وقفة

151

 

بقلم: روكسان رأفت

 

وأنت سايق مرَّات بتهدِّي، ومرات بتفرمل مرة واحدة. والحالتين -غالبًا- أشبه بالوقوف وسط الرحلة أو الطريق اللي أنت ماشي فيه بسبب حاجة مفاجأة! وفي الحالتين بيبقى عندك إما تساؤل أو تردد أو بتلحق مصيبة!

مرات بحس أن الحياة عاملة زي سواقة العربية، تبقى عايش تمام والحياة ماشية، وفجأة تيجي حاجة تفرملك. مرات الفرملة دي تنقذك ومرات تنقذ غيرك. المهم أنها بتفوَّقك، وبتغيّر مسارك، وبتوقَّفك إجباري.

كل مرة اتفرملت إجباري في الحياة ممكن أقدر أسميها “نقطة تحول”؛ لأنها -غالبًا- بتعمل فينا حاجة. ممكن تغيّر حياتنا للأحسن، وللأسف مرات بتغيرها للأسوأ.

المهم أنه كثير في حياتنا بنقف وقفات، ونتغيّر بعدها. فلو نجيت من الموت بعد حادثة صعبة هتتغير فيك حاجات كثيرة؛ لو فقدت حد بتحبه أو حاجة غالية عليك؛ لو كسبت فلوس كثيرة أو خسرت مبلغ محترم؛ لو حبيت أو اترفضت؛ لو حققت حلم أو وصلت لمنصب أو خسرت شغلانة أحلامك؛ لو سافرت بلد جديدة أو قربت من شخص مؤثر ومختلف .. كل دي تُعتبر نقاط تحول من بعدها الحياة مبتفضلش زي ما هي.

 

نقاط التحول ممكن تعمل فينا 3 حاجات:

 

1- تزوّد أسئلتنا أو تحيّرنا

مش بس الصعب منها، لكن حتى الحلو بيخلينا نعيد تساؤلات أو نسأل أسئلة جديدة لأنها مرات بتغير مفاهيمنا عن الحياة والسعادة والمعنى. نقاط التحول بتخلينا مرات نقلق أو نترقب أو نتحمس. ودي مشاعر طبيعية.

2- بتعيد ترتيب أولوياتنا

كل نقطة تحول بتخليك تعيد ترتيب تفاصيل حياتك: إيه اللي كان مهم وبقى لا، وإيه اللي عُمرك ما فكرت فيه وبقى أول حاجة بتفكر فيها. ورغم صعوبة ده إلا أنه نتيجة طبيعية مرات بتكون مهمة ومفيدة.

3- بتشكل في شخصياتنا

مرات كثيرة مبنتغيرش غير لما نطلع برَّا اللي متعودين عليه، على الرغم من كُرهنا للمواقف الفارقة الصعبة إلا أنها حتمًا بتعيد صياغة شخصياتنا. مرات بتخلينا أكثر صلابة، ومرات بتخلينا أكثر مرونة أو هشاشة. مرات بتخرّج مننا طاقة غضب مكبوتة، لكن كمان مرات بتخلينا أكثر وداعة وهدوء ولطف. مرات بتكسرنا ومرات طبعًا بتقوينا.

 

الحاجة اللي مش لطيفة في الحياة أن مش دايمًا الوقفات ونقاط التحول بتكون اختيارية! بالعكس هي معظم الوقت إجبارية، زي مفترق الطرق كده. وحتى لو اختيارية زي السفر لمنطقة ثانية، أو إنهاء علاقة بحد، أو حتى إنهاء شُغل أو شراكة، أو اختيار الارتباط بشخص معين. ده لا ينفي تأثيرها الفاصل والمؤثر في الحياة واللي لا مفر منه.

يمكن لو بإيدينا كنا نختار الاستقرار والبقاء في المنطقة اللي بنرتاح فيها، لكن سُنة الحياة التغيير، والثابت الوحيد هو الله -سبحانه-. محدش فينا حياته فضلت زي ما هي طُول العُمر. ده حتى بيُقال إن شخصياتنا وصداقتنا شكلها بيختلف كل 5 سنين.

ولأننا -سواء قبلنا أو رفضنا- هنمر بواحدة أو أكثر من نقاط التحول الفارقة في الحياة؛ فمحتاجين يكون عندنا الوعي الكافي واحنا بنمر بيها أو نتعامل معاها.

 

1- ادِّي نفسك وقت

كل نقطة تحول بتحصل في حياتك حلوة أو صعبة محتاجة وقت تستوعبها، وتحس بمشاعرك خلالها، وتدرك وتفهم إيه اللي بيحصل بالضبط. مش بضغطة زرار نقدر ننهي رحلة مشاعر نتجت عن نقطة فارقة في حياتنا.

المشاعر كمان ليها دورة حياة ومراحل تدريجية؛ فمتستعجلش واصبر على نفسك، حتى لو هتعيد وتزيد في كلام أو حاجات أنت حاسس بيها. المشاعر الصعبة محتاجة وقت، والحلوة كمان؛ لأن الاثنين مفاتيح لدواخلنا ونفسياتنا.

 

2- اطلب الدعم والمساعدة

غالبًا مش هنعرف نجتاز نقاط التحول دي لوحدنا؛ لأنها خبرة جديدة ومحدش بيعرف يجتاز خبرة جديدة بتفاصيل غريبة عليه لوحده. يمكن محتاج دعم ومساعدة من حد مرّ بنفس نقطة التحول دي، ويمكن تحتاج مساعدة من متخصص. لكن متشيلش الحمل لوحدك اطلب مساعدة أصدقاء وناس بيحبوك.

 

نقاط التحول بتعتبر جزء مهم من رحلة حياتنا، اختر أنك توظفها لصالحك، وادعي الجزء ده من دعاء السكينة اللي بيقول: “ساعدني أن أحيا يومًا بيوم، أستمتع بكل لحظة في وقتها. ساعدني أن أقبل الصعاب وأجتاز فيها لأصل للسلام”.

 

المراجعة اللغوية: عبد المنعم أديب

المقالة السابقةما بعد الألم 
المقالة القادمةحد تاني خالص

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا