علمني شكرا 3

469

استكمالًا لحديثنا السابق عن التعليم المنزلي أو التعليم البديل، قبل أي شيء لا بد أن نستوعب أن قرارنا في البعد عن التعليم النظامي قرارًا ليس سهلًا على الإطلاق، وأنه يحتاج إلى بذل مجهود من أولياء الأمور أكبر بكثير من التعليم النظامي، وعلينا تحمل عواقبه سلبًا كان أو إيجابًا، ويحتاج إلى انتباه شديد إذا ما كان هذا النوع يوائم أبناءهم أم لا؟ لذا لا يجب التسرع أبدًا في اختيار الأنسب لأبنائنا.

وبالتالي يمكن عرض بعض الأسباب التي تجعل أولياء الأمور يلجؤون إلى التعليم المنزلي، وتلك الدوافع تحمل في طياتها مميزات التعليم المنزلي. ومن ثم يمكن عرض العيوب لكي تتضح الرؤية أكثر.

أوًلا: دوافع اللجوء إلى التعليم البديل

1- بعض الأسر تهتم بالثوابت الدينية وضرورة غرسها في الأبناء، وقد أخفقت كثير من المدارس في ذلك بشكل ملحوظ.

2- القلق من المدارس العامة كونها تتبنى قيمًا أخلاقية مضادة لقيم الأسرة.

3- المدارس تفتقر إلى مبدأ الفروق الفردية خصوصًا مع الطلاب الذين يعانون من ضعف الانتباه أو الحركة المفرطة أو التوحد.. أو حتى الموهوبين والمتفوقين الذين يشعرون بضآلة المناهج، ويصيبهم الملل أثناء العملية التعليمية.

4- بعض العائلات تشعر أن المدارس بيئة خصبة لاكتساب عادات العنف، مما يؤثر على التحصيل العام لأبنائهم.

5- هناك من يشعر بالاستياء من قضايا الأمن والأمان بسبب انتشار الحوادث في الطرق، أو انتشار المخدرات والجنس والتدخين، فضلًا عن سوء المعاملة أحيانًا من قبل المدرسين أنفسهم.

عيوب التعليم المنزلي

1- بعد أن استعرضنا بعض الدوافع التي تجعل البعض راغبًا في التعليم المنزلي يأتي السؤال الأشهر.. الشهادة!

من أين يحصلون على شهادات تثبت أنهم تخطوا المراحل الدراسية، خصوصًا أن الحياة العملية بعد ذلك تحتاج إلى شهادات موثقة في تخصصات معينة للحصول على الوظائف؟

هنا يمكن حل المشكلة بطريقتين:

– أن يقدم أولياء الأمور لأبنائهم في مدارس حكومية أو خاصة، يدفع الطالب المصاريف، ويتغيب عن المدرسة لأي ظرف، ويذهب أيام الامتحانات فقط، ولكنه طوال السنة يدرس تعليمًا منزليًا بمناهج مختلفة، بالإضافة إلى المقررات الوزارية التي تكون أسهل بكثير من التي يأخدها.

– أو يعتمد على المناهج الإلكترونية الأمريكية، وهي أصلًا معترف بها.

وآخرون.. لا تفرق معهم الشهادة أصلًا لأن أولادهم سيلتحقون بجامعات بالخارج، والتي تعتمد على حجم المعلومات عند الطالب في قرار القبول به، وليس الشهادات. أي أنه يجتاز امتحانات معينة لو نجح بها يدخل الجامعة، حتى وإن كان عنده عشر سنوات فقط.

2- يرى البعض أن بيئة المنزل بيئة غير واقعية، وأن الطفل سيصطدم بالواقع بمجرد خروجه من المنزل، ولن يكون لديه الحنكة في التعامل مع البيئة الاجتماعية المحيطة التي يكتسبها بالتدريج في المدارس.. ولإحقاق الحق من وجهة نظري كمعلمة فهذا حقيقي بدرجة كبيرة، ولكن في المقابل هناك عادات سيئة يكتسبها الطالب من أقرانه، ورأيت هذا مع إحدى الطالبات التي وفدت من فرنسا وكانت في الصف الثالث الابتدائي.. كانت هادئة جدًا وملتزمة جدًا ونظيفة جدًا ولديها احترام شديد لنفسها ولمعلميها.. بعد شهرين اختفت هذه ا%

المقالة السابقةالمجموع وحده لا يكفي
المقالة القادمةتألقي في العيد في 12 خطوة