تأسرني البدايات عادة، تبدو دائمًا فرصة لهدم الحكايات وإعادة بنائها مرة أخرى، في بداية كل عام أقرر أن هذا العام سيكون عامًا فاصلاً في حياتي، أضع دستة من القرارات الهامة، ودستة من الأهداف العميقة الضخمة التي أود تحقيقها، تبدو الأهداف والقرارات ملهمة ومحملة بالطاقة والأمل، أتحمس للتغيير المنشود وأحتفظ بالحماس لأسبوع أو اثنين، ثم فسسس.
لا شيء.. أحيانًا أنسى ولا أتذكر إلا في بداية العام التالي حين أفرز أوراقي. لذلك قررت أن يكون الأمر هذا العام مختلفًا، فبدلاً من القرارات الضخمة والأهداف الكبيرة وضعت قائمة بأهداف وعادات يومية صغيرة، أعمل على تغييرها على مهل على مدار العام، وبمرور الوقت، وتراكم التغييرات البسيطة ربما أتمكن من تحقيق التغييرات الضخمة المرعبة.
1- طبق سلطة كبير كل يوم
عادةً أحب تناول الطعام السريع والنشويات، اكتشفت من فترة أنني مُقلّة في تناول الخضراوات بشكل كبير، قررت أن آكل طبق سلطة كل يوم، وليس من الضروري أن أتناوله بجانب الطعام، أحيانًا أتناوله بين الوجبات، أو بديلاً لوجبة العشاء. هذا الالتزام جعلني أبحث عن وصفات مبتكرة ومتنوعة للسلطات.
2- احم.. احم.. أغسل أسناني بانتظام
هذا الاعتراف محرج، أحيانًا كنت أنسى أن أغسل أسناني قبل النوم، وفي أيام أخرى أستيقظ متأخرة فأتعجل الخروج قبل غسيل أسناني، مؤخرًا استطعت الالتزام بغسيل أسناني بشكل يومي مرتين مهما كنت متكاسلة أو متعجلة.
3- أربعة أكواب من المياه
حسنًا.. أنا أعلم أن هذا أقل من المعدل الذي يحتاجه جسدي، لكن أنا كنت أنسى أحيانًا أن أشرب حتى كوبًا واحدًا من المياه خلال اليوم، قررت الالتزام بشرب 4 أكواب يوميًا، كوب عند الاستيقاظ، وكوبان في منتصف اليوم وكوب قبل النوم.
4- القراءة
اعتدت في السابق أن أكون دودة قراءة، لكن مع الانشغال بالأطفال تقلص الوقت المخصص للقراءة، مؤخرًا عدت لاصطحاب كتاب معي في الحقيبة لأقرؤه في المواصلات، وصرت أضع كتبًا على أحد الأرفف في الحمام (بما أنه المكان الوحيد الذي لا يقاطعني فيه أحد) وقمت بتحميل بعض الكتب بصيغة BDF على الجوال لقراءتها قبل النوم.
5- غيرت عاداتي في العناية ببشرتي
صرت أكثر التزامًا باستخدام غسول يومي وكريم الليل وكريم النهار، الأمر لا يستغرق أكثر من خمس دقائق يوميًا لكنه يصنع فارقًا ملموسًا.
6- وقت يومي للصغار
رغم أنني أعمل من المنزل وأقضي الـ24 ساعة في المنزل غالبًا، لكني اكتشفت أن الوقت الذي أقضيه فعليًا مع طفلتي قصير، فأغلب الوقت إما أضع وجهي في شاشة اللاب توب أو أشاهد التلفاز أو أعمل في المطبخ أو أحدق في السقف، حاليا أخصص وقتًا يوميًا لنلعب معًا أو نقرأ أو حتى نتكلم معًا.
7- التخفف من العلاقات الثقيلة
العلاقات ذات النهايات المعلقة، والعلاقات المثقِلة للقلب، العلاقات المستمرة فقط بحكم القصور الذاتي، بدأتُ في التخفف من ثقلها واحدة بعد الأخرى.
8- إعادة إحياء العلاقات المنسية
على العكس هناك بعض العلاقات المهمة التي تراجعت إلى الهامش بحكم الانشغال ونقص الطاقة، أحاول تجديدها على مهل، ربما بلقاءات ثرية متباعدة، أو مكالمات هاتفية طويلة.
9- التخفف من الأحمال المادية
الملابس الفائضة عن حاجتي، الماكياج الذي توقفت عن استعماله، ألعاب الصغار التي تلفت، ربما ساعدني على هذا القرار انتقالي من بلد إلى آخر خلال السنة الماضية، فكان عليّ أن أكون حاسمة فيما سأصحبه معي، وفيما سأقوم بشحنه في صناديق لا أعلم متى أراها مرة أخرى، وفيما سأشكره وأُلوّح له مودعة وأتركه ورائي.
10- الالتزام بجدول ثابت للعمل
نظمت وقت العمل بشكل أفضل، بحيث أتمكن من تخصيص وقت شبه ثابت للعمل وكم معين من العمل لكل شهر.
11- تنظيم النفقات
لقد جربت كل الألعاب ولم أصل إلى حل، خصوصًا مع تغير ظروف إقامتي بين بلدين بشكل متكرر، لكن مؤخرًا استطعت التوصل لمتوسط نفقاتي بشكل شهري، وآمل أن يساعدني هذا في تنظيمها.
12- تمشية يومية
التزمت بها مؤخرًا، حيث صار عليّ توصيل الصغيرة إلى المدرسة بشكل يومي، بعد أن أطمئن عليها أمشي لنصف ساعة في الشوارع المحيطة بالمدرسة قبل أن أعود إلى المنزل.
13- التركيز على القيمة والاحتياج الحقيقي
يمكن تطبيق هذا على الأكسسوار والماكياج والملابس وأغلب الأشياء، فبدلاً من شراء عدد كبير من القطع غير القيّمة، أشتري شيئًا واحدًا قيمًا أحتاج إليه بالفعل، ساعدني هذا القرار على التخفف من الأحمال الزائدة والتمهل قبل اتخاذ قرارات الشراء.
14- الامتنان للجمال
أخصص الوقت للامتنان للجمال من حولي، ربما في شجرة أو بناية أو لوحة أو قطعة موسيقية، الأشياء الجميلة صارت نادرة بين كل هذا القبح، وتستحق أن نمنحها وقتًا للامتنان.
15- الجري -أحيانًا- كل الجدعنة
توقفت عن “تدبيس” نفسي في أي التزامات ثقيلة ومرهقة ومثقلة للروح.
بالتأكيد لم يكن الأمر سهلاً تمامًا، هناك أشياء استطعت الالتزام بها من أول مرة، وأشياء أخرى لم ألتزم بها تمامًا حتى الآن، تختفي أحيانًا ثم أعود، المهم أنني في كل مرة أبدأ من الأول.. مفيش أحلى من البدايات.