بتشتغلي ولا لسة بتدرسي؟
لو بتشتغلي فإنتي هتفهمي كلامي، ولو بتدرسي متقريش باقي المقال عشان الإحباط. صدقيني مش قصدي أحبطك، بس أنا هقول شوية حاجات هتضايقك، ممكن تخوفك وممكن تخليكي تفكري كذا مرة قبل أي مقابلة شغل، بس صدقيني أنا بنقل واقع ومش قصدي أجيبلك اكتئاب.
– قومي لفي كده!
– ممكن تغيري ستايل لبسك؟
– مين اللي منقيلك الطقم ده؟
– إحنا محتاجين سكرتيرة بس المدير بتاعنا عايز واحدة شخصيتها قوية.. واحدة تبهدله.
– إنتي مديرة مكتبي وإحنا لازم نبقى أقرب م الصحاب، فكري على مهلك وأنا مش هجبرك على حاجة.
دي مش لقطات من فيلم عربي هابط، دي لقطات من الحياة الواقعية، عشتها أنا أو واحدة من صحباتي أثناء رحلة البحث عن شغل، وغيرها كتير مينفعش يتقال عشان مصدمكيش، وعشان اللي أكتر من كده مش بنصادفه كتير، لكن اللقطات اللي فوق دي بتحصل باستمرار.
البنات في مصر بقوا محتاجين الشغل زيهم زي الولاد بالظبط، الموضوع مبقاش تحقيق ذات ولا شعارات ولا اعتماد ع النفس، ومقولة “خليكي في بيت أبوكي تاكلي لقمة وترمي عشرة” دي مبقتش واقعية أوي، لأن فيه كتير من الأوقات أبوكي نفسه بيكون محتاج إنه يتطمن عليكي إنك هتعرفي تعيشي من غيره.
قبل كل مقابلة شغل لازم البنت تتشيك أوي، وتروح الكوافير عشان شكلها ميبقاش فيه غلطة، محجبة أو مش محجبة فإنتي لازم تهتمي أوي بشكلك، ده طبيعي ومطلوب، لكن اللي مش طبيعي إن البنت بتبقى رايحة المقابلة ومش عارفة فيه إيه ورا باب المكتب.
كتير من البنات بيبقوا رايحين مقابلات الشغل متوترات جدًا ومستعدات لأي محاولة تحرش، وده بيحصل طول الوقت، مجتمعنا بقى عارف إن البنات محتاجين الشغل وبقى بيضغط بقسوة ع النقطة دي وبيستغلها، تلاقي صاحب الشغل قاعد بيتفرج من ورا مكتبه على شكل البنت اللي داخلة، أوقات بيكون فعلاً محتاج واحدة تشتغل بس مفيش مانع من بعض المرح مع الشغل.
مبقولش إن ده الواقع في كل الشغل، بس بقولك إن ده الواقع في نسبة مش قليلة من مقابلات الشغل اللي بتخوضها البنت.
البنات في بلدنا بقى مطلوب منهم إنهم ميتعصّبوش لما يواجهوا النوع ده من المقابلات، عشان سُمعتها وعشان هي مش هتستفاد حاجة من الشوشرة أصلاً، ده غير إن محدش بيجبرك على حاجة، لو مش مناسب ليكي الشغل فيه عشرة غيرك هيشتغلوه وهيبقوا مبسوطين.
البنات في بلدنا مطلوب منهم إنهم يقابلوا ده ويطمنوا بعض، أنا مش بقول إن دي الطريقة الوحيدة عشان تشتغلي، لكن بأكدلك إن لو كنتي بتدوري على شغل بنفسك فإنتي أكيد هتقابلي النوع ده من مقابلات الشغل.
البنات في بلدنا مطلوب منهم يبقوا طول الوقت على أهبة الاستعداد، عشان مقابلة الشغل مش مضمونة، ويا ريت لو تاخدي حد معاكي، طبعًا ده شيء مستحيل لإن لو الشغل اللي رايحة تقدمي فيه في مكان محترم فأول انطباع هيتاخد عنك إنك متعرفيش تتحملي المسؤولية لدرجة إنك واخدة حد معاكي في المقابلة الشخصية.
البنات في بلدنا مطلوب منهم إنهم يفكروا ألف مرة، الأول تبصي ع الإعلان وتقيّميه كويس، وبعدين تركزي أوي في مكالمة التليفون اللي بيبلغوكي فيها بمعاد المقابلة الشخصية، عشان تميّزي أي علامة مقلقة هتخليكي تواجهي موقف مش لطيف، وبعدين تدعي ربنا طول السكة إنه يسترها معاكي، وفي النهاية إنتي وحظك.
أنا مش بخوّفك، بالعكس، أنا بقولك اللي بيحصل واللي قابلته أنا وقطاع كبير من البنات في بلدنا عشان لو حصلك موقف زي ده متتصدميش، ومتحسيش إن حظك وحش، ولا تخلي ده يوقفك عن إنك تحاولي تلاقي شغل وتشتغلي فعلاً، لإن زي ما أنا قابلت المواقف دي، كمان قابلت صاحب شركة بيرفض يعمل بوسترات عليها بنات أشكالهم ملفتة حتى لو منتجاته هتبيع بالطريقة دي أكتر.
في بلدنا البنت الناجحة دي بطلة، مش مجرد بنت لقت شغل واشتغلت وخلاص، دي عدت بمراحل كتير أوي في اللعبة وقتلت الوحش كذا مرة.