6 أفكار مستخبية لتدليع النفسية

692

الدنيا ماشية بضهرها وحطت عليكي؟ وأنا كمان.

إلا إن مهنتي هي البحث عن الحلول، وبين مئات الدراسات العلمية عن الطعام والسعادة والحب والتخسيس التي ترجمتها في الفترة الماضية، وجدت هذه الخدع المستخبية، لتدليع نفسيتك في أيامك التي تنزل فيها المرجيحة “من فوق لتحت.. لتحت.. لتحت”.

1- الخبز

كون الأعمال اليدوية تساعد في تحسين حالتك النفسية، بات خبرًا قديمًا الآن، فهي إحدى الوسائل العلاجية المثبتة والمتبعة من العديد من الأطباء النفسيين، خصوصًا مع الرسم والتلوين والنحت وخلافه.

الجديد.. هي دراسة صادرة في أواخر العام الماضي، كشفت أن أفضل الأعمال اليدوية تأثيرًا على النفسية، هو الطبخ.

خبر عظيم لوالدتك التي طالما لامتك على عدم تعلم الطهي، واشتكت لكل خالاتك وعماتك وعاملات النظافة في عملها، من فشلك الذريع في المطبخ.. ما علينا. تقول هذه الدراسة أن كثرة الخطوات المتبعة في الخبز والعمل البدني اللازم لصنع العجائن، والحواس الكثيرة المستخدمة في أثناء الخبز، من الشم واللمس والتذوق والنظر، كلها أمور تعمل كمُلْهٍ طبيعي عن المشكلات، مما يساعدك على تصفية ذهنك.

مضافًا إلى هذا الشعور بالانجاز الذي تحصلين عليه عندما تخرج الوصفة من الفرن، ويعجب بها جمهورك من نقاد الطعام في المنزل، ولكن للأمانة عليَّ أن أخبرك، أن هذه الطريقة ليست آمنة على الوزن، ولا ينصح باتباعها لمن اشترت لتوها فستانًا لمناسبة قريبة، أو بنطلونًا يحتاج لمساعدة خارجية لإدخالها فيه.

2- الكائنات الحية الخضراء

لا تقلقي.. لن أقترح عليكِ تربية فضائيين، ولو أنها فكرة تحمل الكثير من أجواء الاستكشاف والمرح، ما علينا، عليك بزيارة حتى ميدان الجيزة، حديقة الحيوانات، اسألي هناك عن حديقة قديمة أثرية تُدعى “جنينة الأورمان”، إن كنتِ من مواليد فيصل والهرم التعساء أمثالي، فقد أمضيتِ كل رحلات طفولتك المدرسية هناك بالفعل.

تقيم الحديقة سنويًا مهرجانًا للربيع.. كَم الألوان والمزروعات والحدائق المصممة والأرجوحات المعروضة، كفيل بغسل روحك من الداخل، هناك أنواع لا حصر لها من الورود والمزروعات التي تتطلب مستويات متفاوتة من العناية، اختاري ما يناسب ذوقك بمساعدة المهندسين الزراعيين الموجودين هناك، المهم أن تحصلي لنفسك على كائن أخضر في المنزل.

المعرض مستمر حتى 30 أبريل، وتبدأ أسعاره من 10 جنيهات للزرعة الواحدة، وأحيانًا 5 جنيهات. رؤية ذلك الكائن الأخضر يزهر أمام عينيك يوميًا، تبيَّن أن له تأثيرًا على عواطفك وشعورك بالراحة والأمان، مشابهين لتربية حيوان أليف.

3- كتب وتطبيقات التلوين

لا تشعرين بالقدرة الكافية على رفع نفسك من السرير؟

أعرف هذه الظروف التعيسة، ولديَّ فكرة أخرى، استخدمي هاتفك المحمول في تحميل أحد التطبيقات المجانية المخصصة للتلوين للكبار، فالتلوين ضمن الأعمال اليدوية التي تسحب تفكيرك، وجزءًا كبيرًا من كهرباء مخك في أشياء تعيسة من مستقبلك المهني وحياتك العاطفية.

في ظروف أفضل من تلك، يمكنك البحث عن كلمة Mandala، هو تصميم هندي غاية في الجمال، لها العديد من النسخ، اختاري واحدة للتلوين واطبعيها، واستخدمي الألوان الخشبية، في إبقاء عينيك وذهنك معلَّقَين في شيء غير تعيس أو مضيء أو ضار، لأطول فترة ممكنة.

4- ديتوكس السوشيال ميديا

هادم اللذات ومفرق الجماعات، جلاب النكد والذكريات التعيسة والأخبار اللي زي خلقته “فيسبوك”، سدي كل باب تدخل إليك منه ضوضاء العالم وأمراضه الاجتماعية، فيكِ ما يكفيكِ من الضوضاء في رأسك، خذي استراحة من متابعة نجاحات الآخرين، وسعادة صورهم المتكلفة، خذي إجازة من أخبار المفقودين والتعساء والمرضى في كل مكان في العالم، ربما فاتك التريند التالي، لكن صدقيني أمامك الكثير لفعله دون أن يسبقه خبر تعيس أو رسالة من أحد أصدقاء العمل. وعن تجربتي الشخصية، لم أسعد في حياتي أو أنعم بإجازة كاملة، إلا عندما فصلت زملاء العمل في حساب خاص بهم بعيدًا عن حسابي الشخصي، لا أفتحه إلا من مكتب العمل، ولا أدخل حسابي الشخصي إلا من هاتفي.

5- هاتي هدية

هذه ليست محاضرة قصيرة في مهاداة نفسك وتدليع نفسك، لست أنا يا ماما.. إنها دراسة علمية أخرى كشفت أننا طوال هذا الوقت نستعمل التسوق المدفوع بمشاعر الاكتئاب بطريقة خاطئة. تحكي هذه الدراسة عن الشعور العظيم بالرضا عن النفس والإنجاز الذي يجلبه شراء الهدايا للآخرين، فيبدو أن الإنسان مخلوق يحب إسعاد من حوله، فقد كشفت الدراسة أن شراء هدية لإسعاد شخص آخر يحفز في المخ مركز المكافأة المسؤول عن إفراز الدوبامين (هرمون السعادة)، لعلك تذكرت فجأة صديقتك التي تزوجت العام الماضي ولم تحضري لها هدية بعد، ربما حان الوقت (غمزة).

6- وأخيرًا.. دراسة أخرى بأن كتابة ذكرياتك يوميًا وتدوين مشاعرك، هي عادة يمكنها أن تصنع المعجزات لنفسيتك، وكأنك تخوضين تجربة جديدة في دولة مختلفة يوميًا.. فضفضي للورق.

المقالة السابقةكيف تدللين نفسك عن طريق القراءة؟
المقالة القادمةزين” الذي وُلِدتُ يوم وُلِد
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا