بقلم: رفيق رائف
آخر فترة في كورس التانجو، لاحظ المدرب أننا بنرقص في خطوات كثيرة، ويمكن تكون معقدة وصعبة، لكن من غير إحساس أو تفاعل مع المزيكا اللي شغّالة في الخلفية. المزيكا أوقات بتكون حماسية، أو فيها شجن، أو فيها أحاسيس كثيرة متنوعة. لكن لفت نظري أني عادةً برقص بطريقة واحدة وبسرعة واحدة؛ مهما اختلفت المزيكا، واختلف إحساسها. كأني داخل أسمَّع الحركات كلها اللي اتعلّمتها في كل مرة، وكل اهتمامي هو أني أعمل أكبر قدر ممكن من الحركات المعقدة، مش أني أكون بشوف ايه المناسب مع المزيكا. واكتشفت قد ايه اللي بعمله دا؛ هو على النقيض تمامًا من مفهوم “الرقص”. فأنا مش بكون سايب نفسي أستمتع بالمزيكا أو بالحالة اللي الرقص بيخلقها، لكن داخل أنفذ مهمة محددة.
من الحاجات الجميلة والمميزة في مدرب التانجو دا؛ أنه مش بيكون فارق معاه أننا تكون حصيلتنا الحركية في الرقص كبيرة أو معقدة أكثر ما بيبقى فارق معاه أننا نكون بنرقص بجد، بنحس بجد، وبنستمتع بجد؛ أننا نكون بنأخذ خطواتنا في الرقص علشان حاسين أنها مناسبة لينا وللمزيكا؛ مش علشان نبهر حد أو نوصل لمستوى معين في الرقص. من الآخر كدا؛ أننا نكون بنرقص من جوّانا، مش بنرقص من خلال قناع لابسينه.
ما هو أصل أوقات كثيرة، الناس بترقص من خلال أقنعة لابسينها، أقنعة يبانوا فيها مُبهرين ومُنجزين وشاطرين؛ من غير ما يسيبوا الرقص يدخل جوّاهم ويؤثر فيهم. وزي ما فيه ناس كثيرة اسمهم بيرقصوا تانجو، بينما كل اللي يعرفوه هو خبرة الرقص السطحية في الحركات والتكنيك اللي بيحصل؛ فيه ناس كثيرة اسمهم عايشين الحياة، بينما لم يختبروا شيء في الحياة أكثر من المهام السطحية. كل الأسئلة اللي بتشغلهم هي: بنشتغل ايه؟ معانا كام فلوس؟ بننجز ايه؟ بنلبس براندات منين؟ بنسافر فين؟ .. الأسئلة دي مش غلط تام، لكن بشوف أن من السطحية أننا نتحبس في الأسئلة دي بس، ونسيب أسئلة ثانية منجاوبهاش .. أسئلة زي: امتى بحس أني عايش بجد؟ ازاي أكون راضي؟ ازاي أعيش بشكل مُرضي ليّ؟ ازاي أعيش الحياة بالشكل اللي أنا مختاره فعلًا، مش الشكل اللي قرره لي الناس أو المجتمع؟
“ماشى في زحام والخلق من حواليك..
سارح في حلم لسه محققتوش..
عدّت حاجات ملمستهاش بعينيك..
فاتك كثير من الحلو لسه مشفتوش”. (أغنية ياللي معدّي، دينا الوديدي)
أدعوك تبدأ تعمل قائمة بالحاجات اللي بتحسّسك أنك عايش فعلًا. مش لازم تبقى الحاجات كبيرة، لكن ممكن تبقى مجرد حاجات بسيطة، كل اللي بتعمله أنها تخليك تقف وسط الجري في سباق الحياة، وتأخذ نَفَس وتهدِّي شوية.
وأنا بكتب المقال دا بفتكر كلمة المدرب: “الراقص الكويس، مش لازم يكون أكثر حد بيعرف يعمل حركات صعبة، لكن لازم يكون بيسمع المزيكا اللي في الخلفية كويس، وبيحس بيها كويس”. وبشوف أننا في الحياة معظم الوقت مشغولين بحركاتنا وبإنجازاتنا، مشغولين بالحاجات الملموسة أكثر من أننا عارفين نستمتع بالحاجات غير الملموسة -زي المزيكا في خلفية رقص التانجو-. ولأن القدرة على الاستمتاع بالحياة هي عضلة -زي أي عضلة ثانية-؛ فهي محتاجة نتمرّن عليها. وكل ما هنتمرّن عليها هنعرف نستطعم ونستمتع بالحياة، وبما نمر به، مهما كان بسيط ومش مبهر.
القائمة اللي جايه هي جزء من الحاجات اللي بتحسسني أني عايش، لكني أشجعك تعمل قائمة ليك لوحدك:
- أقرأ كتاب وأحبه.
- أقعد أتكلم مع حد قريب مني.
- أشوف البحر أو أشوف مكان فيه خُضرة.
- أبصّ للنجوم أو للقمر.
- أسمع مزيكا بحبها وأنا سايق.
- أتفرج على فيلم وأستمتع بيه وبتفاصيله.
- آكل أكلة حلوة مع حد بحبه.
- أشرب قهوة طعمها حلو، وأحس بيها بتفوَّق دماغي بالراحة.
- أشتري لبس حلو.
- أنام وأحس أن جسمي شبع نوم.
- ألعب مع الكلاب.
- أكتب أي حاجة في النوتة بتاعتي.
- أشتري هدية لحد بحبه، أو ممكن أشتريها لنفسي.
- أتمشى والجو يكون حلو.
- أعمل سَلَطَة لنفسي.
- أبصّ للسما وآخذ بالي من شكل السُّحُب.
“جرّب ياللي معدّي، جنب الحاجة الحلوة تعدّي..
وفتح عينك وأنت تشوف..”. (أغنية ياللي معدّي، دينا الوديدي)
جرّب تلاقي وقت لنفسك، وتسأل نفسك: “هل أنت حقيقي راضي بمقدار الحياة اللي أنت بتختبره؟”.
وبلاش تغرق في افتراضات عن “أنا عايز دا يحصل أو دا يتغيّر علشان أعرف أنبسط”. مش دايمًا بنعرف نغيّر من الحاجات حوالينا، ولو فضلنا مستنين الدنيا تتغيّر علشان نرضى ونحس بالحياة؛ فعُمرنا ما هنحس بيها. الحياة مليانة بهبات وعطايا كثيرة ممكن نستطعمها. علشان نتمرّن على الاستمتاع بالحياة محتاجين نتوقف قليلًا، ونتساءل عن ما يجعلنا نشعر بالحياة أصلًا، ثُم نسعى أن نختبره أكثر وأكثر.
مراجعة لغوية: عبد المنعم أديب.
مقال رائع
القدرة على الإستمتاع بالحياة عضلة لازم ندربها زي أي عضلة ❤️
Hey there! Do you use Twitter? I’d like to follow you if that would be ok. I’m absolutely enjoying your blog and look forward to new posts.
Hi I am so happy I found your weblog, I really found you by error, while I was researching on Bing for something else, Nonetheless I am here now and would just like to say kudos for a incredible post and a all round enjoyable blog (I also love the theme/design), I don’t have time to read it all at the minute but I have book-marked it and also added your RSS feeds, so when I have time I will be back to read more, Please do keep up the excellent job.
Great write-up, I am regular visitor of one?¦s web site, maintain up the excellent operate, and It’s going to be a regular visitor for a lengthy time.
Hiya, I’m really glad I have found this info. Today bloggers publish just about gossips and web and this is actually irritating. A good blog with interesting content, that is what I need. Thanks for keeping this website, I’ll be visiting it. Do you do newsletters? Cant find it.
Perfectly indited written content, Really enjoyed reading through.