“دمي ده بيجري فيه كور بيضا وحمرا ونسوان”.
جملة قالها أحد أبطال فيلم سهر الليالي، صارت عذرًا لكل رجل يُتّهم بأنه “عينه زايغة”.. رد يغنيه عن البحث عن أي أسباب لأفعاله التي تشكو منها شريكة حياته.. “جينات اتخلقت بيها”، سبب كافٍ لاستراق النظر إلى امرأة أخرى.. “أنا كده، ربنا خلقني كده.. وخلاص”.
بدايةً ربما الرجل “تفرغ عينه” لعدم الحصول على دفء كافٍ مع شريكته التي تورط معها في بناء بيت هشّ، لكن محور حديثنا هنا حول رجل مريض بهلاوس أقنعته بوجود نسوان بين كرات دمه دون مبرر.
علماء النفس وخبراء الطب النفسي كانت لهم عدة آراء وأسباب يرون أنها متوطّنة في عقل ذلك الرجل صاحب العين الزايغة، وكان من أهم تلك الأسباب وأكثرها شيوعًا أربعة أسباب.. قد ينساها الرجل، وقد ينسى زمن حدوثها، وأيضًا ينسى تفاصيلها، وغالبًا لا يعرف ارتباطها بالمشكلة أصلاً، لكن تبقى فقط نتيجتها.
1- هذا الرجل قد يكون عاش علاقة مضطربة بأمه حوّلته للبحث عن علاقات نسائية تعوّضه الحنان المفقود، ومع مرور الوقت يتحوّل الأمر إلى داء مزمن لا يزول، حتى بعد اختياره لشريكة يقضي معها بقية حياته.
2- قد يكون هذا الرجل فاشلاً على المستوى العملي.. الثقافي.. الأسري.. الاجتماعي.. إلى آخر الإنجازات الحياتية المختلفة، وهو ما يصيبه بفقدان الثقة في نفسه، فيدفعه ذلك إلى البحث عن تعويض بجمع الفتيات حوله، حتى يكون صاحب إنجاز يتحدث عنه ويُشعره بأي تميز عن الآخرين من حوله.
3- أن يكون مصابًا باضطراب نفسي يجعله دائم الشعور بذاته، أو بمعنى أوضح شخصية نرجسية، وهذه الشخصية تميل إلى أن تكون محور الكون ومحط اهتمام الجميع. ثم يجد أيسر التصرفات التي تشبع هذا الشعور هي تعدد العلاقات مع الجنس الآخر.
4- ربما الأمر رسالة تمرد على حياة لا ترضيه، لكنه لم يجد القدرة الكافية للمواجهة بالمشكلة، فخرج سخطه وتمرّده في صورة محاولات للاستغناء عن شريكته بأخريات بدلاً من المواجهة والنقاش والوصول إلى حل لسد الفجوات في علاقتهما.
بالتأكيد لم نسرد الأسباب حتى ننصح أي امرأة بتحمّل الأمر على علّته، ولا لنساعد هذا الرجل في إيجاد مبرراته، لكنها لفهم شخصية رجل يجري بين كرات دمه النسوان.
ليس من واجب الشريكة الانفلات من حياتها وإهمال اهتماماتها لتحمي شريكها من إغراء الأخريات، فهو قد يتفلت منها فقط ليشبع فضوله في اكتشاف عوالم نساء أخريات واعتبار النساء كـ”قفص” فاكهة يجب أن يتذوق من كل نوع ثمرة.
لن تتمكن أي امرأة من غمض عيني شريكها طوال الوقت، لكنها ربما إن عرفت أهم الأسباب تتمكن من مداواة الأمر وتطمئن للسير على طريق صحيح لتربية وتقويم هذا الرجل وتصفية دمه من النسوان الجامحة بداخله.
عزيزي الرجل غير المكتفي بامرأة واحدة.. ابحث داخلك وواجه نفسك بالأمراض المتوطنة داخل عقلك الباطن ثم عالج نفسك؛ بنات الناس لم يخلقن للجري خلفك وليس من واجبهن الرضا بآفاتك النفسية ولملمتك من بين أيادي النساء.