– نتقابل بعد الشغل؟
– عندي شغل بعد الشغل.
– طيب الويك إند؟
– أوك.
وحين يأتي “الويك إند” تأتي صديقتي بصحبة اللاب توب/ التابلت/ الهاتف الذكي، تتبادل القليل من العبارات معنا أثناء انشغالها بالرد على رسائل البريد الإلكتروني التي لا تكف عن الوصول إليها حتى في الإجازة.
في ظل الشعور بعدم الأمان الذي يسيطر على غالبيتنا مع الظروف الاقتصادية السيئة، بالإضافة إلى التكنولوجيا الحديثة التي تتسلل إلينا في كل وقت وكل مكان يجد الكثير منا أنفسهم يتعرضون لمواقف مشابهة للموقف السابق. ويصعب عليهم إيجاد التوازن بين حياتهم المهنية وباقي جوانب حياتهم. هل أنتِ مدمنة للعمل workaholic؟ أم أنك فقط مجتهدة في عملك hard worker؟ ينبغي التفرقة بين إدمان العمل والجد في العمل حيث يخلط الكثيرون بينهما.
هناك علامات واضحة على إدمان العمل:
1- تعملين أكثر من زملائك
هل تصلين إلى مكتبك قبل الجميع وتغادرين بعدهم؟
هل تدخلين عبر شبكة الإنترنت لمتابعة العمل في الإجازات وبعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية؟
لا يعني هذا ارتفاع مستوى الإنتاجية لديك، فالخبراء يؤكدون أن الأشخاص الذين يستطيعون الموازنة، ويقضون الوقت الكافي في الراحة يتمتعون بإنتاجية أعلى في عملهم.
2- لا تتوقفين عن التفكير في العمل حتى في غير وقت العمل
حتى أثناء إجازتك. لا يشترط الإدمان على العمل الحضور الفعلي في مكان العمل لساعات طويلة، بل قد يعني أحيانًا عدم القدرة على التوقف والراحة حتى خارج أوقات العمل.
3- هل تأثرت حالتك الصحية بشكل سلبي؟
تؤثر العادات السيئة لمدمني العمل على نمط حياتهم، فبعضهم يلجأ للأكل السريع غير الصحي، والبعض يضطر إلى تناول طعامه جالسًا على المكتب، والبعض الآخر ينسى تناول الطعام.
هذه بعض المشكلات الصحية الشائعة بين مدمني العمل:
مشكلات الجهاز الهضمي، والصداع النصفي، وزيادة أو فقدان الوزن، والعصبية والإرهاق، واللجوء للمشروبات الكحولية أحيانًا لتخفيف التوتر.
4- علاقاتك متوترة
سواء علاقتك العاطفية أو العائلية، قد نتذكر التوتر الذي حدث في علاقة آن هيثواي بحبيبها وأصدقائها أيضًا في فيل the devil wears prada والذي تزامن مع انغماسها الشديد في العمل.
ينسى مدمنو العمل المناسبات الخاصة مثل أعياد الميلاد وذكرى الزواج وغيرها، ويجدون صعوبة في قول “لا”، مما يفوِّت عليهم العديد من اللحظات العائلية الهامة. وقد توصلت الدراسات إلى أن معدل الطلاق في الزواج الذي يكون أحد طرفيه أو كلاهما مدمنًا للعمل أعلى بنحو 40 بالمائة.
5- تربطين قيمتك بالعمل
يربط مدمنو العمل قيمتهم بمقدار النجاح الذي يصل إليه والتحقق في العمل.
6- ليس لديكِ اهتمامات أو هوايات حقيقية خارج نطاق العمل:
إذا كنتِ تقضين وقت فراغك في القراءة فيما يخص مجال عملك، أو قراءة تقارير العمل/ وتجدين صعوبة في ممارسة أنشطة أخرى غير مرتبطة بالعمل.
7- يمكن الوصول إليك في أي وقت
إذا كنت تخبرين زملائك أن بإمكانهم الاتصال بك في أي وقت وأي مكان، فهذا يعني أنك لا تستطيعين وضع حدود بين وقت العمل ووقت الراحة.
8- تجدين صعوبة في قول “لا”
سواء لمدرائك أو لزملائك في العمل حينما تكلفين بالمزيد من المهام الإضافية. في مرحلة ما عليك التوقف ومصارحة مدرائك بأنك غير قادرة على قبول المزيد من العمل. اشرحي لهم مسؤولياتك الحالية وأن قبول المزيد من المهام يعني ألا تكوني قادرة على أداء مهامك بنفس المستوى.
9- دائمًا ما يدور حديثك عن العمل
مع أصدقائك أو مع شريكك أو عائلتك تجدين نفسك تتحدثين عن العمل، حتى إذا استطعت السيطرة على نفسك لبعض الوقت فغالبًا ما تنزلقين إلى فخ الحديث عن العمل، لأن حياتك تتمحور حوله.
لكن هل هناك حلول حقيقية لمدمني العمل؟
مثل كل حالات الإدمان ينصح باللجوء إلى المتخصصين، خصوصًا إذا كنت في حالة متقدمة. لكن هناك بعض النصائح التي تستطيعين الاستعانة بها لمحاولة السيطرة على الأمر بشكل مبدئي:
– حددي أولوياتك: كوني مرنة قدر الإمكان وضعي جدولاً يوميًا يوازن بين الاهتمام بالعمل وبنفسك وبعائلتك أو أحبائك.
– لا تقبلي المزيد من مهام العمل: قبل قبول أي مهمة تأكدي من تخليكِ عن مهمة أخرى تستغرق نفس القدر من الجهد والوقت.
– لا تقومي بعدة مهام في نفس الوقت: فهذا يسمح لك بالمزيد من التركيز وبإنتاجية أعلى. ولا تنتظري أن تشعري بالتعب لكي تستقطعي وقتًا لراحتك.
– تخلي عن المثالية الزائدة: إذا كنتِ ممن يعون إلى الكمال في كل شيء فعليك أن تهدئي قليلاً وتتعلمي أن تقبلي أحيانًا بأداء أقل من المثالي.
المصادر:
