اتكلموا.. اتكلموا.. اتكلموا.. محلا الكلام، ما ألزمه وما أعظمه.
“جاهين”
مين فينا مش بيحتاج للكلام والتعبير؟ ومين مش محتاج انه يلاقي ملجأ آمن لاحتواء كل اللي بيقوله؟ أو مين يحب لما يتكلم ويعبر عن اللي جواه ميتحكمش على مشاعره ولا على أفكاره؟
ومن ناحية تانية، مين اتكلم وندم إنه طلع اللي جواه؟ ومين اتكلم واتخذل؟ أو بعد ما اتكلم اتحط في قالب أو برواز معين، وبقى يتشاف منه وبس؟
كل الأسئلة دي أعتقد إنها عدت على بال كل البشر. كلنا بنحتاج للكلام وللتعبير، ومش بس إننا نتكلم لكن كمان يتم استقبال كلامنا بشكل كويس، ومنتوجعش أكتر من سوء الاستقبال أكتر ما احنا موجوعين من الموضوع اللي بنتكلم عنه.
خلونا نبتدي الرحلة ..
ليه مهم نتكلم ونشارك؟
-
التواصل مع أنفسنا:
التعبير عن مشاعرنا وأفكارنا بيساعدنا على التواصل مع أنفسنا بالدرجة الأولى. بيخلينا على وعي بكل اللي داير جوانا من حديث ذاتي self-talk. وتعبيرنا بصوت مسموع عنه بيخلينا نشوفه قدام عينينا، فتكون الصورة أوضح.
-
مبدأ 90/10:
مبدأ 90/10 لستيفن كوفي Stephen Covey بيقول فيه إن أحداث الحياة بتمثل 10% وإن 90% من الحياة بتحددها، وردود أفعالنا وتجاوبنا مع كل اللي بيحصل ويدور في حياتنا.
علشان كده تعبيرنا عن اللي بنحسه وبنفكر فيه بعد كل موقف في الحياة مهم، لأنه بيخلينا نشوف حجم الـ 90% جوانا. واللي ممكن يكون في بعض الأوقات أكبر بكتير من الموقف اللي حصلنا.
-
بيعزز قدرتنا على حل المشكلات واتخاذ القرار:
بعد ما بنشوف حجم اللي بنعدي به قدامنا من خلال مشاركتنا وكلامنا المنطوق، وبنسمع وجهة نظر اللي قدامنا، بيبتدي يتكون جوانا القدرة على رؤية المشكلة أو الموقف بحجمه فنقدر وقتها ندور على حل. ونقدر ناخد قرارات ممكن يكون ليها تأثير على تفادينا الوقوع في نفس المواقف في المستقبل.
-
تقليل التوتر والقلق:
المشاركة بتزيح الجبل اللي بيكون فوق اكتافنا وماشين به لوحدنا. وبتطلعنا بره الدايرة المقفولة اللي بتكون شغالة جوه عقولنا في صحيانا ونومنا. فبالتالي التوتر والقلق بيقل تدريجيًا من حياتنا.
-
أنا مش لوحدي:
لما بشارك بكتشف إني مش لوحدي وأن معاناتي ممكن تكون متشابهة مع أشخاص تانيين، سواء كانوا سابقين بخطوة فممكن يساعدوني؛ أو حتى في نفس مكاني فنحس بالونس والمعية.
لو قررنا نكتم مشاعرنا، إيه اللي بيحصل؟
الإقرار بالمشاعر المختلفة مش شيء سهل، والتعبير عنها هو جزء من التعري والقبول إني أكون ضعيف vulnerable، وبالتأكيد فيه جزء منه قبول المخاطرة والقبول بأني ممكن أتجرح.
علشان كده البعض منا بيختار ويقرر إنه ولا يعترف بمشاعره، ولا يشارك بيها ويطلعها. فإيه اللي ممكن يحصلنا لو أخدنا القرار ده؟
الإرهاق العقلي:
المجهود اللي بتاخده عقولنا لتجاهل مشاعرنا أكبر بكتبر من المجهود اللي بيحصل لو قررنا نعترف بيها ونطلعها. فبنُصاب بالإرهاق العقلي بشكل أكبر عند الكتمان.
مزيد من المشاعر السلبية الأقوى:
مشاعرنا بتصبح أقوى لما مش بنعترف بيها ونعبر عنها. فتكون أشد شراسة جوانا، وبتاخد سُلطة أكبر جوه كياننا.
الفيشة بتتشد وكله بيطفي مرة واحدة:
لما بنحاول نتجاهل المشاعر السلبية زي الغضب أو الحزن، ده بيأثر على المشاعر الإيجابية كمان اللي ممكن نختبرها زي السعادة والانبساط بالحاجات اللي حوالينا. مش هينفع أختبر المشاعر الإيجابية بدون التعامل والتخلص من المشاعر السلبية بشكل صحيح.
الجسد يتذكر:
حتى لو حاولنا كتم وتجاهل مشاعرنا بشكل واعي، هتفضل فيه طاقة كبيرة متخزنة جوانا وبتدور على فرصة للخروج. وهنا بيكون جسمنا هو قناة التعبير اللي بتصرخ بصوت عالي، وده بيظهر في شكل ما يسمى بالأمراض “النفس-جسمانية” أو “نفسية-جسدية” psychosomatic diseases.
علشان كده، أحب ارجع للي كتبه الرائع جاهين:
“اتكلموا.. اتكلموا..
محلا الكلام، ما ألزمه وما أعظمه”
فحقيقي احنا في احتياج للكلام وللتعبير وللمشاركة.
محتاجين نتعرف على نفسنا أكتر واحنا بنتكلم بصوت عالي عن مشاعرنا وأفكارنا وعن نفسنا. واحنا بنوصف حياتنا ومواقفها وردور أفعالنا تجاه كل اللي بيحصل.
الكلام والمشاركة بيصالحونا على نفسنا، وعلى مشاعرنا، وعلى اللي عدينا به من ألم. المشاركة والمساندة بيورونا إننا مش لوحدنا، وإننا مسموعين ومقبولين ومفهومين وإن فيه إمكانية للخروج من أي ألم.
المشاركة ونس.. فاتكلموا واتونسوا