نون: كسر الوصمة المحيطة بالمرأة العربية

321

بينما هناك العديد من مواقع الإنترنت التي تناصر المرأة ضد الوصم الثقافي الذي تواجهه في الشرق الأوسط، اختارت نون أن تخلق تلك المساحة الناطقة بالعربية، والآمنة للنساء.

 

بقلم: فريق موقع كايرو سين

ترجمة: رزان محمود

 

حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في مجال تمكين المرأة عبر السنوات القليلة الماضية؛ حيث نشأت العديد من المبادرات على الإنترنت وفي الشوارع لمساعدة المرأة على التقدم داخل مجتمع يجعل الحياة اليومية صعبة على النساء.

 

 ومع ذلك، فما زالت هناك وصمة تحيط ببعض القضايا النسوية وبقدراتهن على مناقشتها بحرية. ففي ثقافة تعميها التابوهات وعبارة “عيب كده” التي تواجه كل من يحاول التحدث في تلك القضايا، فلا يوجد إلا مساحات آمنة قليلة جدًا حيث يستطيع الناس – النساء تحديدًا – مناقشة قضاياهن الشخصية والاجتماعية والنفسية، بحرية. ومن هنا وُلدت نون، لتلبي ذلك الاحتياج وتملأ تلك الفجوة، بوجودها.

 

تعتبر نون مجلة نسائية بالمقام الأول، ولها عبق المدونة الشخصية وروحها؛ حتى إننا أحببناها بالفعل. إن أغلب المواقع الإلكترونية وصفحات وسائل التواصل الاجتماعية في مصر، والتي تخاطب قضايا المرأة الاجتماعية والنفسية، مكتوبة بالإنجليزية؛ حيث إنها موجهة بالأساس للقارئ الغربي.

 

تأتي نون؛ التي تبعث بأنفاس من الهواء المنعش في ذلك السوق المشبّع ظاهريًا، بهذا المفهوم الغربي للموقع النسوي المرتكز على معنى المدونة. تأتي به إلى مصر باللغة العربية، حيث إنها تخاطب جمهورًا غالبًا ما يجري تهميشه.

 

يضع الموقع جُلّ تركيزه على جميع الأشياء “النسوية” في الثقافة العربية، ذلك الموقع الذي يشتق اسمه من “نون النسوة” أي الضمير الذي يُضاف للكلمات للإشارة إلى جماعة من النساء.

 

تعتبر نون أداة إعلامية عبر الإنترنت، مجهّزة لمساعدة المرأة العربية لتطوير مهاراتها الشخصية والاجتماعية، وللرفع من اعتدادها بنفسها.

 

 وطبقًا لصفحة نون على موقع الفيس بوك، فإن الموقع يتحدى الانطباعات السلبية الموجهّة ضد المرأة في الثقافة العربية، وتشجعها على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية عبر المنصات المتعددة المتاحة لها. “اثبتي نفسك ليهم!” هذا كل ما عليه الأمر.

 

دعونا نوضّح الأمر: لا يعتبر موقع نون كارهًا للرجل، أو يدفع بالموقع لمنطقة خالية من الرجال. بل العكس تمامًا، في واقع الأمر. تفخر نون بنفسها باحتوائها للرجل وآرائه وتطلعاته على موقعها، بطريقة صحية وآمنة.

يمكن العثور على نون عبر مواقع: الفيس بوك وبينتريست وتويتر، وعلى موقعهم الإلكتروني، وهي بهذا الانتشار تهدف إلى “الحديث عن كل شيء، إلا أننا مثل الجميع: متحيّرون بشأن العالم لكننا نرفض الاستسلام.”

أصبح موقع نون بمساحته الإلكترونية الآمنة مثل بيت دافئ للنسوة اللاتي يعشن مغمورات تحت وطأة الثقافة العربية. وفي تلك المساحة، تجري مناقشة الموضوعات المعتادة وأيضًا تلك المحاطة بالتابوهات.

 

الاكتئاب، الأطفال، قضايا الصحة النفسية، المتعة: هذه مجرد عينة من الموضوعات التي يناقشها برحابة صدر في نون الكتّاب والمشاركون من مجتمع نون، فيما يتعلق بالنساء.

 

أمر غير تقليدي، أليس كذلك؟ لكن هذا تحديدًا ما نحبه بشأنها. إن نون، بالشرح المبتكر لمناقشاتها ذات الطبيعة المحفزة للتفكير، تنشئ حركات مميزة في الاتجاه الصحيح من أجل كسر الوصمة المحيطة بمواضيع التابوهات النسوية، ونحو إنشاء مساحة آمنة للمرأة العربية، للتعبير عن نفسها.

….

المصدر: CairoScene

المقالة السابقةالكتابة التي تشفي الأحزان
المقالة القادمةمخازن النفس السرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا