شكرًا يا نون

375

أسوأ شيء في الدنيا إن كل اللي حواليك يحسسوك إن أكتر شيء بتحبه في الدنيا شيء تافه، وملوش معنى وأي حد ممكن يعمله!

 

ده كان اللي بواجهه في كل مكان ومع أي حد بعرفه لما يعرف شغفي الكبير بالطبخ. كنت بحسهم بيبصولي على إني ست تافهة دماغها فاضية قاعدة وحلة المحشي قدامها وعمالة تلف صوابع الكرنب ليل ونهار.

 

مكنتش بحب النظرة دي ومكنتش بحب إني مضطرة أوضح إن الطبخ علم وفن ومختلف تمامًا عن إني أعمل أكل أملا بيه معدتي وخلاص. 

 

فكنت دايمًا أداري عن الناس إني طباخة شاطرة، وإني بحب القراية في مجال الطبخ زي ما بقرا في التاريخ والأدب. 

 

عرفت القهر الحقيقي على إيد مدعيات حقوق المرأة.. الستات اللي شايفين إن الست الشاطرة في المطبخ هي الست اللي باعت روحها للشيطان مقابل 3 وصفات جديدة للفراخ المشوية. وإني عشان أكون حرة لازم بين كل كلمتين يكون فيه كلمة قبيحة في النص خارجة ما بين دخان السجاير.

 

طب أنا ست حرة وحاسة بنفسي وبكياني وبحب الطبخ، مبعتش روحي للشيطان مقابل وصفات الفراخ المشوية.. لكن مين يفهم في مجتمع الحرية فيه one way ؟! وفي يوم كنت قاعدة بضيع وقت -كالعادة- على فيسبوك لقيت مجموعة بنات حلوات بيناقشوا غادة خليفة عن مقالها عن مسلسل ذات، واسم الله عليه عبمجيد أوف كورس، اللي اتنشر في “نون”.. أنا كنت قريت المقال ودخلت الموقع وقلبت فيه شوية لقيته لطيف.. مش عارفة وقتها إيه اللي خلاني أقول لهم أنا عايزة ألعب معاكم هناك. أنا كنت وما زلت شايفة إن كتابتي نوع من اللعب.

 

قالولي كلمي آية.. كلمت آية، ودي كانت من أجمل الحاجات اللي حصلت في حياتي.

 

وبعت لـ”نون”.. في الأول كنت بعتقد إني هبعت حاجات بسيطة عن اللي بعمله في المطبخ.. مجرد لعب يعني.. بس في اللعب ده اكتشفت نفسي واكتشفت إني بحب الكتابة عن الطبخ وبحب تقديم الوصفات، وبحب أجرب وأبتكر، وبحب قوي قوي لما الناس تجرب وصفة من اللي أنا قدمتهالهم وتعجبهم، وبحس إن سعادتهم بأكلة حلوة هي مكافأتي. هي نجاحي. هي ثقتي بنفسي. هي حريتي اللي محدش يقدر يحطها في إطار ضيق.

 

شكرًا لـ”نون” عشان ساعدتني أقدم نفسي للناس في الإطار اللي بحبه.. وشكرًا لكل فريق “نون” اللي بيدعمني وبيحسسني إن اللي بكتبه كلام مهم ومفيد وله قيمة.

 

شكرًا لـ”نون” عشان ظهرت في حياتي بالظبط في الوقت اللي كنت محتاجاها فيه، عشان أتأكد إني ماشية صح في الطريق اللي بحب أمشي فيه. 

 

في آخر كلامي أحب أقول كل سنة وإنتي طيبة وحنينة قوي يا “نون” بلمتنا في حضنك وقعدة البنات الحلوة الدافية، وبسكويت الزبدة اللي بحبه ودايمًا بلاقيه مستنيني عندك.

المقالة السابقةالدجاج المشوي في الكيس الحراري
المقالة القادمةالمهنة؟ ست بيت.. يا دي العيبة!

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا