قالك ربيع!

590

احترس: هذا المقال قد يؤدي إلى الاختناق، ويُنصح بارتداء الكمامة أثناء القراءة.

 

  • “الدنيا ربيع والجو بديع قفللي على كل المواضيع”.

 

بس يا سعاد بقى! بس بقى! أولًا الفصول كلها دخلت في بعض، والشتا بقى بييجي زيارة سريعة يبخ بختين مطرة يغرّق الدنيا والمطارات، ويكسر الأسفلت ويغرّق أسيوط.

والصيف بقى طول السنة قاعد في أرابيزنا برخامة اللمبي “أنا عاجي معاكو كده”، والخريف مبقيناش نسمع عنه.. يمكن بيدرّسوه بس في كلية زراعة، لكن غير كده لو سألتي عليه مش هتلاقي حد يعرفه في الشارع.. ووسط كل دول الربيع بييجي يوم واحد في السنة، ألا وهو يوم شم النسيم، واليوم ده أبعد ما يكون عن الربيع اللي قرينا عنه في الكتب.

 

حيث بقى إن اليوم ده يمتاز بزحام تام وتكدس مروري وبشري في كل مكان، كل المولات مفيهاش خرم إبرة، الكافيهات كلها زحمة وسيرفيس وحشة بسبب العدد الكبير، السنيما عادة بتبقي الأفلام كلها من نوع “أيظن؟!”.

أما عن الحدائق العامة -وحتى لو فيه غير عامة هتلاقيها كده برضو- هتلاقي الملايات الكاروهات والسندويتشات المهربة من رجال الأمن على بوابة الجنينة، والترمس والشاي والقصب -إن وجد- والفسيخ اللي بيحذروا من أكله كل سنة، وبياكلوه كل سنة، وبيموتوا منه كل سنة.

 

وطبعًا الحدث الأهم والأكبر في يوم الربيع الرسمي، واللي بيظل أثره لأسابيع بعدها، وبيسيب ريحته في القنوات والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي (أكتر من ريحة بواقي السمك اللي لسه مستني حد يلمه وكمكم في الشوارع) ألا وهو حالات التحرش الجماعي الموسمية، واللي بتحصل بكثرة في اليوم ده برعاية الأمن.

حتى في الربيع، وبحسب تعبيرك يا سعاد “الطير بقى لعبي ومتهور”.. وده حقيقي، وحتى شوفي الغسيل بيبقى عامل إزاي من الطير في الربيع.

 

ثم إنتي جاية تقوليلي “قفللي على كل المواضيع”؟! لا يا سعاد.. مش هقفل.. لسه عندنا بلاوي زرقا عايزين نتكلم فيها، والطرمخة دي هي اللي ودتنا في داهية.. مش هسكت يا سعاد.. مش هسكت.

 

  • “حلاوة شمسنا، وخفة دمنا، الجو عندنا ربيع طول السنة”.

 

“ويأتي السياح إلى مصر ليستمتعوا بالجو المشمس والحرارة المعتدلة”.

جزء من درس لغة عربية عن السياحة شكّل وجدان كل طفل فينا في يوم من الأيام، بس شمس إيه؟! الشمس حر.. حررررر.. حررررر مووووت.. ثم إن السياح مبقوش يستمتعوا بالشمس، لأنهم بقوا يخافوا ييجوا مصر لأسباب متخفاش على حد، وبالنسبة للشمس فإحنا مبنعملش غير إننا بنغنيلها، واستغنينا عن خدماتها لأن الفحم أرخص ويقتل أسرع ويقضي على أي أمل في إن حد يستمتع بيوم يكون هواه صافي، وآديه بيحجز أهو السما طول أيام السنة عشان يسيطر على الهوا فيها.. وهيبقى تقسيمة السنة في مصر كالآتي: أيام قش رز فقط، أيام فحم فقط، أيام فحم وقش رز وبطاطس كومبو.. فيا ريت الدرس ده يتلغي من المناهج والجزء ده من الأغنية ميتغناش.

 

مش هتكلم على خفة دمنا.. وقلشنا.. ماشي؟

 

“الجو عندنا ربيع طول السنة”.

للتعليق على هذه النقطة راجع كل ما سبق.

 

أنا بكره الربيع.. بحسّه مزيف.. غير واضح.. مضطرب.. هش.. بعكس الشتا.

الشتا وإن كان قاسي لكنه واضح.. مش بيسببلك أي أمراض إلا إذا استهترت بيه.. بعكس الربيع اللي وشّ هيجيبلك رمد ربيعي من غير ما تعمل أي حاجة.

الشتا لسه مفيش ناس كتير تعرف سحره، فيعتبر من الحاجات الحلوة القليلة اللي لسه متزحمتش ومبقيتش mainstream.. الشتا من الحاجات القليلة اللي تخليك تدي الكوكب ده فرصة تانية.

الشتا أقوى من إنه يتأثر بشوية عوامل زي التراب والشمس.. الشتا بيفرض نفسه بقوة على المشهد وعلى الناس.. ده كفاية إنه أقوى من الحكومة.

الشتا تفاصيله كلها ملهمة.. برق، رعد، أمطار، نار، دفا، كاكاو، بخار.. وإسكندرية.

المقالة السابقةالنوع: ذَكر.. الوصف: مش راجل
المقالة القادمة9 أسس لطريقة مونتيسوري

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا