وتشترك في الجمعيات الخيرية وتأخذ كورسات اللغات، وتَحضر الإيفينتات المختلفة وربما تنظمها كذلك، بمجرد زواجها تتخلى عن نصف نشاطاتها، وبمجرد إنجابها تعتبر أن حياتها الشخصية قد قضت نحبها، وأن صرخات الولادة التي أطلقتها كانت نوعًا من الحداد على كونها كائنًا مستقل له نشاط يسعده ويهمه وحده.

بكل أسف هذه هي نظرة المجتمع نفسه للأم الشابة، التي يجب أن تَدفن كامل متعها ورغباتها، لتحقق رغبات أسرتها. فكيف تقتطع من وقتها ما يكفي لمتعة أو نشاط خالص لها، وأسرتها تحتاج لها؟ هل تعرفي أن عدم اقتطاعك لوقت خاص بكِ لتمارسي به نشاطات قديمة وتتعلمي أمورًا جديدة، هو بالضبط شرارة المشكلات والمعاناة في أسرتك؟ أنتِ لا تفيدين أسرتك بكبت رغباتك لتوفير مزيد من الوقت لهم، بل تتسببين في تكوين أسرة تعيسة. لذا تذكري أنتِ تستحقين، لست عبئًا زائدًا، وقتك الخاص ليس رفاهية، بل هو صمام أمان لك ولأسرتك.

كيف تكون الاسرة سعيدة هناك 3 نقاط تهمك

هناك العديد من الأبحاث التي وضعت 10 نقاط تُركز بها دور الأم في صناعة أسرة سعيدة وفي التعرف على اسباب سعادة الاسرة هذه النقاط العشر التي ذكرت ما يجب على الأم فعله للحصول على أسرة سليمة نفسيًا وتتمتع بالسعادة، هناك 3 نقاط شديدة الأهمية:

1. اخرجي أو مارسي الرياضة

من أهم نصائح الأم السعيدة والأسرة السعيدة، أن تخرجي من المنزل، وخصوصًا أن تخرجي لتمارسي الرياضة. لم يضِع الوقت بعد لتمارسي القليل من الرياضة، أنتِ لم تكبري على الرياضة، ووقتك ليس شديد الانشغال كي لا يتوفر لك ساعتين أسبوعيًا لممارسة الرياضة خارج المنزل.

يمكنك أن تمارسي الركض أو أحد الألعاب في النادي، أو أن تشتركي في جيم لتستطيعين التنفيس عن الضغوط التي شعرتِها طوال الأسبوع، ولو ببعض تمارين الزومبا، حيث الموسيقى اللطيفة والحركات الراقصة التي تُخرِجين بها قلقك وتوترك وتحركين دورتك الدموية، وتقابلين وجوهًا أخرى جديدة.

لا يمكنك التحجج بالضغط المادي للتغاضي عن هذه الخطوة، فيمكنك على أقل تقدير أن ترتدي ملابس خفيفة لتخرجي وحدك مرة أسبوعيًا، وتمارسين رياضة المشي. امشي بخطوات سريعة في الشوارع، جددي دورتك الدموية بلا مسؤوليات، شاهدي الطرق والناس، اخرجي عن روتينك وضغطك النفسي.

في دليل هارفاد الطبي Harvard Medical نصيحة شديدة الأهمية، حيث تنصح الزوجات والأمهات الشابات بممارسة الرياضة، موضحًا: يمكن للتمارين المنتظمة أن تحسن الحالة المزاجية للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط. وقد تلعب أيضًا دورًا مساندًا في علاج الاكتئاب الحاد. لذا فإن التمرين = أم سعيدة.

2. احظي بوقت لنفسك وآخر مع زوجك

لا بد أن يكون لك يوميًا وقت مقتطع لتمارسين فيه أمرًا تحبينه، تتعلمين فيه لغة جديدة تفضلينها، تشاهدين فيديوهات مريحة، تلصقين صورًا في كتاب قصاصات صنعتِه لنفسك. ربما حتى تحظين بكوب من القهوة أو العصير مع كتاب تفضلينه.

المهم أن تحظي بهذا الوقت يوميًا، وأن تحققين به شيئًا هامًا لكِ، هذا الوقت ليس ترفًا، بل هو الوقت الذي ستتخلصين فيه من ضغوط اليوم لتجددي نشاطك ولتشحذي ذهنك ولتشعري أنك سعيدة، لتعكسي هذه السعادة على أسرتك.

ليس هذا فقط، بل أنتِ وزوجك تحتاجان يوميًا لوقت معًا، ولا يعني هذا وقت العلاقة الحميمة، فهو لا يحتسب هنا، بل المطلوب على الأقل 15 دقيقة، بدون الأطفال، لا يكون الحديث فيها عن مصروف البيت أو خطط المدارس أو متطلبات المنزل، بل عن فيلم جديد، عن نشاط مارستِه وأعجبك، عن مقال قرأه وأعجبه، عن لعبة لطيفه على الموبايل وجدها أحدكما.

قد تجدين أن هذا “روقان” شديد وفق التعبير الشعبي، ولكن صدقيني، هذا “الروقان” لمدة 15 دقيقة فقط، قادر على تغيير حياتك 180 درجة. سيفكر كل منكما في شيء جديد تعلمه أو عرفه ليتناقش به في هذه الدقائق، ستتركان الهموم أمام باب الغرفة لتريان في أنفسكما نسخة قديمة تعود لأيام الخطبة الوردية، عندما كانت الأحاديث تخلو من المسؤوليات.

3. استرخي.. أنتِ بحاجة لشهيق عميق

“هو أنا فاضية أمارس يوجا!”، بالتأكيد سيكون هذا ردك لو نصحتك بخمس دقائق فقط من اليوجا أو الاسترخاء يوميًا، أنتِ أم وزوجة، فكيف تهتمين بهذه السفاسف؟!

رجاء اهتمي بها لأجل أسرتك، فالاسترخاء اليومي وممارسة نشاط وتمارين الاسترخاء لـ5 دقائق فقط يوميًا، لتكون بعد إيصال أطفالك للمدرسة، وقبل البدء في مهام المنزل أو نزولك للعمل، من أفضل التمارين السريعة والعملية التي يمكنك أداءها ولم يفت الوقت على تعلمها تمرين 3-1-6، فقط تحتاجين لعمله 3 مرات متتالية:

  • تنفسي بشهيق طويل ببطء لمدة 3 ثوانٍ. عِدي في رأسك “ألف وواحد – ألف واثنان – ألف وثلاثة” أثناء الشهيق لكي تحددي الثواني الثلاثة بشكل صحيح.
  • اكتمي الشهيق لمدة ثانية واحدة.
  • أخرجي نفَسَك في زفير طويل لمدة 6 ثوانٍ وأنتِ تحررين كل عضلة في جسدك.
  • كرري التمرين لثلاث مرات.

كيف تكون الاسرة سعيدة الوقت لم يفت

أحد أكبر المعضلات في طريق سعادتك وسعادة أسرتك هو أنتِ شخصيًا، اعتقادك الذهني عن نفسك أن الوقت قد فات وأنك أكبر/ أنضج/ أكثر انشغالاً من أن تمارسي بعض الأعمال، مثل:

  • تعلم لغة جديدة.
  • تعلم حرفة جديدة كصناعة الجلود أو الأكسسوارات… إلخ.
  • ممارسة الرياضة أو تعلم رياضة كالباليه أو حتى كرة القدم.
  • الاشتراك في نادي للقراءة.
  • تعلم الكومبيوتر، بدايةً من استخدام الأوفيس حتى البرمجة.

لم يفت الأوان على أن تتعلمي، لم تكبري في السن ليفوتك وقت التعلم وتحقيق أحلامك مهما كان عمرك، لا يجب أن يكون التعلم بغرض العمل أو تحصيل شهادة. يمكنك التعلم لأجل سعادتك بممارسة ما تحبين.

يجب ألا تتركي الأفكار السلبية لتعيقك عن هذا، يجب ألا تنساقين لمن يقنعونكِ أن “بعد ما شاب ودوه الكتاب”، لأنه لو لم يذهب للكُتَّاب مطلقًا لبقي جاهلاً ولن يفيد ذاته أو الآخرين.

لا يمكن للأموات أن يهبوا الحياة

أخيرًا تذكري ويجب أن تحرصي على أن يتذكر من حولك (زوجك، عائلتك الكبيرة، أطفالك) أن معادلة الأسرة السعيدة تقتضي أن يكون هناك أم سعيدة لتتمكن من إسعاد أسرتها والاهتمام بهم.

فالسعادة استثمار طويل الأمد لخلق أسرة ناجحة، فلا يمكن للأموات أن يهبوا الحياة، وإن كانت سعادتك وأحلامك وشعورك بأهميتك وأنك تستحقين وقدرتك على التعلم والتحصيل والإنجاز ميتة، فكيف يمكن أن تساعدي أطفالك على ذلك، أو أن تقفي بجوار زوجك ليحقق ذلك؟!

وكما هو الشعار الغربي الناجح: أم سعيدة = أسرة سعيدة لذا أدرسي جيدًا كيف تكون الاسرة سعيدة وتعرفي على اسباب سعادة الاسرة لتحظي بما تريدي.

اقرأ أيضًا: جدول السعادة

المقالة السابقةطرق تعليم الرياضة للأطفال في المنزل
المقالة القادمةالزواج ليس نهاية طريق الأحلام

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا