تشير الأدلة العلمية لوجود خمس خطوات يمكننا اتباعها للتحسين من صحتنا النفسية، إذا حاولت المضيّ على هداهم فقد تشعر بأنك أكثر سعادة وإيجابية، وأنه بإمكانك الاستفادة من حياتك على الوجه الأكمل.
إن صحتك النفسية أمر مهم، وتعتبر بعض الأمراض العقلية مثل الاكتئاب والقلق أمرًا شائعًا،
إذا ما عانيت من مثل هذا المرض، من المهم أن تحصل على العلاج الأمثل له، وبالرغم من ذلك، فهناك المزيد يمكن الحصول عليه من تحسين الصحة النفسية عن طريق تجنب أو معالجة المرض العقلي، وهناك أيضًا الصحة النفسية الإيجابية.
يشرح هذا المقال التالي:
- ما هي الصحة النفسية؟
- الخطوات الخمسة لتعزيز الصحة النفسية.
لماذا تعتبر الصحة النفسية مهمة؟ لأننا أولاً نريد أن نشعر جميعًا بأننا على ما يرام تجاه أنفسنا والعالم المحيط بنا، وأن نستطيع تحقيق أقصى استفادة من حياتنا.
هناك دليل أيضًا على أن الصحة النفسية الجيدة أمر مهم من أجل صحتنا الجسدية، وأنها يمكنها مساعدتنا للوصول للأهداف التي وضعناها لأنفسنا.
ما هي الصحة النفسية؟
تقول سارة ستيورات بروان، أستاذة الصحة العامة في جامعة وارويك، ومختصة في الصحة النفسية، إنه عندما نتحدث عن الصحة النفسية، فإننا نعني بذلك شيئًا أكبر من السعادة.
تقول أيضًا: من المفيد البدء بفكرة أن الصحة العامة تتضمن كلًا من العقل والجسد، حيث من المعروف أن الصحة النفسية والجسدية يجمعهما معًا رباط وثيق.
وبالطبع، يعد الشعور بالسعادة جزءًا من الصحة النفسية، لكنه ليس كل شيء. هناك نوع أعمق من الصحة، يتمحور حول الانخراط في الحياة بطريقة ملائمة لك وللمحيطين بك.
تعتبر الأحاسيس المتعلقة بالرضا والاستمتاع والثقة والانخراط مع العالم المحيط بك، كل هذا جزء من الصحة النفسية، ومن هذا أيضًا الثقة بالنفس والاعتداد بها، وأيضًا الشعور بأنك تستطيع القيام بالأشياء التي تريدها، إضافة إلى ذلك، تعتبر العلاقات الجيدة جزءًا من تلك الصحة، الأمر الذي يجلب البهجة لك وللمحيطين بك.
وطبعًا، إن التمتع بصحة نفسية ملائمة لا يعني أنك لن تمر بمشاعر أو مواقف تشعر أنها صعبة التعامل معها، بديلاً عن ذلك، فإنها تعني شعورك بامتلاك المرونة اللازمة للتأقلم، حينما تكون الأوقات أصعب من المعتاد.
يمكن للصحة النفسية أن تتخذ أشكالاً عديدة، لكن يمكننا وصفها بأنها الشعور بأنك على ما يرام وتبذل كل مجهودك لتحقيق الأعمال المطلوبة منك.
الصحة والمجتمع
على مدار الـ50 عامًا الأخيرة، أصبحنا في بريطانيا أكثر ثراء، وعلى الرغم من هذا، يظهر البرهان الذي حصلنا عليه من إحصاءات السكان، والتي فيها سُئل الناس أن يقيّموا سعادتهم الشخصية والصحة النفسية، أن الصحة النفسية لم تتغير.
يطرح هذا الاكتشاف أن العديد من الأشياء التي نفكر عادة أنها ستتحسن مع الصحة النفسية، مثل المقتنيات الكثيرة، والأموال المتزايدة لإنفاقها على الإجازات الغالية، وحدها لا تؤدي لتحسن مستمر في الطريقة التي نشعر بها حيال أنفسنا وحيواتنا.
إن الرسالة واضحة.. حان وقت إعادة التفكير في الصحة.
الأدلة والصحة النفسية
على مدار السنوات العشرين الماضية، ظهرت أدلة جديدة حول ما يتسبب فعليًا في التمتع بتحسينات تدوم وقتًا أطول للصحة النفسية.
تقول الأستاذة الجامعية ستيوارت براون: بعض من هذه الأدلة يأتي من الدراسات المتعمقة والتي يبحث فيها العلماء حول السلوك والصحة العقلية بالنسبة لبعض الشرائح من السكان.
تأتي بعض الأدلة الأخرى من التجارب التي أخذ فيها العلماء مجموعة من الناس وطلبوا منهم تغيير سلوكياتهم أو المشاركة في جلسة علاجية أو أي تدخل آخر، مثل برنامج تمرينات ما، وملاحظة ما يحصل لصحتهم النفسية.
ولجمع الأدلة حول الصحة، على العلماء إيجاد وسائل لقياسها، وعادة، فإنهم يقيسون الصحة النفسية بتوظيف قدر من الأسئلة التي يطرحونها على الحالات موضع الدراسة، ومنها كيف يشعرون حيال أنفسهم وحياتهم والعالم المحيط بهم.
الصحة النفسية في حياتك
تؤثر العديد من العوامل على صحتنا، وقد أظهرت الأدلة أن الأفعال التي نتخذها والأفكار التي نفكر بها لهما التأثير الأكبر.
من المفيد أن نفكر حيال “الصحة النفسية” كشيء يمكننا فعله، بدلاً التفكير به على أنه ما أنت عليه فعلاً. وبذلك، كلما زاد ما تبذله من مجهود، زادت احتمالية فهمك لهذا الأمر.
تقول الأستاذة ستيوارت-براون إن أول شيء يمكنك فعله حيال صحتك، أن تصبح فضوليًا فيما يتعلق بها من أمور.
ابدأ بالتفكير حيال ما فعلته في الماضي للتحسين من صحتك النفسية، وهل نجح ذلك أم لا، ثم فكر في طرق جديدة يمكنك تجريبها.
تذكر.. لا يمكن لأي أحد أن يعطيك تلك الصحة النفسية، لأن الأمر يقع على عاتقك للتصرف حيال الحصول عليها.
الخطوات الخمسة للحصول على الصحة النفسية
تقترح الأدلة وجود خمس خطوات يمكننا جميعا اتباعها لتحسين صحتنا النفسية، وإذا نظرت إليها بعقل متفتح وجرّبتها، تستطيع بعد ذلك أن تحكم على النتائج بنفسك.
- التواصل: تواصل مع الناس المحيطين بك، أسرتك وأصدقائك وزملاء العمل والجيران، وامنح الأمر بعضًا من وقتك لتطوير هذه العلاقات.
- كن نشطًا: لا يقتصر الأمر على الذهاب لصالة الجيمانيزيوم، اخرج في تمشية لطيفة على قدميك أو بالدراجة، أو العب كرة القدم، ابحث عن نشاط تستمتع به واجعله جزءًا من روتين حياتك.
- استمر في التعلّم: إن تعلّم المهارات الجديدة يمكنه أن يعطيك إحساسًا بالإنجاز وثقة جديدة في نفسك، ولهذا، لماذا لا تشترك في دورة عن الطبخ أو تبدأ في تعلم كيفية العزف على آلة موسيقية تحبها، أو تكتشف كيف تصلح دراجتك؟
- اعط للآخرين: كل الأشياء، حتى أصغرها، تُحسب لأجلك، سواءً كانت ابتسامة أو كلمة “شكرًا” أو كلمة لطيفة قلتها للآخرين، أو حتى الأفعال الكبيرة، مثل التطوع في الجمعية المحلية، يمكنه أن يحسّن من صحتك النفسية، ويساعدك على بناء شبكة اجتماعية جديدة.
- تحلّ باليقظة: تمتع بالمزيد من الوعي حيال اللحظة الحالية، وانغمس مع أحاسيسك وأفكارك، وجسدك والعالم المحيط بك، في الحاضر، يطلق بعض الناس على هذا الوعي “اليقظة”، ويمكنها أن تغير للأحسن الطريقة التي تشعر بها حيال الحياة وكيفية تعاملك مع التحديات التي تواجهك.