بيني وبين صاحبتي كلام

789

إهداء:

إلى نجمة اهتديت بها حين أعماني الظلام

فغمرني نور، كانت هي وظلت سره

إلى منار..

23/9/2012

 

من ساعة لما قمت من النوم وأنا حاسة إني عايزة أرغي معاكي زي زمان، بس الورق اتبدل وحل محله اللاب توب! كلام لما تقريه تحسي إنك معايا وعارفة يومي الصباحي بيمشي إزاي.

 

أنا فعلاً عندى قدرة إني أعمل نفس الحاجات كل يوم بدون كلل أو ملل، تفاصيل صغيرة أوي بس بتحسسني بسلام غير طبيعي.. كل يوم بعد ما جوزي وبنتي يمشوا أقعد أوضب البيت.. بحب يبقى السرير مهندم جدًا، ولازم أقعد أظبط في الستاير وأفتح كل الشبابيك.. أحس إن البيت كله بيسبح بنور رباني، شمسي أحيانًا ومغيم أحيانًا، وطبعًا بستنى المغيم لأنه بيديني أمل إن الشتا خلاص بيقرب.. بخلص كل أوضة بس قبل ما أخرج منها لازم ألقي نظرة شاملة عليها.. عندي العادة دي دايمًا، يمكن تكون نظرة رضا عن شكل الأوضة.. ممكن تكون نظرة تأكيد إني رتبت كل حاجة زي ما أنا عايزة.. أو يمكن تكون نظرة استمتاع بالشكل المنظم اللي بيهديني وبيريح أعصابي.. يمكن تكون النظرة البانورامية دي فيها كل التفسيرات، المهم إنها لازمة عندي ولازم أعملها غصب عني.

 

لما بنزل المطبخ ببقى مبسوطة، خصوصًا لو روقته من بالليل بيبقى نضيف وبيلمع وضوء الشمس بينعكس على الاستنلس فبحسه منور أوي خصوصًا الصبح بدري، أحضر فطاري وأطلع أفتح التليفزيون أو اللاب توب أو كتاب.. المهم أقعد في ركني المفضل على الكنبة جنب الشباك، أبص على الشجر والسما وأستمتع بالهدوء وأقعد أتأمل الفيلا اللي مش مسكونة جنبنا.. فيلا على الطوب الأحمر، ببص عليها كل يوم وأتخيل إنها بتاعتي وأقعد أفكر هحط هنا إيه وهخلي ألوان الحيطان إيه وهستغل المساحات والرووف إزاي.. أحلام كتيرة بس بتشكل تفاصيل صغيرة من نهاري الروتيني اللي أوقات بحبه وأوقات لا.. بس بعيشه وخلاص.

 

كتير ببقى عايزاكي تشاركيني الوقت ده، وأقعد أقول نفسي مرة لازم تيجي وأشاركك التفاصيل دي كلها.

أنا عارفة إنها برضو أحلام بس بحب الإحساس اللي بيجيني وأنا بحلمها، صديقتي بتشاركني لحظاتي زي زمان.. إحساس نوستالجيا محبب أوي.

 

إنتي كمان بكرة هتشكلي تفاصيل حياتك الخاصة لما تتجوزي، إنتي دلوقتي عايمة في بحيرة إحباط ولازم تخرجي منها.. إنتم الاتنين بتشكلوا تفاصيل بيتكم اللي هيجمعكم قريب سوا.. إنتي فاكرة إن ده أخدكم من بعض بس في الحقيقة هو بيقربكم فوق ما إنتي متخيلة، تفصيلة ورا تفصيلة هتشوفيهم في يوم ما أهم مسببات وجودك الذاتي.. أهم مسببات ابتسامتك لما تغرقي فيهم.. وعشان مبقاش كدابة هيبقوا برضو من مسببات روتينك اللي أوقات هتحبيه وأوقات هيدفنك غصب عنك جواه.

 

أما حاليًا حاولي تخرجي نفسك من دايرة التفكير بالهدوء والسلام النفسي.. ركزي في حاجات تانية، ركزي على اللي يبسطك كمنار، نوري شجرة الكريسماس المبهجة لو ده مريح بالنسبة لك.. شوفي فيلم ينشلك من إحباطك ويجددلك الحلم.. اسمعي موسيقى مريحة على إذاعة البرنامج الموسيقي المفضلة لينا.. اعملي لنفسك أكلة حلوة تحسسك بالرضا أو اشتري كابتشينو واشربيه وإنتي بتتمشي في الشارع لوحدك.. طلعى كتاب ممتع اقريه بس يكون مفرح.. انبشي في ذكريات حلوة تخليكي تضحكي.. انزلي اشتري لنفسك حاجة جميلة وكافئي نفسك بيها.. اقعدي في ركنك الخاص وافتحي الشباك واحلمي.

 

عارفة؟ أنا بقرأ حاليًا كتاب “طعام – صلاة – حب”.. من أجمل وأروع الكتب اللي حسيت إني محتاجاها فعلاً وجت في وقتها، خلاني نفسي أستمتع بالمتعة.. أدوّر على متعة ليّ أستمتع وأنا بعملها.. النهارده وأنا بحضّر فطاري اللي هو جبنة قريش، لأول مرة بعد ما قريت جزء روما أقعد أبص للمكونات وأقطعها وأنا بحاول أستمتع بريحتها وأستمتع بتخيل طعمها.. حطيت عليها طماطم حلوة أوي وقطعت نعناع أخضر ريحته منعشة ومسكت بصلة حمرا صغيرة مسكرة قطعت منها حلقتين على وش التوست بالجنبة وقعدت أبص للألوان.. الأبيض والأحمر والأخضر.. قطمت قطمة حاولت معاها إني أبعث جوايا شعور إني باكل ألذ سندويتش دايت في حياتي.

 

استمتعت ومتعت نفسى على الرغم من إني بفطر كل يوم كده.. بس نظرتي اختلفت بعد ما قريت الكتاب الممتع ده.. أنا قلت هخلصه وأتفرج على الفيلم، بس معتقدش إنه هيبقى مميز زي الكتاب، وصفها للأكل على إنه متعة مش مجرد ملء بطن فتح نفسي أوي.. حتى لو مش هاكل في روما وهتغدا تونة مع بطاطس مسلوقة بس هستمتع وأمتّع روحي وقلبي وكياني معايا.

 

كنت فاكرة إني بتغير وأكيد اتغيرت فيّ حاجات.. بس لسه فيه حاجات جوايا بتفكرني بيّ زمان وقت انعدام المسؤولية

.. لسه فيه كتاب يقدر يبسطني ولسه فيه موسيقى بتقدر تلمسني ولسه ببتسم زي الهبلة لما بشوف مشهد رومانسي في فيلم أو مسلسل على الرغم من إني اتجوزت.. أنا لسه موجودة وعارفاني.. أنا لسه هنا ومضعتش تحت أنقاض الجواز والبيت.. أنا لسه هنا وإنتي كمان.

 

 

المقالة السابقةأنا عروسة عمرو
المقالة القادمةكيفية تربية القطط الصغيرة وما هي أضرار تربيتها؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا