وعادت روحي تتنفس مع “نون” فكيف تحجبونها؟!

709

بمناسبة حدث حجب موقع “نون” المفاجئ، دعوني أروي لكم قصة صغيرة محورها هذه الحروف الثلاثة “ح ل م”، حيث كان لـ”نون” الفضل في إفاقة حلمي المشرف على الاحتضار.

 

لسنين طويلة راودتني فكرة الكتابة، ومع ذلك كنت كثيرًا ما أفشل في تطوير كلماتي، لتفوق كونها مجرد مذكرات يومية. كسرت هذا الروتين مرتين فقط، إذ نجحت في إخراج كلمات تصلح أن تُسمى مقالة، ولكني بعدها فشلت أيضًا في المواظبة على الكتابة، حتى أني شككت أن الكتابة هي ما ينقصني لأجد المعنى.

 

لا أذكر بالتحديد كيف تعرفت على “نون”، ولكني أتذكر اهتمامي بقراءة مقالات كُتَّابها، فكلماتهم بقدر ما هي بسيطة إلا أنها قريبة من قلب القارئ، أو كما نقول في العامية “بتونِّس”.

 

كنت في فترة تزداد فيها رتابة أيامي وتقسو عليّ ضغوط أدواري في الحياة، في وسط كل هذا كنت أتوق بشدة لكسر سلاسل التزاماتي، ولكن ليس بمعنى “تغيير الجو”، ولكن بمعنى عمل شيء يشبهني، شيء طالما تمنينه، شيء يبقى. مع أني لم أستطع تحديد ماهية هذا الشيء، إلا أن ثقتي أن وصولي سيكون ميلادًا جديدًا لروحي كانت هي المحرك.

 

في هذا الوقت أعلن موقع “نون” عن “اللمة الحلوة 2” في شهر سبتمبر الماضي، فبرقت عيني ووجدتها فرصة لدخول عالم طالما حلمت بالتعرف عليه، وجدت في البداية بعضًا من صديقاتي مهتمات بالحضور، وهذا أسعدني، ولكن عند اقتراب يوم الثالث من سبتمبر بدأت الأعذار في الظهور، وبقيت أنا الوحيدة التي بلا عذر، فبدأت أتراجع أنا أيضًا، فما معنى حضوري “اللمة” دون مشاركتها مع إحدى صديقاتي؟ على الأقل أحد المعارف!

 

لقد بقي يومان على “اللمة الحلوة” وأنا لم أقرر بعد، وبالتالي لم أسدد الاشتراك، ففكرت في عقلي “طنشي أحسن يطلع يوم دمه تقيل، فتبقيمش بس لوحدك لكن زهقانة كمان!”، وشاركت زوجي بقراري فوجدته غير مؤيد، فهو يعلم كم تمنيت الحضور، فعرض عليّ أن يذهب هو لدفع الاشتراك. بالفعل دفع الاشتراك، وجاء يوم السبت الموعود، حيث وصلت بصحبة زوجي الذي ثابر على تشجيعي ثم ودّعني وذهب، متمنيًا لي العثور على ذاتي وسط هذا الحشد من نون النسوة.

 

بدأ اليوم بشرائي لكتاب “كل البنات حلوين”، والذي تمنيت لو كنت إحدى كاتباته! أجلس على أحد المقاعد أو “البين باجز” ذات الألوان الزاهية في انتظار وترقب، أنظر إلى وجوه البنات والسيدات على أمل أن أجد ملامح مألوفة، ولكن محاولاتي كلها لكسر إحساس الغربة فشلت، فقررت أن أتصفح كتابي الجديد.

 

انطلق اليوم بسلاسة وخفة، فلقد بدأنا في التعرف على بعض في مجموعات صغيرة، ثم رقصنا جميعًا “الزومبا” لمدة ساعة كاملة، بعدها في نفس المجموعات لعبنا ونسقنا الورود وطرزنا فستانًا، وزاد استمتاعي إذ كنت أنا الـ”موديل”، وأخيرًا جاء موعد الغداء، ثم وقت للمشاركة أو “الفضفضة”، وهذا بعد أن تعرفنا على كيفية التعامل في مجموعة للمشاركة بشكل صحي، فإما أنا أشارك بأعماقي أو أستمع لإحدى المشاركات دون أحكام أو نقد، مجرد إصغاء.

 

لا أذكر كل تفاصيل اليوم، ولكني أذكر بوضوح تشجيع فتيات مجموعتي لي على الكتابة، وخصوصًا إحداهن التي كانت تواجه رفض جميع المحيطين بها أن تكتب، ومع ذلك تابعت الكتابة، فهذا “شغفها” حسب تعبيرها. هزَّتني كلماتها وفكرت في نفسي.. كيف لي أن أقف مكتوفة الأيدي أمام حلمي وأنا على عكسها محاطة بكل هذا الكم من الدعم والتشجيع؟!

 

في اليوم الرابع من حضوري “اللمة الحلوة” أرسلت أول مقالة إلى “نون” بعنوان “مش حكايات أفلام”، والذي نُشِر في نهاية الشهر نفسه، وإن كنت تقرأ هذا المقال الآن فهو مقالي الحادي عشر على “نون”.

هذه رسالة تشجيع لكل حلم لم يستسلم، مع أنه لم يعرف طريقه للنور بعد، اطمئن فـ”نونك” في طريقها إليك.

تصنيفات المقال

 

المقالة السابقةعزوا بعض
المقالة القادمةهدلعني في 30 خطوة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا